بعد اصابتك بكورونا… تحتفظ بعارض واحد طويلاً

تالا الحريري

ليس من مصاب بفيروس كورونا لم يشعر بعوارضه، الا في ما ندر، فكل من أصيب على الأقل مرتين، ولم يشعر بالعوارض في المرة الأولى لا بد أنّه شعر بها في المرة الثانية، ومن الأعراض الشائعة الحمى ووجع العظام والمفاصل وفقدان حاسة الشم والذوق والتهاب الرئتين.

البعض منا نجا من كورونا وكأنّه نزلة برد عادية، والبعض الآخر حمل معه هذه الأعراض حتى بعد الاصابة ربّما بسبب ضعف المناعة أو شدّة الفيروس أو عدم العلاج الكافي، ومنهم من كان مصيره الموت.

بعد دراسات قام بها العلماء والباحثون حول أنّ الاصابة بفيروس كورونا تضعف الذاكرة وتسبب النسيان المستمر، بات الجميع يلاحظ ذلك، فصار الكثيرون ينسون أسماء أشخاص مقربين منهم، أو أشياء كانوا سيفعلونها للتو.

فقد خلصت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يسبب انكماش المخ وتقليل المادة الرمادية في المناطق التي تتحكم في العاطفة والذاكرة وإتلاف أجزاء تتحكم في حاسة الشم.

ومؤخراً، أظهرت دراسة حديثة أن من بين الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، يحتفظ واحد من كل ثمانية بأحد الأعراض المرتبطة بالمرض على المدى الطويل. ومن هذه الأعراض: ألم البطن، صعوبة في التنفس، آلام في العضلات، فقدان حاسة الذوق أو الشم، وخز، انزعاج في الحلق، هبات ساخنة أو باردة، ثقل في الذراعين أو الساقين وإرهاق عام أيضاً.

قبل ظهور هذه الدراسة العلمية التي تؤكد أنّ المصاب قد يحمل معه إحدى العوارض، كان الكثيرون يربطون الشعور بألم مستمر بعوارض نفسية. إذ كان يشخّص الأطباء أن الشعور المستمر بالألم نتيجة الاصابة الشديدة التي تعرّض لها أو الخوف من تكرار الاصابة.

وفي الوقت الحالي، من المعروف أن بعض المرضى يعاني أعراضاً معينة ممتدة لا يمكن تفسيرها فقط على أنها اضطرابات نفسية جسدية، كما اقترح بعض الأطباء في البداية.

والتطور المهم أن استجابات هؤلاء المرضى قورنت مع استجابات أشخاص لم تصبهم كورونا في الأصل، اذ من الممكن الشعور بأحد الأعراض المذكورة من دون أن يكون هذا الفيروس هو السبب.

وفي الواقع، سجل لدى 9% من غير المصابين بكورونا أحد الأعراض الموصوفة سابقاً. أمّا نسبة المصابين سابقاً بالفيروس والذين سجلوا أحد هذه الأعراض فبلغت 21,4٪؜. وتمكن الباحثون عن طريق طرح النسبتين من استنتاج أن ما يزيد قليلاً على 12% من الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا يعانون أعراضاً مديدة مرتبطة تحديداً بالمرض.

لكن هذه الدراسة صنّفت بعض الأعراض من دون قياس انتشار الأعراض الأخرى المرتبطة بكورونا على المدى الطويل، بما في ذلك الاكتئاب أو التشوش الذهني.

شارك المقال