المخيمات الصيفية… دولرة سعادة الأطفال

جنى غلاييني

مع انتهاء العام الدراسي، تفتح المخيمات الصيفية في لبنان أبوابها تمهيداً لموسم صيفي مزدحم، ولكن سواء كان مخيماً ليوم أو أكثر يبتعد فيه الطفل عن عائلته وينام خارج المنزل، أصبح تسجيل الأطفال فيه يكلف مبالغ باهظة لم يعد بمقدور الكثير من الأهالي تحملها، نظراً الى الوضع الاقتصادي المزري.

لذا، مع ارتفاع الأسعار الصادمة في أكثر المخيمات، أصبح من الصعب على الأهل المعتادين على تسجيل أطفالهم في كل عام في أجمل المخيمات الصيفية ترفيهاً لهم، العثور على المخيم الأرخص والأوفر للجيبة!.

فقد وصلت أسعار التسجيل في أحد المخيمات الى حوالي 400 دولار شهرياً للطفل الواحد، في حين بلغت كحدٍ أدنى في مخيم آخر 3 ملايين ونصف المليون ليرة. ويقول مسؤول في أحد المخيمات رفض الكشف عن إسم المخيم لـ”لبنان الكبير”: “للأسف وضعنا أسعار التسجيل النصف باللبناني والنصف الآخر بالدولار، ليس رغبةً منّا في ذلك، بل لأننا مضطرون كي يستمر المخيم في إقامة نشاطاته بصورة دائمة، كما أنّ كل نشاط نقوم به للأطفال يكون مكلفاً بعض الشيء، فهناك نشاطات تقام في المسابح أو في ملاعب الفوتبول أو في المحميات، وبعضها الآخر مكلف بالنسبة الى المواد التي يلعب بها الأطفال من أقلام تلوين ومعجون وطابات وغيرها الكثير من الألعاب، وبالطّبع هناك رواتب الموظفين من مدربين ومشرفين وممرضين ومراقبين وغيرهم”.

ويوضح أن “أعداد المسجّلين حتّى الآن يعتبر قليلاً مقارنة مع السنة الفائتة، وهذا يجعلنا في حيرة ما إذا كنا سنستمر حتى شهر آب المقبل في حال قلّت الأعداد أكثر. وأنا أدرك وضع الأهالي الذين يحاولون وضع أولادهم في المخيمات الصيفية للترفيه عنهم بعد عام دراسي عصيب، وهناك الكثير منهم يتواصلون معنا ويطلبون خفض المبلغ ونحن أيضاً نسعى جاهدين الى إسعاد الأهل وأطفالهم”.

وتؤكد لارا وهي مشرفة في أحد المخيمات الصيفية في بيروت أن “راتبي لا يتجاوز المليونين ونصف المليون ليرة، ومهمتي أن أهتم بالأطفال طيلة نهار كامل، ولكن ما باليد حيلة وأحاول قدر المستطاع أن أدخّر المال للتسجيل في معهد مهني لاستكمال تعليمي”، مشيرة الى أن “أعداد المنتسبين الى المخيم الصيفي الذي أعمل فيه لا بأس بها كون رسوم التسجيل لدينا تعتبر أرخص من غيرها بكثير”.

وفيما الأوضاع المعيشية تتجه نحو الأسوأ، فان سعادة الأطفال بالكاد يستطيع الأهل تأمينها لأطفالهم، في حال كانت حالتهم المالية جيدة. وتقول كارلا وهي أم لطفلين لا يتجاوز عمرهما الـ9 سنوات: “لا قدرة لي وزوجي على تحمّل المبالغ الهائلة لتسجيل أطفالي في مخيم صيفي، مع العلم أنني كنت أقوم بذلك كلّ عام، في أجمل المخيمات الصيفية والتي تتضمن أكثر النشاطات الترفيهية حماسةً وتهدف الى تعليم الأطفال وتطوير خبرتهم وذكائهم، ولا أريد أن أشعرهم بغياب هذا الأمر عنهم هذه السنة لذا بحثت عن الأرخص تكلفة وسجلتهم فيه”.

أمّا عليا وهي أم لثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ 13 سنة، فتؤكد أنّها غير قادرة بتاتاً على تحمّل مبلغ تسجيل ثلاثة أطفال مرّة واحدة، موضحة أنه “بعد البحث والسؤال عن كلفة تسجيل أطفالي في أحد المخيمات الصيفية ومع الحسم للإخوة الثلاثة وصل المبلغ الى 550$ في الشهر الواحد، فعلاً أمر لا يصدّق! فنحن مقبلون على عام دراسي بأقساط جنونية، لذا تعذّر علي تسجيلهم هذا العام وأشعر بأنني أسلب منهم حق المتعة والرفاهية، ولكن سأفعل ما بوسعي لأعوّض لهم من جهة ثانية على الرغم من أنّني إمرأة عاملة ووقتي ضيق بعض الشيء”.

شارك المقال