تعليف الأسماك بـ”مصارين” الدجاج في الهرمل… و”الزراعة” لا تردع

آية المصري
آية المصري

فضيحة جديدة عمّت أرجاء بلدة الهرمل إثر وجود عدد كبير من المسامك التي تقوم بتعليف أسماكها بالدجاج منتهي الصلاحية وبـ”مصارينه” (أمعائه). وهذه الفضيحة ليست وليدة الساعة وتتكرر دائماً في الهرمل، ففي العام 2018 نفذت دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي حملة دهم لمزارع وأحواض تربية الأسماك التي تطعم “مصارين” الدجاج، كما أغلقت احداها بالشمع الأحمر. وفي العام 2016 أنشئ مصنع لعلف الأسماك وأغلق بعد فترة أيضاً، ويحكى اليوم عن تجهيزات لإعادة بناء مصنع آخر جديد في الهرمل.

أما اليوم فتعود هذه الفضيحة الى الواجهة مجدداً، بحيث أكد أهالي الهرمل أن رائحة الأسماك على ضفاف نهر العاصي أكبر إثبات على حقيقة ما يحدث، اضافة الى أن الوضع الاقتصادي والمعيشي المنهار دفع ببائعي السمك الى القيام بهذا العمل نظراً الى إرتفاع أسعار العلف ولكونه بالدولار الأميركي. اذاً، الأوضاع في البلاد أجبرتهم على اللجوء الى هذا الخيار مع العلم أن لا مبرر لهذه الأفعال غير الأخلاقية والانسانية. فهل يتخيل المواطنون أو السياح أنهم يتناولون سمكاً معلفاً بـ “مصارين” الدجاج؟ وهل يعلم هؤلاء التجار أنهم يساهمون في إدخال العديد من الأمراض الى جسم الانسان نتيجة هذا التلوث؟ وهل غلاء المعيشة يخوّلهم بيع ضميرهم من أجل الحصول على المال؟

وإنطلاقاً من هنا جملة تساؤلات تُطرح، أين وزراة الزراعة مما يحصل؟ ولماذا لا تدهم هذه الأماكن خصوصاً وأنها تعلم أن هذه الظاهرة تتكرر تقريباً كل عام في الهرمل؟ وأين قوى الأمن الداخلي؟ ولماذا لا تسطر المحاضر بهؤلاء التجار وتختم محالهم بالشمع الأحمر؟

وزراة الزراعة: لا يمكننا ردع أحد

مصادر تابعة لوزارة الزراعة أوضحت لموقع “لبنان الكبير” أن “هذه المشكلة قائمة منذ زمن بحيث باتت حجة المزارع عدم قدرته على شراء العلف لإطعام السمك، وهناك العديد من المخالفات التي تقوم بها المسالخ تحت حجة أن علف الأسماك بات سعره مرتفعاً، وفي السابق سطر العديد من محاضر الضبط بحق المخالفين”، مؤكدة “أننا على إستعداد تام للتعاون مع أي جهة بهدف الوصول الى حل هذه المشكلة”.

وأوضحت المصادر “أننا لسنا متأكدين من حقيقة ما يحصل وبالتالي لا يمكننا ردع أحد الا عندما نراه بالجرم المشهود، أي أثناء إطعام السمك مصارين الدجاج، ونطالب دائماً القوى الأمنية بالتأكد من الشاحنات وتفتيشها أثناء مرورها على الحواجز. كما يجب التشدد مع جميع المسالخ ومساءلتها أين ترمي مخلفاتها؟”.

في المقابل، أكدت مصادر أمنية الاستعداد لتسطير محاضر الضبط ولإغلاق كل هذه المحال بالشمع الأحمر، “ولكن يجب إبلاغنا بمكان المخالفة وعلى الوزارة المعنية متابعة الموضوع معنا كي نصل الى الحل المناسب في هذا الموضوع”.

أهالي الهرمل: غياب الرقابة البلدية والوزارية

ولفت عدد كبير من أهالي الهرمل الى أن “طن العلف الواحد يتراوح سعره ما بين 1200 الى 1800 دولار أميركي ونتيجة هذا الغلاء الفاحش في البلاد عاد المزارع وصاحب المسمكة الى عادته السيئة وهي عبارة عن إطعام السمك مصارين الدجاج المفروم، وبالتالي كل هذا نتيجة الإهمال المسيطر على الهرمل وغياب الرقابة البلدية من جهة والوزارية من جهة أخرى”، مؤكدين أن “هذه المشكلة تعود الى سنوات عدة ووزارة الزراعة وتحديداً دائرة التنمية الريفية تعي جيداً ما يحدث وخطورة هذا الموضوع فلماذا لم تتحرك بعد؟ هل ينتظرون موت الأهالي كي يقوموا بالاجراءات اللازمة؟”.

وتساءلت المواطنة ريم: “كيف توافق الجهات المعنية في ظل تفاقم الأوضاع على هذا الاجرام في الهرمل؟ وهل يجب أن نفسر لوزارة الزراعة خطورة إطعام السمك مصارين الدجاج؟”، داعية كل مواطن الى مقاطعة جميع أنواع اللحوم في الهرمل وتحديداً الأسماك.

لم يعد لدى أهالي الهرمل القدرة على تحمل أزماتهم اليومية، فلا يكفيهم الذل الذي يعيشونه بسبب غياب التيار الكهربائي وتوقف الانترنت حتى باتوا اليوم يخافون من تناول الأسماك نتيجة قلّة ضمير التجار… كفى ظلماً وإجراماً.

شارك المقال