خريجو الجامعات في خطر… ومناشدة مستعجلة لوزير التربية

راما الجراح

إنخرط رؤساء الوحدات الادارية في وزارة التربية والتعليم العالي في الإضراب المفتوح الذي سبق وأعلنته رابطة موظفي الادارة العامة في جميع الوزارات منذ ٢٥ تموز الماضي، آملين من المواطنين والتلامذة أن يتفهموا المعاناة التي يعيشها موظفو الوزارة الذين لم يتوانوا يوماً عن خدمتهم. في حين ينتظر عشرات طلاب الجامعات تصديق أوراقهم من وزارة التربية، بعد حصولهم على منح دراسية في الخارج لاستكمال الدراسات العليا، وفي حال لم يستجب أحد لطلبهم في الوقت المناسب، سيخسرون فرصتهم، ويزيد حقدهم على مسؤوليهم الذين لم يخدموهم حتى بإمضاء!.

بعد أزمة الخبز، والمحروقات، والمواد الغذائية، وجوازات السفر، تبرز قضية تيسير معاملات طلاب الجامعات في وزارة التربية لتتصدر قائمة الأزمات. وكما استحدث الأمن العام منصة إلكترونية خاصة لتنظيم عملية إصدار جوازات سفر، وإعلان اللواء عباس إبراهيم عن توفير استثناءات لكل طالب منحة إلى الخارج، ولكل موظف سيخسر فرصته، ماذا يمنع لو تقوم وزارة التربية بإشراف الوزير عباس الحلبي باستحداث منصة لهؤلاء الطلبة لتيسير أمورهم في حال إصرار الإداريين في الوزارة على الإضراب؟ وإلا سينتج عن ذلك مئات الضحايا من طالبي العلم.

ما ذنب حسين معتوق، طالب علم الحاسوب (Computer Science)، الذي تخرج من الجامعة اللبنانية الدولية – النبطية، وقُبل بمنحة إلى إيطاليا لاستكمال الدراسات العليا، وجهّز نفسه بكل المستلزمات والطلبات منذ شهر نيسان الماضي، ولديه جواز سفر صالح، أن يصل إلى طريق مسدود بسبب عدم التصديق على معاملاته، كي يسافر بأمان ليشق طريقه الى المستقبل؟

“نحن طلاب الجامعات الخاصة، عندما أنهينا دراستنا وتخرجنا، كان علينا أن نقدم نسختين مطبوعتين من ورقة علاماتنا الجامعية، وإفادة التخرج، إلى وزارة التربية والتعليم العالي، وتصديقها عند موظفة في الأونيسكو قسم التصديقات الجامعية تُدعى هدى، وبعدها نقوم بتقديم طلب على المعادلة مقابل أن يعطوننا وصلاً في الموعد المحدد، وفي هذه الحالة يمكننا أن نذهب بها الى سفارة الدولة التي سنسافر إليها لاستكمال الدراسات العليا”، بحسب ما أوضح معتوق، مشيراً إلى أن “نصف أوراقي الرسمية قدمتها إلى وزارة التربية ولا تزال عالقة هناك، لأن موعدي لاستلام الأوراق مختومة كان في ٢٩ تموز، وهم أعلنوا اضرابهم في ٢٥ تموز، ولم أتمكن أساساً من تقديم النسخة الثانية حتى الآن، ولكن في حال سهلوا أمورنا بتقديم استثناء لنا كي لا نخسر فرصتنا لا شك في أن الأمور ستمر بصورة سليمة وسريعة، خاصة أننا جهزنا أنفسنا من كل النواحي منذ أشهر، ولكننا اضطررنا إلى انتظار موعد تخرجنا من الجامعة وبعدها علقت أوراقي في الوزارة، وتعسّر طريقي”.

وعن تفاصيل تقديمه المنحة وتعامل السفارة الإيطالية معه، قال: “تقدمت بمنحة إلى إيطاليا، وتم قبولي للدراسات العليا في اختصاص الذكاء الاصطناعي هناك، حتى أنني تعلمت اللغة، وأصبحت جاهزاً للسفر. وتعتبر إيطاليا من الدول التي تشترط على مَن يتقدم بمنحة دراسية إلى جامعاتها أموراً معينة وقاسية في حال لم تتوافر في الشخص ترفضه. حتى أنهم يطلبون افادات عقارية، وتفاصيل عن الوضع المادي للطالب، وغيرها من الأوراق من وزارة المالية، مما يعني أن الأمور عادة تكون معقدة جداً، ولكن بعدما تواصلنا معهم وشرحنا لهم صعوبة الأوضاع في لبنان والاضرابات، تعاطفوا معنا حتى أنهم خففوا من شروطهم لدرجة موافقتهم على إخراج قيد لي منذ العام ٢٠٠٨ بسبب المشكلات التي تحصل في دوائر النفوس من كهرباء وأوراق واضرابات، وطلبوا منّا فقط ورقة من القنصلية اللبنانية، على عكس بلدنا الذي نعجز فيه عن الحصول على إمضاء من وزارة التربية حتى تتيسر أمورنا لبناء مستقبلنا”.

وأكد معتوق أن “هناك عشرات الطلاب الذين ينتظرون دورهم مثلي، وأنا على تواصل مع نحو عشرة من زملائي الذين تخرجوا وقُبلوا بمنحة في الخارج، ولكننا بانتظار توقيع الوزارة. وجميعنا نقوم بتنزيل منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونحاول الحديث مع عدد من المؤسسات الإعلامية لإيصال صوتنا قبل فوات الأوان، ولكن حتى الآن لم نتلق أي استجابة أو رد من وزارة التربية أو المسؤولين في هذا البلد لمساعدتنا”.

ولفت الى أن “موعد طائرتي إلى إيطاليا بعد نحو ٢٨ يوماً، وكان يجب أن آخذ أوراقي المصدقة من الوزارة بالإضافة إلى وصل المعادلة إلى السفارة الإيطالية وأقوم بالتقديم على ما يسمى الـ (declaration of value) التي تحتاج أساساً إلى حوالي شهر حتى تُنجز، ولكن اليوم إذا لم تتضامن معنا وزارة التربية والمعنيون، ونحصل على إستثناء لنا فسيكون سفرنا شبه مستحيل، وسنخسر الفرصة الذهبية، على الرغم من تساهل السفارة الإيطالية معنا، آخذة في الاعتبار وضعنا، وأكدت تساهلها معنا قليلاً من حيث التوقيت والمُدة، على أن نحل المشكلة مع الدولة اللبنانية في أسرع وقت ممكن”.

وتساءل معتوق في ختام حديثه “لماذا منحت وزارة التربية استثناء لطلاب الثانوية الذين تم قبولهم بمنح في الخارج، ولم تقدم استثناءات لنا نحن جيل الشباب الذي يطمح الى إستكمال الدراسات العليا؟”، متمنياً على وزير التربية وكل المعنيين النظر إلى حالتهم وتسهيل طريقهم إلى النجاح لرفع إسم لبنان عالياً في المحافل الدولية، وأن لا يذهب مستقبلهم فرق عملة بين مطالبات الاداريين واضرابهم!

شارك المقال