اللبنانيون يعيدون النظر باشتراك الانترنت… الأسعار ٧ أضعاف بالليرة

راما الجراح

ربما تصبح الرسائل الصوتية على وسائل التواصل الاجتماعي غير مُستحبة، ويُعيد اللبناني حساباته قبل اتخاذ قرار تنزيل فيديو أو صورة على الـ 4g، كما أن حزمة الاشتراك التي اعتادت عليها فئة كبيرة من اللبنانيين ستطوى كأنها لم تكن وستستبدلها بأرخص خدمة لأطول مدة. تحولات كبيرة ستطرأ على نمط حياة المواطن وخاصة فئة الشباب التي ستبدأ بالتفكير ملياً في اختصار وقت الدردشة، وساعات الجلوس الطويلة على الانترنت، ومحاولة استهلاكه حصراً للعلم والعمل.

وبدءاً من اليوم سوف ترتفع كلفة الاتصالات من 4 إلى 7 أضعاف، وستصبح خارج القدرة الشرائية لمعظم المواطنين الذين لم تُعدّل رواتبهم لتواكب ارتفاع أسعار الخدمات والسلع واحتسابها على دولار السوق السوداء. وعلى الرغم من أن رفع كلفة الاتصالات أمر لا بدّ منه لتأمين استمرارية القطاع، إلّا أنّ طرح بطاقات مسبقة الدفع جديدة لذوي الدخل المحدود، لا تلبّي طموحات ومتطلبات شريحة كبيرة من اللبنانيين، من الشباب والطلاب ورواد الأعمال الذين يحتاجون الى 5 جيغابايت شهرياً كحد أدنى.

وكان مجلس الوزراء أقرّ في أيار المنصرم رفع تعرفة الاتصالات حين وافق على عرض وزير الاتصالات جوني القرم بتعديل تعرفة ورسوم التخابر الهاتفي، الثابت والخلوي، وتعرفة الانترنت بدءاً من 1 تموز، بحيث سيتمّ احتساب تعرفة خدمات واشتراكات الاتصالات الخلوية للأفراد على سبيل المثال وفق قسمة الفاتورة السابقة المقيّمة بالدولار على ثلاثة لتسدّد فيما بعد بالعملة اللبنانية بحسب سعر منصة “صيرفة”.

وبعدما ترددت معلومات عن اتجاه الوزير القرم إلى تأجيل تنفيذ قرار تعرفة الاتصالات الجديدة إلى 1 آب بدلاً من 1 تموز، أصدر الوزير بياناً نفى فيه صحة الأخبار المتداولة على بعض المواقع الإخبارية الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن قرار تعرفة الاتصالات الجديدة سيعمل به ابتداء من 1 تموز، ويمكن للمواطنين الاطلاع على الأسعار الجديدة على المواقع الالكترونية الخاصة بهيئة “أوجيرو” وبشركتي الخلوي “ألفا” و”تاتش”.

في هذا الاطار، قال أحمد العوطة، أحد موزعي الإنترنت: “لم نشهد أي انخفاض في أعداد المشتركين في الانترنت بل على العكس، نشهد اليوم ظاهرة تركيب UPS لماكينة الانترنت حتى تستمر بالتغذية ٢٤/٢٤ بعد أزمة الكهرباء والتقنين القاسي، إضافة إلى أنه عندما كان اشتراك الانترنت أقل من اليوم بعشرات الأضعاف لم يكن لدينا هذا العدد الكبير من المشتركين، حتى أن الدفع يكون طبيعياً في نهاية كل شهر ولا يوجد أي تأخير أو تقاعس في ذلك”.

وأكد العوطة لموقع “لبنان الكبير” أن “الانترنت بالنسبة الى الناس أصبح أهم من الخبز والطعام، وهذا الإقبال الكثيف على سحب الإنترنت إلى المنازل بات السبيل الوحيد أمام الناس للهرب من الأعباء الكبيرة لباقات الانترنت على الهواتف وذلك بعد قرار الوزير الأخير بإعتماد الدفع على أساس منصة صيرفة”.

أما الخبير في الشأن الاقتصادي أنيس بو دياب فأوضح أن “تسعيرة الانترنت انخفضت قيمتها بالدولار فقط، أي الدقيقة التي كانت بـ 11 سنتاً أصبحت عبارة عن جزء من السنت الواحد، ولكن بالنسبة الى اللبناني الذي انهارت قيمة ليرته أكثر من 95٪ سيلمس فرقاً كبيراً في الأسعار، التي ارتفعت أكثر من ضعفين، ومعالي الوزير يعتبر أنه بهذه الخطوة ستتحسن الاتصالات، وهو مجبر على إتخاذها كي لا ينهار القطاع بشكل كامل. وبالتالي هذه الخطوة تعتبر من العناصر التي ستزيد من نسبة انهيار القدرة الشرائية، وفاتورة اشتراك الانترنت التي كانت 100 ألف ستصبح اليوم 400 ألف كحد أدنى”.

وبعد استفتاء أجراه “لبنان الكبير” مع عدد من الطلاب والموظفين الذين يعتمدون في حياتهم على الانترنت في الدراسة والعمل، كانت النتيجة أن لا أحد يمكنه الاستغناء عن استعماله لأنه ضرورة، ولكن في المقابل يمكنهم التخفيف من استهلاكه، أي أن هناك توجهاً جديّاَ لنسبة كبيرة من الشباب إلى إعادة النظر في حجم باقة الانترنت والاشتراك في الخدمة الأوفر لهم. من جهة أخرى هناك تخوف من هذه الخطوة في حال لم تكن كافية واضطروا إلى تجديد الاشتراك قبل نهاية الشهر، وبهذا تكون التكلفة أعلى.

شارك المقال