الفوز بحب الناس… “كرمالك يا ميّاس”

جنى غلاييني

أبهرت فرقة “ميّاس” العالم، وهذا ليس غريباً على اللبناني المبدع في كل أصقاع الأرض وفي كل المجالات على الرغم من أنّ المسؤولين في بلده لم يقصّروا في دفعه نحو قاع جهنم ليستسلم ويصرخ صرخته الأخيرة، لكنّه بعد كل أزمة ينتفض من تحت الرماد محلقاً بجناحيه الى أعلى الأعالي كطائر الفينيق.

الكلمات لا تكفي للتعبير عن جمال العروض الفنية الراقصة التي قدّمتها فرقة “ميّاس” على مدار شهر ضمن برنامج America’s Got Talent والذي استطاعت من خلاله أن تحصد الفوز بجدارة وتسطع عالمياً رافعةً اسم لبنان عالياً، محرّكةً شعور حب الوطن والفخر في قلب كل لبناني. وكل عرض قدمته “ميّاس” تجسّد بلوحة خيالية مبهرة فيها صوت يتردد بأنّ لبنان هنا وهذا هو لبنان الذي نعرفه!.

جلب فوز “ميّاس” في ختام الموسم راحة نادرة للبنانيين ولحظة وحدة للبلد الصغير الذي يعاني منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من المصاعب الاقتصادية الشديدة الوطأة والمآزق السياسية. وتحت عنوان “كرمالك يا لبنان” انطلقت “ميّاس” نحو تحقيق أحلامها، فعبّر رئيس الفرقة ومصمم رقصاتها نديم شرفان عن شعوره بالقول: “لقد منحني هذا الفوز فرصة لأحلم مرة أخرى. نحن لدينا حلم وقد حققناه، بدأنا في البحث عن حلم آخر. لذا أنا سعيد جداً بوجود شيء نتطلع إليه الآن، شيء نحلم به، شيء نكافح من أجله”.

وغرّدت النجمة صوفيا فيرغارا بعد فوز الفرقة، وهي التي منحتها الباز الذهبي في أول عرض لها، قائلةً: “أنا فخورة جدّاً بميّاس، أنتم تستحقون هذا!”. وفي تغريدة أخرى:

اما في لبنان، فقد مَنَح رئيس الجمهورية ميشال عون فرقة “ميّاس” وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب تقديراً لعطاءاتها الفنية ونجاحها في أهم برامج المواهب العالمية. وهنّأها عبر “تويتر” كاتباً: “فوز فرقة ميّاس في أهم برامج المواهب العالمية مدعاة فخر للبنانيين واعتزازهم”.

أضاف: “هنيئاً لشابات ميّاس ومدربهم وسائر مسؤولي الفرقة هذا النجاح، وشكراً لجهودكم وإبداعكم لأنكم زرعتم الأمل والضوء في قلوبنا جميعاً”.

وأجرى عون اتصالاً هاتفياً بنديم شرفان، وهنأه على الفوز الذي حققته الفرقة في برنامج الاستعراض العالميAmerica’s Got Talent ، معرباً عن سعادته بـ “هذا الانجاز العالمي”، وطلب منه نقل تهانيه الى أعضاء الفرقة وسائر العاملين فيها.

وغرّد الرئيس سعد الحريري قائلاً: “فرقة مياس… أجمل الناس. مبروك!”

وقال السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري في تغريدة: “فرقة ميّاس والتي أبهرت العالم قد منحتنا صورة لبنان الذي نُحبّ، لبنان العملة النادرة والتي ستبقى جوهرةَ العرب”.

وهنأ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب فرقة “مياس”، خلال الجلسة النيابية، وعلق الرئيس بري بالقول: “لازم نغترب حتى نصير لبنانية!”.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” قال المخرج السينمائي والفنان أحمد غصين عن “ميّاس”: “فرقة على مستوى عالمي تحقق انجازات مبهرة، والضجة الكبيرة التي اكتسبتها الفرقة حالياً مرتبطة بالوضع الحالي في البلد الذي يحتاج الى أي انجاز مثلما حصل في كرة السلّة اللبنانية، وذلك لكي يعلي الروح المعنوية للبلد وشعبه، لذا فان أي انجاز يحدث خارج إطار الدولة يشعر المواطنين بالروح الوطنية، وهذا يعود الى أنّ هذا الانجاز صنع من لا شيء في هذا البلد الذي أصبح يفتقر الى كل شيء”.

أضاف: “هذا النوع من الفن لا يمكن أن نقول عنه انه نوع جديد من الرقص بل يجب النظر الى طريقة إبداعه والقيام به، فالتدريب الشاق وطريقة الرقص الكوريوغرافي والإبهار البصري وغيره ساعدت الفرقة على الوصول الى العالمية وأذهلت لجنة الحكم والجمهور”.

ورأى غصين أن “من المبكر جدّاً أن نقارن فرقة ميّاس بفرقة كركلّا التي ترافقت مع نهضة لبنان وتستخدم نوعاً آخر من الايقاعات الموسيقية والأداء الفلوكلوري، كما أنّ فرقة كركلّا لزمها سنوات طويلة من الجهد الجبّار للوصول الى العالمية بسبب نشأتها في زمن لا يشبه زمن السوشيل ميديا والتكنولوجيا، ولا يمكن أن ننسى أنّ كركلاّ ساهمت في نهضة الرقص، لذا يجب الانتظار لنرى ما ستقدمه فرقة ميّاس لنر في المستقبل، ولكن بالتأكيد هذه الفرقة واعدة جدّاً”.

أخيراً وليس آخراً، حصلت الفرقة على جائزة قدرها مليون دولار، وعلى فرصة لتقدّم في لاس فيغاس عرضها المبهر الذي تؤدي فيه رقصا أساسه شرقي لكن مع ابتكارات كثيرة وتأثيرات آسيوية وأوروبية.

العرض الأول الذي قدمته “ميّاس” في AGT وحصلت من خلاله على الباز الذهبي:

العرض الثاني لـ “ميّاس” والذي قدمت فيه لوحة فنية مجسّدة الأفعى:

https://www.instagram.com/reel/CiMDdlrjeWe/?igshid=MmIxOGMzMTU=

وكان ختامها مسكاً وبياضاً في العرض الأخير للفرقة رقصت فيه على إيقاعات عربية مرتدية كالعروس ملابس بيضاء مستخدمةً مراوح من الريش وكرات ضوئية متلألئة، وشبّه الكثيرون هذا العرض بشجرة الأرز الخالدة في لبنان.

شارك المقال