قلّة النوم تجعلنا أنانيّين!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أظهرت دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن قلة النوم تقلّل بصورة كبيرة من الرغبة في مساعدة الآخرين، نتيجة لانهيار نشاط شبكات الدماغ الاجتماعية الرئيسة.

من المعروف أن قلة النوم مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، الاكتئاب، السكري وارتفاع ضغط الدم عموماً. ولكن أظهرت الدراسات أيضاً، أن قلة النوم تضعف ضميرنا الاجتماعي الأساسي، مما يجعلنا نتراجع عن رغبتنا في مساعدة الآخرين.

وتظهر الدراسة أن التبرّعات في الأسبوع الذي يلي بداية التوقيت الصيفي، عندما يخسر البشر ساعة نوم واحدة من يومهم، انخفضت بنسبة ١٠٪؜.

وفي الدراسة، وضع العلماء ٢٤ متطوعاً يتمتعون بصحة جيدة في جهاز تصوير وظيفي بالرنين المغناطيسي (fMRI) لفحص أدمغتهم بعد ثماني ساعات من النوم، وبعد ليلة من عدم النوم. ووجدوا أن مناطق الدماغ التي تشكل نظرية شبكة العقل، والتي تنخرط عندما يتعاطف الناس مع الآخرين أو يحاولون فهم رغباتهم واحتياجاتهم، كانت أقل نشاطاً بعد ليلة بلا نوم.

في دراسة ثانية، قام الباحثون بتتبع أكثر من ١٠٠ شخص عبر الانترنت خلال ثلاث أو أربع ليالٍ. وخلال هذا الوقت، قاسوا جودة نومهم، كم من الوقت ينامون، وكم مرة استيقظوا، ثم قوّموا رغبتهم في مساعدة الآخرين، مثل فتح باب المصعد لشخص آخر، أو التطوع أو مساعدة غريب.

ويقول أحد الباحثين: “وجدنا هنا أن انخفاض جودة نوم شخص ما من ليلة إلى أخرى تساهم في انخفاض كبير في رغبته في مساعدة الآخرين من يوم إلى آخر، أولئك الذين يعانون من قلة النوم في الليلة السابقة هم من أفادوا بأنهم أقل استعداداً لمساعدة الآخرين في اليوم التالي”.

يتضح من ذلك أن النوم هو مادة أساسية لبناء سلوك انساني إيجابي. فالنوم ضروري لجميع جوانب حياتنا الجسدية والعقلية والعاطفية. ويقول أحد الباحثين: “عند التقليل من قيمة النوم في المجتمع، لا نحصل على أطباء وممرضات وطلاب محرومين من النوم فحسب، بل نعاني أيضاً من التفاعلات غير اللطيفة على الصعيد اليومي”.

شارك المقال