“أهلا بهالطلة” في البقاع… وحركة الاغتراب ناشطة

راما الجراح

لا أماكن شاغرة، والحجوزات غير متوافرة قبل ٢٤ ساعة على الأقل… هذا هو حال السياحة في منطقة البقاع. أطل السيّاح على السهل الذي لطالما عُرف بإهراءات روما للتعرف الى ثقافته، وتذوق لقمته، وممارسة نشاطات ترفيهية على أرضه الطيبة، والسهر تحت سمائه على دندنة الموسيقى الكلاسيكية والطرب اللبناني الأصيل.

مشاريع عدة أقيمت حديثاً في هذه المنطقة، وأصبحت مقصداً للمنتشرين والسائحين العرب والأجانب. اذ لطالما كان المواطن البقاعي يقصد العاصمة بيروت للترفيه عن نفسه أو مناطق الشمال والجنوب، بسبب عدم توافر أماكن يقصدها في المنطقة، التي لم تكن تشهد أي حركة سياحية إلا لزيارة القلاع الأثرية كقلعتي عنجر وبعلبك، ولكن اليوم أصبح أهل العاصمة وكل لبنان يقصدون البقاع للترفيه والتسلية وتذوق اللقمة الطيبة بأقل كلفة ممكنة.

مشروع “بستان”

أكد مدير مشروع “بستان” الترفيهي في منطقة برالياس، عمر الميس أن “هناك توافداً كبيراً للمغتربين إلى منطقة البقاع، ويشهد (بستان) حركة كبيرة من مغتربين لبنانيين وأجانب يقصدونه للترفيه عن أنفسهم، وهو مناسب للعائلات عموماً، ومساحته عبارة عن غابة كبيرة حاولنا استغلالها لتصبح مشروعاً كبيراً يستقطب السيّاح ليتعرفوا على البقاع بصورة أقرب”.

وقال الميس لموقع “لبنان الكبير”: “هناك نشاطات واقتراحات في فترتي النهار والليل، مناسبة لجميع الأعمار، فبرنامج النهار يبدأ منذ الساعة العاشرة قبل الظهر مع الترويقة الغنية بجميع المأكولات اللبنانية الصباحية إذا صح القول (فول، مناقيش، لبنة، حمص، جبنة على أنواعها، فتّة، بيض مقلي ومسلوق، وغيرها من الحواضر إضافة إلى الخضار)، وبعدها تأتي مرحلة الألعاب المتنوعة والمتعددة للكبار والصغار حتى فترة الغداء بحيث تتضمن (Zipline, Skywalk, Animation, Swimming, ATV, Pedalo, Climbing wall)، وبعدها يأتي موعد الغداء عند الساعة الواحدة والنصف ويشمل حوالي ٧٠ صنفاً من الطعام، ثم هناك فقرة كوميدية مع أشخاص مدربين، إضافة إلى ركوب الخيل، والتجول في المزرعة”.

وعن الفترة الليلية، أشار الميس إلى أن “لكل وقت برنامجاً محدداً، فعند فترة المساء والتي تبدأ من الساعة الثامنة إلى الثانية عشرة ليلاً، هناك سهرة نار، وبرنامج ترفيهي كوميدي يمتد لفترة طويلة، وأصناف الطعام تختلف عن فترة الغداء وهي سبعة فقط. كل هذه النشاطات والتقديمات التي نقوم بها تبلغ تكلفتها للشخص الكبير ٢٧ دولاراً، وللصغار ١٥ دولاراً، أما الأطفال ما دون ٣ سنوات فيدخلون بصورة مجانية”. ولفت الى تزفيت الطريق على نفقتهم الخاصة بعدما كان الناس يعانون صعوبة في سلوكه لتسهيل وصولهم إلى “بستان”، داعياً الجميع إلى زيارتنا “ولن يندموا على شيء وبكل ثقة، لأن الـ Feedback التي تصلنا دائماً بتكبر القلب!”.

كاسكادا مول (آمالين)

بالنسبة الى “كاسكادا مول”، المشروع الأحدث والأهم على صعيد البقاع، قال وسام الجراح أحد المسؤولين في مطعم “آمالين” الموجود ضمن المشروع في تعنايل – البقاع الأوسط لموقع “لبنان الكبير”: “بدأت الحركة السياحية تزدهر في منطقة البقاع منذ أسبوع في عيد الأضحى المبارك، على الرغم من أن حملة (أهلا بهالطلة) مر على اطلاقها أكثر من شهر، وكنا في إنتظار أن نشهد بداية موسم قوي وحركة كبيرة، وهذا رأي معظم المؤسسات السياحية، إلا أن هذه الحركة بدأت منذ فترة ١٥ يوماً فقط بعدما كنا نعوّل على بداية الموسم مع أوائل شهر حزيران بحسب الإعلانات والتهويل بالأعداد”.

أضاف: “بفضل الله اليوم الحركة في البقاع والمول عموماً ومطعم آمالين تحديداً وكأن كل أيامنا آحاد. فالحركة اليومية الكثيفة تجعلك تعتقد وكأنه يوم عطلة آخر الأسبوع، حتى وصلنا إلى مرحلة لم نعد قادرين على استقبال حجوزات فورية، وفي غالب الأحيان يحتاج الشخص الى حجز قبل ٢٤ ساعة أو أكثر، فحركة الاغتراب كثيفة وكبيرة، وهناك مغتربون لبنانيون يزورون لبنان هذا العام بعد انقطاع عشرات السنوات، إضافة إلى أن هناك حركة لضيوف من جنسيات عربية متعددة وغالبيتهم من دولة الكويت تحديداً نظراً الى قرب موقعنا من منطقة بحمدون”.

وتابع: “حاولنا قدر المستطاع السيطرة على الأسعار على أن تكون مقبولة على الرغم من ارتفاع الدولار حفاظاً على زبائننا، وأصبحنا نقدم كل يوم جمعة حفلة موسيقية وغنائية مع بوفيه مفتوح يتضمن أكثر من ١٠٠ صنف من الطعام التقليدي، إضافة إلى الخروف المشوي على الفحم، والطعام المكسيكي، الايطالي والتركي، وهناك رسم على الشخص ٢٥ دولاراً يشمل كل شيء، والاقبال كبير جداً حتى أننا رفعنا عدد الأشخاص من ١٥٠ إلى ٢٨٠ بناءً على رغبة الناس في الحضور، وهذا أكبر دليل على حاجة الناس الى متنفس مهما كلفهم ذلك”.

ولفت الجراح إلى أن “عدداً كبيراً من المغتربين فوجئ بأسعار البنزين والمنامة، وعدم استقرار سعر الصرف إلى جانب الغلاء شكّلا صدمة وعبئاً عليهم، وليس على عكس ما يعتقد البعض أنهم مرتاحون وآخر همهم، حتى بات أي مشوار إلى خارج المنطقة التي يسكنون فيها يكلفهم ما يوازي فاتورة المطعم المقصود”.

ملاهي جب جنين

اعتبر حسين. ز، وهو مغترب في البرازيل، وأب لثلاثة أولاد أن “مشروع الملاهي في البقاع من أهم المشاريع التي حصلت على إقبال كبير من الناس، ففي الفترة الماضية كنا كأهل البقاع الغربي نقصد منطقة زحلة للترفيه عن أطفالنا بألعاب بسيطة، ونقصد العاصمة بيروت لارتياد مدينة الملاهي، أما اليوم فهناك مشروع ملاه ضخم في منطقتنا وفّر علينا مسافة كبيرة، وفوجئت بالألعاب الكبيرة والضخمة الموجودة فيه إضافة إلى أن رسم الدخول زهيد جداً، فكل عائلة تدفع على طفلها ٢٠٠ ألف ليرة فقط وتدخل مجاناً، ويمكن للجميع اللهو بكل الألعاب الموجودة مقابل هذا المبلغ الذي دفع على باب الدخول”.

وأكد أن “مدينة الملاهي في منطقة جب جنين أصبحت مقصداً للكبار والصغار، وتحتوي على ألعاب للجميع، إضافة إلى سناك وكافيه، أي يمكن لأي عائلة أن تقوم بمشروع كامل فيها، وتعتبر اليوم متنفساً لأهالي المنطقة وللمغتربين فيها الذين جاؤوا هذا العام بغالبيتهم من البرازيل، فنزويلا، البرتغال وفرنسا”، متمنياً “أن يثابر أهل البقاع على إقامة مشاريع مماثلة تُنعش المنطقة وأهلها”.

شارك المقال