مماطلة قضائية في قضية المجذوب… وصحته في خطر!

راما الجراح

قضية خالد المجذوب عادت إلى الواجهة من جديد بعد التدهور الكبير الذي طرأ على وضعه الصحي، والمماطلة القضائية في ملفه بصورة لافتة، على الرغم من محاولة محاميه الإسراع في الإجراءات، والعمل على إخلاء سبيله ولو بسند إقامه، مع منع السفر، على أن يذهب إلى منزله ويكون بين عائلته، ليتلقى العلاج الصحي والنفسي المناسب، ولكن النتيجة صفر حتى الآن، وخالد اليوم في غرفة العناية المشددة تحت مراقبة القوى الأمنية، ولا حُكم عليه!.

كُنّا قد ذكرنا منذ حوالي الشهر تفاصيل قضية الموقوف خالد المجذوب، رجل الأعمال الذي يملك سلسلة محال ومعارض “موبيليا” في البرازيل، وهو يعاني من مرض السرطان، ولاحقاً أصيب بفيروس في كبده، وعلى الرغم من نقله يومَذاك إلى المستشفى إلا أن وضعه الصحي لم يستقر، حتى أنه يعاني اليوم من تليّف حاد في الكبد وأصبح في مرحلة متقدمة وخطيرة.

إنطلاقاً من هنا، ناشد ذوو الموقوف عبر موقع “لبنان الكبير”، السلطة القضائية الإسراع في البت بملفه نظراً الى وضعه الصحي الحرج. كما دعوا الناس للوقوف إلى جانبهم والمطالبة بالعدالة لخالد وإطلاق سراحه لثقتهم التامة ببراءته. وقال أحمد المجذوب، أحد أقارب الموقوف: “لمسنا مماطلة كبيرة من القضاء اللبناني بالنسبة الى قضية خالد، ونتساءل هل القضاء عادة يتصرف بهذه الطريقة مع كل القضايا في لبنان؟ فاذا كان كذلك فهذه مصيبة، أم أن هذه المعاملة مقصودة تجاه خالد والمصيبة أكبر؟ لأن الموجودين في السجون والمستشفيات لديهم أهل وأصدقاء في الخارج يخافون عليهم وتهمهم سلامتهم، وبالتالي نحن كأهل خالد وصلنا الليل بالنهار للعمل على حلحلة قضيته، ومنذ ١٠ أشهر حتى اليوم لم نعِش يوماً هنيئاً بسبب مصيره المجهول ووضعه الصحي الصعب”.

أضاف: “يجب النظر إلى الموقوفين من الناحية الإنسانية، فهم بشر ولديهم حالتهم الاجتماعية وصحتهم وبالتالي يجب مراعاتهم، ومعرفتنا بخالد وطيبته وآدميته جعلتنا نتأثر بصورة كبيرة بقضيته، والقضاء لم يأخذ في الاعتبار لا خالد ولا عائلته، بل ينظر الى الموضوع على أنه عملية حسابية، ويقوم بتأجيل الجلسات”.

وتابع: “نحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك وخالد ليس بيينا، وفي النهاية ستظهر براءته، ولكننا نخاف لأنه مريض بالسرطان، والقاضي أماني سلامة على إطلاع دائم على ملفه وحالته الصحية، وعلى الرغم من أن جميع القضاة ليس لديهم أدنى شك ببراءته، إلا أن هناك إصراراً على إبقائه في السجن ومن دون محاكمة حتى الآن، ووضعه الصحي لا يسمح أبداً. ونحن نقترح إخلاء سبيله بسند كفالة، وأساساَ تم وضع إشارة منع سفر إلى جانب اسمه، وعندها يتلقى علاجه في المنزل باشراف القضاء وتحت سقف القانون. ونتمنى أن يدرس هذا الموضوع قبل العطلة القضائية التي ستمتد حوالي شهرين، وهناك إحتمال أن لا يصمد خالد كل هذا الوقت مع وضعه الصحي الحرج. ولدينا وقفة احتجاجية اليوم أمام قصر العدل وسنناشد القضاء اللبناني الوقوف إلى جانبنا على أمل أن يتعاطف معنا وينظر إلى حال خالد قبل فوات الأوان”.

اما علي المجذوب، أخ الموقوف فأوضح أن خالد نقل إلى المستشفى، ولكن لم ينل إخلاء السبيل بسبب عدم الانتهاء من التحقيقات، مشيراً الى أن “تباطؤ القضاء وكثرة الملفات والاضرابات أخر القضية، والقاضي أماني سلامة مشكورة طلبت نقله إلى المستشفى بمؤازرة القوى الأمنية”.

ولفت إلى عدم وجود أي تسريع في الملف، “على الرغم من أننا طلبنا ذلك بسبب وضعه الصحي، وللأسف ليس هناك أي تجاوب لا من الدائرة الجغرافية، ولا حتى من داتا المعلومات، والمحكمة في البقاع لديها عدد ضئيل من القضاة مقابل مئات الملفات وهذا أثر كثيراً على القضية”.

وشدد على ضرورة “الانتباه إلى نسبة تليف الكبد التي يعاني منها خالد، لأنه الآن في مرحلة ٨.٧ من التليّف، وإذا تراجعت حالته ووصل إلى ٩.٥ فسيدخل في مرحلة صعبة لا يعود ينفع معها أي علاج، ولهذا السبب موجود اليوم في المستشفى خوفاً من أي مضاعفات يمكن أن تؤثر عليه في السجن”.

وأكد الدكتور محمد نجم الدين، الذي قام بمعاينة خالد منذ يومين أن “نتائج الفحوصات التي أجراها أظهرت وجود تليّف في الكبد بنسبة عالية جداً، وهذا الفيروس لم يكن موجوداً في جسمه من قبل، أي أن عوارضه بدأت وهو داخل السجن”.

شارك المقال