DAZ-Agria للاكتفاء الذاتي في دار الزهراء طرابلس 

ليال نصر
ليال نصر

يوسّع مجمّع دار الزهراء في طرابلس آفاقه، وينفذ مشروعاً إنتاجياً لتأمين الاكتفاء الذاتي خصوصاً بعد الأزمة التي يواجهها لبنان، ما يؤثر على الأمن الغذائي للدار. مركز التدريب الزراعي لدعم المجتمع هو مشروع جديد يضاف إلى دار الزهراء التي أسسها منذ ثلاثين عاماً الراحل الرائد أحمد معماري وبدأت كمؤسسة رعاية إجتماعية تحوي ثانوية خيرية ومعهداً فنياً عالياً ومستوصفاً ومستشفى للاقامة الطويلة.

وأوضح رئيس جمعية الاغاثة والتربية للأيتام واليتيمات في دار الزهراء ومجمع Daz-Agria أدهم معماري لموقع “لبنان الكبير” أن “المشروع بدأ بإسم الجمعية وتم أخذ أرض بمساحة اثني عشر ألف متر مربع سجلت بإسم الجمعية لتؤمن البرامج التدريبية للزراعة وبناء القدرات في أمور الزراعة كما تؤمن الأمن الغذائي خاصة في مؤسسة رعاية تنتج فضلات طعام بكمية لا بأس بها كانت ترمى من قبل. ولكن من خلال المشروع، ستعود فضلات الطعام إلى المزرعة حيث تأكلها الدواجن التي تنتج البيض”.

أضاف: “من ضمن المشروع أيضاً، البيوت البلاستيكية لإنتاج الخضار، إضافة إلى زراعة ورود وشتول للزينة وكل ما يؤمن اكتفاء ذاتياً ومدخولاً لدار الزهراء تحت مبدأ عندما تزرع نباتاتك الخاصة فأنت تجني أموالك الخاصة. كما أن موضوع تأمين مواد غذائية للدار، يمكن أن يساعد في خفض الكلفة التشغيلية وحتى الكهرباء والبرادات التي يمكن استعمالها للتخزين بالامكان وضعها واستعمالها للمؤسسة التي تحوي مئة طالب ومستشفى فيه مئة وعشرة أسرّة”.

وأهمية مركز التدريب الزراعي لدعم المجتمع، تعزيز القطاع الزراعي من خلال إدخال مشروع زراعي رائد مستدام يعزز الأساليب المعاصرة والتدريب المتخصص في مجال التأثير.

مهمة المركز وأهدافه

يوفر مركز التدريب الفني لأكثر من ثلاثمئة عامل في مجال الأغذية الزراعية سنوياً، البرامج المتخصصة في التعلم السريع، ويقدم الدعم الزراعي لأكثر من مئة مزارع محلي سنوياً من خلال ورش العمل وجلسات التوعية والدعم العيني بالتعاون مع الهيئات الحكومية وبرامج دعم الجمعيات الدولية غير الحكومية. كما يوفر المركز موارد وسلعاً زراعية مستدامة من أجل تلبية أكثر من 50٪ من احتياجات الألبان والخضراوات الغذائية لدار الأيتام والمستشفى. ويرسّخ مفهوم “صديق للبيئة” ويلهم الجمعيات المحلية النامية نحو الوعي البيئي ومبادئ الاستدامة. ويؤثر هذا المركز خصوصاً في مناطق طرابلس وعكار حيث أطرافه الفاعلة هي: المزارعون المحليون، السكان المتعطلون من الذكور والاناث، الشركات الصغيرة والمتوسطة المنتجة للأدوية المحلية والجهات الحكومية المتخصصة والمنظمات غير الحكومية الدولية المهتمة وجمعية دار الزهراء، إضافة إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة.

مكونات المركز

يتألف المركز من الكوخ القديم، ويتضمن السوق الزراعية، الحديقة والتراس، غرفة التدريب وقاعة الاجتماعات مع مكتبي المدير والمساعد إضافة إلى مرحاض. فيما غابة الموالح الصغيرة عبارة عن طريق بين أشجار الليمون والبرتقال القديمة. أما بالنسبة الى البيوت المحمية، ففيها دفيئة تقليدية ودفيئة فواكه تقليدية ومنزل زجاجي عالي التقنية مزود بتقنية Aquaponic وتقنيات عرض الزراعة الرأسية إضافة إلى الزراعة للأغراض الصيدلانية.

يتألف المركز أيضاً من منطقة الزراعة العضوية المفتوحة واسطبل للبقر عالي التقنية يتضمن تقنيات معاصرة مغطاة بألواح شمسية إضافة إلى منطقة تجميع الحليب وحظيرة للدواجن ستشمل ما يصل إلى 500 دجاجة مزرعة ومحلية، مما سيسمح بإنتاج اللحوم والبيض فضلاً عن بركة الأسماك ودائرة الترشيح البيئي الطبيعي، حيث تتم تربية سلالات أسماك المياه العذبة لأغراض تجريبية وسوف تشمل عملية ترشيح المياه الطبيعية التي ستكون بمثابة مصدر ري للمحاصيل. كما يتألف المركز من منطقة تكوين السماد والفطريات التي ستشمل عملية تخصيب التربة إضافة إلى إنتاج الفطر ونقطة البيع على الطريق حيث سيتم عرض منتجات المزرعة من حين الى آخر للبيع، ومنطقة مجانية للمزارعين المحليين لبيع منتجاتهم، وأخيراً، ورشة الألبان والانتاج المحلي حيث يتم استقبال المنتج، كما أن هناك ورشة ألبان ومنتجات أخرى ومنطقة لتخمير الجبن، ومنطقة تخزين المنتج النهائي.

على أمل أن نشهد مثل هذا المشروع المهم والمكتمل من حيث الشكل والوظيفة في مناطق أخرى في لبنان، في ظل غياب دور الدولة وتأمينها الأمن الغذائي للمواطن اللبناني.

شارك المقال