امتحانات الدورة الثانية قائمة… بانتظار توقيع المرسوم

راما الجراح

تُعد الإمتحانات الرسمية في لبنان من أساسيات التعليم، ومرحلة مفصلية للطلاب لتقويم أدائهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية، لينطلقوا بعدها إلى المرحلة الجامعية بإحترافية. ولطالما كان يُحسب لها ألف حساب، ولها وزنها في المفهوم التربوي، حتى بعد المطالبات بإلغاء الشهادة المتوسطة نرى اليوم أن قيمتها لم تتأثر كثيراً، ولا تزال تحمل “الرهجة” لأهالي الطلاب والمعلمين في لحظة النجاح، حتى المدارس تتباهى وتتسابق على النسبة المئوية للطلاب الناجحين عندها.

وتعتبر الدورة الاستثنائية الفرصة الذهبية التي يستغلها معظم الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى كي لا يخسروا عاماً دراسياً كاملاً، وعادة يتم تحديدها مباشرة بعد صدور النتائج الأولية، إلا هذا العام، فبعدما حددت وزارة التربية موعد إجراء الإمتحانات في ١٦ آب، واستعد الطلاب على هذا الأساس، فوجئ الأهالي بأن طلبات التقديم لم تُسلم الى المدارس بعد، وزاد الخوف والقلق من إحتمال الإلغاء الذي سيشكل صدمة لهم ولأولادهم، خاصة أن لا شيء مُستبعد في ظل الفوضى التي تعم البلاد، بحسب رأيهم.

مصدر خاص من وزارة التربية أكد عبر “لبنان الكبير” أن “على الطلاب الذين ينتظرون الدورة الاستثنائية الإستعداد جيداً، فلن تلغى الامتحانات، بل ستؤجل لفترة أسبوعين كحد أقصى بعدما كانت مُقررة يوم الثلاثاء المقبل، ويعود السبب إلى إنتظار المرسوم الاستثنائي الذي يُوقعه كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير المال، ولا علاقة له بإضراب الموظفين في الوزارة، وجميعهم على استعداد لهذا الاستحقاق كونه إستكمالاُ للدورة الأولى”.

وعن الخطوات التي تعتمدها الوزارة حتى تحديد موعد الإمتحانات، قال المصدر: “بعد إمضاء المرسوم، وإصدار مذكرة تحديد الدورة الثانية، تُحدد وزارة التربية بعد أسبوع مواعيد تقديم طلبات الترشيح، بعدما تنجز التحضيرات اللوجيستية (طباعة طلبات ترشيح جديدة، توزيع الطلاب والمراقبين على المراكز، تحضير لجان الفحص)، وبعدها تحدد مواعيد إجراء الإمتحانات”.

سروجي: المدارس لم تُبلّغ

هناك عدم وضوح وتخبط وأزمة عند الطلاب الذين ينتظرون الدورة الإستثنائية، بحسب مدير “مركز الأبرار التربوي” وليد سروجي الذي أسف لعدم فتح الدورة الثانية إلى اليوم، “وحتى وزارة التربية لم تُبلغ المدارس الخاصة والرسمية بشيء، لا عن طريق محاضر المندوبين التي تقوم بإرسالها إلى المدارس، ولا عبر البريد الالكتروني، ولا حتى في وسائل الاعلام”.

وأوضح سروجي أنه “يُفترض بدء اليوم الأول لإجراء الامتحانات عند الطلاب في ١٦ آب أي نهار الثلاثاء، ولكن حتى اللحظة لم تتضح الصورة، وهناك حالة ترقُب وإنتظار لقرار الوزير، الذي يبدو أنه إما سيقوم بالتأجيل قليلاً أو الإلغاء، ومن موقع المسؤولية يترتب علينا أن ننصح جميع الطلاب بأن يكونوا على استعداد تام لأي قرار مفاجئ من وزارة التربية، وأن يعملوا على أساس أن الأمور تجري في مسارها الطبيعي”، معرباً عن تخوفه من التأخير، الأمر الذي يزيد التوتر عند الطلاب وأهاليهم، وحتى عند الأساتذة. وتمنى أن تتضح الرؤية في أقرب وقت، معتبراً أن الموضوع مفتوح على جميع الاحتمالات.

تخوف ومناشدة من الأهالي 

جهاد عليان، مواليد ٢٠٠٧، يدرس في مدرسة “الجرمق” التابعة لمنظمة “الأونروا”، وينتظر بخوف وترقب مصير الدورة الثانية، بعدما رسب بمعدل ٨/٢٠، ويرى في هذه الدورة فرصة ذهبية للنجاح في الصف التاسع. قالت والدته منيرة يوسف: “بعد صدور النتيجة بيومين، وضعنا لإبني أساتذة جُدداً لتدريسه للدورة الثانية، ومتابعته لمعالجة ضعفه، ونحن على تواصل دائم مع مدرسته ولكنها لا تملك أي جواب نهائي حول طلبات الترشيح”.

وأكدت “أننا لا نزال نتابع الموضوع ولكن عبثاً فلا نتيجة حتى الآن، وعلى الرغم من محاولتنا متابعة الموضوع مع أكثر من جهة في زحلة وبيروت، حتى اللحظة مصير أولادنا مجهول. من غير المقبول هذا الإهمال والتأخير، فأولادنا لا ينقصهم أي توتر يمكن أن يُشوش تركيزهم في دروسهم، والأهالي ليسوا مضطرين أن يدفعوا أجرة الأساتذة ثم يتأخر تقديم الامتحانات أو تلغى مثلاً!”.

كذلك الأمر بالنسبة الى أم نعيم شحادة، التي رفعت الصوت وحاولت التواصل مع وزارة التربية في بيروت التي أكدت لها أن طلبات الترشيح كان يجب أن تُعطى للتلامذة هذا الأسبوع ولو كان هناك إضراب، ولكن هذا لم يحصل للأسف، وبحسب الموعد المحدد فالامتحانات يجب أن تُجرى نهار الثلاثاء ١٦ آب.

وأعربت أم نعيم عن تخوفها من هذا التأخير، وقالت: “إبني شاب في أول عمره، ومن حقه المحاولة مره ثانية حتى لا يضطر لإعادة سنة كاملة. ونحن على بُعد يومين فقط من التاريخ الذي حددته وزارة التربية، وحتى اليوم لم يصدر أي قرار رسمي من وزارة التربية أو على لسان الوزير عباس الحلبي في ما يخص الامتحانات الرسمية للدورة الثانية وهذا أمر غريب جداً، ومن هنا نناشده وكل المعنيين الإسراع في إعطائنا الجواب الشافي والوافي عما إذا ستكون هناك دورة ثانية لأولادنا. ونأمل ذلك مع تحديد موعد وإرسال طلبات الترشيح إلى المدارس، أو اذا سيتم إلغاؤها هذا العام كما يتردد، ويخسر أولادنا عاماً دراسياً كاملاً، بعدما كنا نرى في الدورة الثانية فرصة أخرى لتعويض الخسارة أو خيبة الأمل من الدورة الأولى”.

شارك المقال