الشابات اللبنانيات يكتسحن سوق الدراجات النارية

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات في لبنان، أصبح المواطن يحدّ من استخدام سيارته ويحاول قدر الامكان الاقتصاد، لكي يستطيع العيش بمدخوله المحدود.

اتّجه الكثيرون في لبنان الى تبديل سياراتهم الكبيرة بأخرى صغيرة ذات مصروف غير كبير، فيما اتّجه البعض الآخر الى استخدام الدراجات النارية للتنقل.

وبحسب دراسة لـ “الدولية للمعلومات” فقد شهد العام ٢٠٢١ استيراد ٢٩١٠٢ دراجة نارية، فيما وصل العدد الى ٤٧٠٧٧ دراجة في العام ٢٠٢٢ حتّى شهر تموز.

اللّافت في هذه الفترة أيضاً، استخدام نسبة كبيرة من النساء الدراجات النارية، فأصبح مشهد امرأة تقود دراجة أمراً عادياً، بعيداً عن شرقية المجتمع الّتي كانت ترفض نوعاً ما هذا المشهد وتربطه بالذكورية.

توضح رين علامة، سائقة دراجة نارية، أنّ الشابات في لبنان اتّجهن أكثر الى استخدام الدراجة النارية لكي يقتصدن بالمصروف، اذ أنّ رواتبهنّ باتت لا تكفي. غير أنّه مع الزحمة الخانقة الّتي تعيشها العاصمة بفعل غياب التّنظيم أصبح استخدام دراجة عملّياً أكثر، ويوفّر الوقت.

أمّا عن خطورتها فتقول: “الخطورة هي نفسها للشاب والفتاة، فطرقات لبنان غير مؤهّلة، ولا احترام لسائقي الدراجة، وعلى السائق توخّي الحذر دائماً. بالطبّع تغيّرت نظرة المجتمع الى النساء الّلواتي يقدن الدراجات، وأصبح المجتمع متقبلاً لهذه الفكرة، ومحترماً لها نوعاً ما”.

وتشجع علامة الشابات على قيادة الدراجات النارية التي توفّر لهن الوقت والمصروف، ولكن توخّي الحذر واجب، وعلى الجميع التّقيد بالارشادات لتفادي الحوادث.

أمّا من وجهة نظرٍ أخرى فتؤكد سارة عيتاني أنّها ترغب بشدّة في الاتّجاه الى قيادة الدراجة النارية ولكنّها تخاف، اذ أنّ الوضع الأمني في لبنان غير سليم، وهي تنهي عملها في وقت متأخّر وتخاف قيادة الدراجة في هذا الوقت خصوصاً مع ازدياد عمليات السرقة، وكونها فتاة ستكون طعماً أكثر سهولة.

ويشير أحمد سليم، صاحب محل لبيع الدراجات، الى أنّه لاحظ، وخصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية الّتي ضربت لبنان، ازدياد نسبة الفتيات الّلواتي يرغبن في شراء دراجة نارية، ويتّجهن أكثر الى الـ”vespa”، فهي دراجة صغيرة الحجم تتميّز أيضاً بشكلها العصري الذي يناسب الفتيات.

شارك المقال