مهرجانات بيت الدين… فعل إيمان بلبنان ونافذة أمل للمستقبل 

ليال نصر
ليال نصر

…وعادت بيت الدين لتحيي مهرجاناتها بعد عامين من الغياب، لتشعر اللبنانيين بأن الموسيقى والطرب والفن بمختلف أنواعه وأشكاله، تعيد الرونق إلى الحياة وتبعث الأمل بغدٍ أفضل على الرغم من كل الصعوبات والمعاناة بسبب جائحة كورونا والوضع الاقتصادي المتردّي.

على أنغام ووقع موسيقى أنامل واحد وعشرين عازفاً من فرقة LES CORDES RESONNANTES بقيادة جو ضو الذي قال لموقع “لبنان الكبير” إن “هذا المهرجان يضخ نبض اللبنانيين من جديد ليستعيدوا نشاطهم”، صدح صوتا السوبرانو لارا جوخدار والميزو سوبرانو ناتاشا نصّار اللتين تألّقتا بملابسهما، وغنّتا على انفرادٍ حيناً وثنائياً رائعاً حيناً آخر بصورة جميلٍة ومتناغمة، أعادتا الجمهور إلى الزمن الكلاسيكي الجميل، وجعلتاه يتفاعل مبتهجاً على أنغام البوب والأغاني الجديدة أيضاً. وتوسّطت ذلك وصلة موسيقية شيّقة بقيادة ضو، مزجت ألواناً كلاسيكية وغربية بأسلوبٍ منسّق ومنسجم مع الديكور والفرقة الموسيقية التي عزفت طيلة ساعة ونصف الساعة، باحترافٍ أثار حماس الجمهور الذي وان لم يكن عدده كبيراً في هذا الحفل، إلا أنه يتذوّق هذا النوع من الموسيقى الأوبرالية الكلاسيكية ويستمتع بها ويفهمها.

المهرجان المجاني رعته وزارتا الثقافة والسياحة وحضرته رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية نورا جنبلاط وعدد من الوزراء والسفراء. وقال وزير الثقافة محمد المرتضى لموقع “لبنان الكبير”: “إن أهمية هذا المهرجان في هذه الظروف الأكثر من عصيبة، أنه يشكل نافذة تطل منها الناس على أملٍ ومستقبل يمكن أن يصبح أفضل بكثير مما نشهده”.

وأوضحت عضو اللجنة التنفيذية لمهرجان بيت الدين هلا شاهين أن “المهرجان انطلق منذ العام ١٩٨٤ كفعل إيمانٍ بلبنان، لذلك وبعد غياب لمدة سنتين، ارتأت اللجنة أن يكون المهرجان مجانياً هذا العام شعوراً منها بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، وليعيد الحياة الى لبنان، فقررت إقامة برنامج ولو مقتضب، ساعدها فيه رعاة المهرجان والفنانون المشاركون والتقنيون، الذين تعاونوا بالتكلفة لتغطية نفقاته وإنجاحه”.

هوية الوطن ومرآة الثقافة

في ١٣ تموز الجاري، انطلق اليوم الأول لمهرجانات بيت الدين كصورة لبنان مرآة الثقافة وهوية الوطن. وافتتح بثلاثة معارض فنية الأول بعنوان “المنسيُّون” وهو عبارة عن  عشرين لوحة كانت موجودة في لبنان لكنها لم تعرض. وطلب من وزارة الثقافة أن تعرض هذه اللوحات التي تعود الى كبار فناني لبنان في بداية القرن العشرين والذين أسسوا للحركة التشكيلية في هذا البلد، للمرة الأولى على الجمهور، كما قالت شاهين.

والمعرض الثاني بعنوان “طبيعي مش طبيعي” لمجموعة من الفنانين، وتظهر عبر اللوحات، الصورة الطبيعية والجميلة للبنان كما الطبيعة المشوّهة كقطع الشجر وقتل العصافير، فيبرز التناقض فيها.

أما المعرض الثالث، فهو معرض نحتي للفنانة سلوى روضة شقير وعائلة بصبوص التي مرّكت النحت في لبنان، فمشى الجمهور في البهو الخارجي لقصر بيت الدين، بين الأعمال النحتية ليشعروا بها وبقيمتها.

برنامج المهرجان

يوم الجمعة يستكمل المهرجان بسهرة طربية عربية بعنوان “تخت شرقي” تحييها المطربة تالين جبور التي ستغني للفنانات نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وأم كلثوم وأسمهان ونور الهدى. ويختتم المهرجان بحفلين للفنان غي موناكيان الذي مدّد لليلة ثانية في السابع عشر من الجاري بسبب كثرة الحجوزات.

جمهور مهرجانات بيت الدين كما كل الأعوام، مختلف ومتنوع، منهم من يتذوّق الأوبرا ومنهم من يحب الكلاسيكي وآخرون يعشقون الطرب، وفيها كل ما يطلبه المستمعون، لتصل الموسيقى والأغاني إلى عامة الناس وليحيا لبنان بفنّه الراقي.

شارك المقال