حافظوا على حبيبتكم… كي لا تُصابوا بـ “العمى”!

راما الجراح

أخضر، عسلي، أو ربما أزرق؟ ألوان أصبحت متاحة في عيادات التجميل لتغيير لون العين، الذي كان مقتصراً منذ عقود على استعمال عدسات لاصقة ملونة. أما في الآونة الأخيرة ومع التطور التقني فقد أصبح المستحيل ممكناً، وبدأنا نسمع عن عمليات تُجرى للعين تغيّر لونها بصورة دائمة، حتى أنها وصلت إلى لبنان عبر مستشفى الدكتور نادر صعب، الذي يعتبر الأول في الشرق الأوسط الذي يقوم بمثل هذه العملية، ويسافر دائماً من أجل تطوير عمله فيه، وهو موجود الآن في الإمارات بحسب سكرتيرة مكتبه في لبنان.

إذاً، لطالما كنا نعلم أن لون العين تحدده الجينات، ولكن يبدو أن الحصول على اللون المرغوب أصبح ضرورياً مهما كلّف الأمر، وبالطريقة المتوافرة، حتى وإن لم تكن صحيّة وآمنة. وقال الدكتور صعب في مقابلة تلفزيونية مؤخراً: “أقوم بتلوين القرنية التي تكمن أمام القزحية، عبر تقنية ليزر الفيمتو ثانية المتطور الذي يحدث تجويفاً في قرنية العين على شكل خاتم لبؤبؤ العين، ثم نُدخل الصبغة المرغوبة في القرنية عبر شقين صغيرين باستخدام أداة بسط صغيرة، ولا نتعرض للقزحية بأي أذى”.

يمكن لأي شخص إختيار لون من بين ١٧ لوناً، والرجوع إلى اللون الطبيعي متاح في أي وقت، بحسب صعب الذي أوضح أن “هذه التقنية تجميلية وعلاجية في الوقت نفسه، فهناك أطفال يُخلقون بعينين مختلفتي اللون، فنقوم بتوحيده لديهم”.

أما بالنسبة الى العوارض الجانبية، فأشار إلى أنها “قليلة جداً، لأننا نعمل عبر تقنية الليزر، بحيث نقوم بتحديد المقاسات، وبالتالي الليزر وحده يتكفل ببقية العمل، ولكن علينا اختيار اللون، والدرجات التي نرغب بها في حال التفتيح أو استخدام اللون الغامق، وبعد نصف ساعة من الوقت، يتغير لون العين الى اللون الذي اختاره الشخص مدى الحياة، ومن دون إحمرار أو جفاف يُذكر”.

وحذرت اختصاصية النظر والاعاقات البصرية هبة ساطي من عملية تغيير لون العين، وقالت لموقع “لبنان الكبير”: “الأساس في لون العين عند الولادة هو اللون الفاتح من الرمادي الى الأزرق والأخضر والذي يتغير مع مرور الوقت بسبب تكثف المادة الصبغية في قزحية العين، وكلما كانت المادة أكثر كثافة كلما كان لون العين داكناً أكثر”.

وجرى الحديث في الآونة الأخيرة عبر الاعلام ووسائل التواصل، وبصورة تجارية ربحية خالصة، عن طريقتين لتغيير لون العينين، بحسب ساطي “الطريقة الأولى عبارة عن زرع قزحية اصطناعية فوق القزحية الطبيعية وداخل الغرفة الأمامية للعين، الأمر الذي أدى في النسبة الساحقة من المرضى إلى ضرر في القزحية الطبيعية، وحدوث إلتهابات شديدة، وماء سوداء، وفقدان نظر كلي أو جزئي من الصعب جداً تلافيه أو علاجه”.

أضافت: “الطريقة الثانية التي ضجت بها وسائل الاعلام هي ضرب القزحية بالليزر للتخلص من المادة الصبغية وتغيير لونها الى الأفتح، والمشكلة هنا تتعلق بأن هذة المواد المتطايرة داخل العين تتسبب بإلتهابات شديدة، وكذلك سد منافذ الماء من داخل العين وحدوث ماء سوداء وفقدان نظر كلي أو جزئي في العين”.

وحذرت منظمة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) وكذلك الجمعيات العالمية لأطباء العين في دول العالم كافة من الآثار المدمرة لمثل هذه العمليات، التي عادة ما يقوم بها أناس لا علاقة لهم بطب العين، مشيرة الى أن إجراء عملية زرع قزحية اصطناعية يمكن القيام به في حالات استثنائية كفقدان قزحية خلقي، أو مكتسب، وهذا بطبيعة الأمر داعٍ طبي بحت.

ونصحت ساطي باستخدام العدسات اللاصقة الملونة التي “تبقى الطريقة الأسهل والأرخص لتغيير لون العين مع إتباع كل الارشادات الطبية للحفاظ على نظافة العين وسلامتها”.

لا يزال هذا الموضوع موضع أخذ ورد، وغير مُثبتة حتى الآن سلامته، وفي لغتنا الجميلة تُسمى العين حبيبة، وكريمة… فحافظوا على حبيبتكم، وصونوا كريمتكم.

شارك المقال