كارثة مائية مقبلة على طرابلس… والمسؤولون في غيبوبة!

إسراء ديب
إسراء ديب

تُواجه “مؤسسة مياه لبنان الشمالي” أزمة كبيرة قد تدفع بمدينة طرابلس إلى “الجفاف” المتوقّع قريباً مع غياب التيّار الكهربائي عن محطات المياه الرئيسة في طرابلس والشمال.

يُمكن القول انّ الانقطاع الكهربائي المستمرّ ينعكس قطعاً على مرافق المدينة كافة، وأبرزها هذه المؤسسة التي ناشدت منذ أسبوعين تقريباً المعنيين إنقاذ هذا القطاع المهدّد أساساً مع غياب الكهرباء تلقائياً، وهي لا تزال تُناشد المسؤولين التدخل سريعاً في وقتٍ تستمر هذه المؤسسة في العمل على استهلاك المازوت من موازنتها التي باتت مهدّدة بسبب استهلاكها سريعاً مع حرق هذه المادّة أولاً، ثم ارتفاع أسعار المحروقات التي تدفع بالدولار ثانياً.

ويتوقّع نقيب العمّال والمستخدمين في المؤسّسة كمال مولود في حديثٍ لـ”لبنان الكبير” عدم تحمّل المؤسسة المزيد من الضغوط التي لن تدفعها إلى الاستمرار إلّا لأيّام قليلة، ويقول: “بتقديري، لن يُحلّ هذا الملف إلّا بعد ما يُقارب الـ 3 أو 4 أسابيع، أمّا الكارثة التي لم تبدأ بعد، فسنكون على موعدٍ معها بعد 3 أو 4 أيّام على الأكثر، إذ سنكون عاجزين عن تأمين المياه للناس مع غياب الكهرباء من جهة، ونفاد المازوت عندما تعجز ميزانيتنا عن تحمّل نفقاته المرتفعة، من جهة ثانية”. ويعتبر أنّ الحلّ الأمثل يكمن في عودة التيار عبر تأمين خط من “كهرباء لبنان” كيّ لا تنقطع المياه.

ويوضح مولود أنّ “عدد ساعات الانقطاع عن المؤسسة يبلغ حتّى اللحظة 105 ساعات، والتيار غاب عنا منذ الأحد الفائت وتحديداً عند الساعة الثالثة فجراً تقريباً، وبالتالي فانّ المؤسسة تتحمّل أعباء كبيرة وضاغطة ومخيفة، فإذا تعطّل مولّد مثلاً، سنكون في أزمة كبيرة أيضاً…”.

ويتحدّث النقيب عن تقديم الهيئة العليا للإغاثة منذ فترة 10 آلاف ليتر مازوت للمؤسسة (5 آلاف ليتر وزعت يوم 30 آب، و5 آلاف ليتر أخرى وزعت يوم 31 آب)، وذلك بإيعاز من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وسعي من مفتي طرابلس والشمال محمّد إمام، “إلا أنّ هذه الكمّية تكفي لأقلّ من يوم واحد”، لافتاً الى أنّ “كلّ ساعة قطع للكهرباء، يُدفع ثمنها 500 ليتر مازوت”.

أمّا عن سبب انقطاع المياه عن عددٍ من المناطق والمنازل، فيُؤكّد أنّ المؤسسة تعمل بكلّ قدراتها وجهودها لتأمين الكمّيات الكافية من المياه لكلّ المدينة بمرتفعاتها، لكن غياب المياه أحياناً قد يكون سببه إمّا عدم اشتراك الناس بمولّدات كهربائية لتوليد الضغط على المحرّكات المائية، أو اشتراكهم فيها لكن بمعدّل أمبيرات محدود كأمبير واحد أو اثنين، ما يحدّ من الضغط الذي يدفع المياه أكثر عبر المضخات، لا سيما عن المناطق المرتفعة وأبرزها أبي سمراء والقبّة.

ويشير الى أن “الكهرباء هي العنصر الأساس لتأمين المياه للناس، لكن سوف نصل إلى هذه الأزمة التي لن يكون حلّها مع استخدام المازوت الذي يحرق العملة”.

وفي السياق، تلفت معطيات “لبنان الكبير”، إلى أنّ الكارثة المائية المقبلة، قد تدفع بعض العاملين والموظفين في مؤسسة المياه الشمالية إلى تقديم استقالاتهم نظراً الى عدم تمكّنهم من تحمّل مسؤولية أزمة نبّهوا عليها لأسابيع من جهة، كما بسبب قلقهم من ردّ فعل الناس وغضبهم بعد انقطاع المياه مع اعتقادهم أنّ المؤسسة ستكون المتسبّبة بالأزمة من جهة ثانية.

ويعتبر رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، أنّ أزمة المياه في طرابلس وخاصّة في المناطق الداخلية أصبحت أمّ الأزمات والمشكلات التي يُعاني منها المواطن الطرابلسي في ظلّ غياب تام لأصحاب القرار عن السعي الى حلّ هذه الأزمة.

ويقول لـ “لبنان الكبير”: “على الرّغم من الجهود التي يبذلها المدير العام لمصالح المياه في الشمال ونقيب عمال مصالح المياه، ولكن كلّها لا تُجدي نفعاً في ظلّ غياب تام للإمكانات المادّية والانقطاع التام للتيار الكهربائي والكلفة الباهظة للمازوت والتي لم تعد مصالح المياه باستطاعتها تأمين كلفتها. وبناء عليه أقترح إنشاء صندوق مالي يُساهم في تمويله رئيس الحكومة ابن طرابلس ونواب المدينة ووزراؤها السابقون والحاليون وكلّ من يستطيع تقديم المساعدة، ويكون مخصصاً فقط لشراء مادّة المازوت لتشغيل مضخات المياه، لأنّ استمرار أزمة انقطاع المياه لفترات وأيّام طويلة ستُسبّب انفجاراً كبيراً نعرف أين وكيف يبدأ ولا نعرف كيف ومتى ينتهي”.

شارك المقال