أزمة نفايات خطيرة في البقاع الغربي… ولا حلول قريبة

راما الجراح

أصبحت بلدات البقاع الغربي تُرحب بأبنائها وزائريها بأكوام النفايات والروائح المنبعثة منها. المشاهد صادمة، طرقات مكدسة بأكياس المواد العضوية، البلاستيك، المعادن وغيرها، وأصبحت مقصداً للقطط والكلاب الشاردة، والحشرات التي تملأ المكان، وهناك بلدات لا تتم إزالة النفايات من طرقاتها إلا مرّه واحدة كل ١٠ أيام.

وبعدما اعتصم أهالي المنطقة أمام مكب النفايات في خراج البلدة احتجاجاً على الأضرار التي يتسبب بها المكب العشوائي في أراضي جب جنين القريب من الأراضي الزراعية ومجرى الليطاني والذي انتهى عقد تشغيله منذ خمس سنوات لجهة عدم تجهيزه بالطاقة الشمسية و”البايوفيلتر”، مما يتسبب بتكاثر الحشرات والروائح الكريهة والعصارة المفرزة على الأراضي الزراعية المجاورة للمكب، دعا الرئيس نجيب ميقاتي نواب المنطقة الى البحث في حل المشكلة وتم الاتفاق على تغذية مكب النفايات الواقع بين جب جنين، كامد اللوز والسلطان يعقوب وغزة بالكهرباء من خط عيتنيت من أجل تشغيل الفلاتر لإزالة الروائح المنبعثة منه، ولكن حتى اليوم المكب مُقفل بسبب اعتصام الأهالي الذي لا يزال قائماً، والفلاتر لم تتوافر بعد.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” مع منور الجراح رئيس بلدية المرج، أكبر قرية من حيث عدد السكان في البقاع الغربي والتي تعاني من مشكلة النفايات بصورة كبيرة، أوضح أن “المشكلة على صعيد البقاع الغربي ككل، وهناك مجموعة من المتظاهرين منذ حوالي ٢٥ يوماً نصبوا خيمة أمام المعمل في جب جنين وقاموا بإغلاقه بسبب روائح النفايات التي تنبعث منه إلى المنطقة المجاورة (جب جنين – غزة). نحن كبلدية المرج لم نترك باباً إلا وطرقناه من جميع المسؤولين المعنيين وغير المعنيين وحتى الأمنيين، ولكننا لم نستطع الوصول إلى حل”.

وأشار الى أن “المتظاهرين طالبوا بالكهرباء، وحصل ذلك بعد الاجتماع مع المسؤولين المعنيين، ثم طالبوا بـ (Biofilter) للتخفيف من الروائح الكريهة من المعمل، ونسعى جميعاً الى تأمينه في أقرب وقت ممكن، ولكن حتى ذلك الوقت ليس من المنطق أن تغُص حوالي ١٢ قرية في البقاع الغربي بالنفايات! وعلى الرغم من الاجتماعات اليومية ومحاولة التفاوض على حل مؤقت للتخفيف من النفايات في الطرقات فلا نتيجة حتى اللحظة”.

وبالنسبة الى الاستعانة بمكب آخر، قال الجراح: “هناك مكب قب الياس ولكنه (مفوّل)، وبعد مفاوضات عدة مع المعنيين استطعنا يومي الجمعة والسبت الماضيين إفراغ عدد من الحمولات في المكب بالقدر الذي سُمح لنا به للتخفيف من النفايات في بلدة المرج، ولكن بعد ذلك لم يعُد مسموحاً لنا، والجميع يعلم أننا كنا نقوم بإفراغ نفايات المنطقة في مكب برالياس ولكنه أُغلق”. وأعرب عن أسفه لأن “الدولة غير مكترثة لأمرنا، حتى الجمعيات غير الحكومية لم تستطع مساعدتنا ولو بحل مؤقت أو جذري للمشكلة التي تعاني منها البلدات والأهالي، ولا يخفى على أحد أن تكديس النفايات يتسبب بأمراض لا تُحمد عقباها، وعلى الرغم من ذلك (لا تندهي ما في حدا)”.

ولفت الى “أننا اجتمعنا مع وزير البيئة الذي تواصل مع المتظاهرين، وعقد اجتماعاً معهم ووعدنا بأن نستبشر خيراً، ولكن للأسف لم يصل معهم الى أي حل، وكأن الأمور مقصودة ومُسيّسة! هناك مواطنون طالبوا البلديات في ظل هذه الأزمة بالحث على فرز النفايات، نعم لا مشكلة، ولكن بعد الفرز أين سنرمي المواد العضوية؟ يجب على الجميع أن يعلموا أنه في ظل هذه المشكلة الفرز ليس حلاً ولا حتى تخفيفاً للمشكلة”.

أضاف: “نملك ثلاث سيارات للنفايات في بلدية المرج جاهزة دائماً، ولكن المشكلة ليست من عندنا، وعندما سُمح لنا بإفراغ كمية من النفايات في مكب قب الياس لمدة يومين فقط اتُهمت بأنني أعطيت أوامر بتنظيف طرقات معينة فقط، وهذا الاتهام غير منطقي! في النهاية أنا مسؤول عن كل أحياء البلدة، وطلبت من عمال النظافة أن يحاولوا قدر المستطاع إفراغ كميات النفايات من داخل البلدة لاغتنام الفرصة”.

وأكد مصدر خاص عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الأهالي لن يتراجعوا حتى تطبيق دفتر الشروط الصحية والتشغيلية المتعلقة بعمل معمل فرز النفايات التابع لاتحاد بلديات البحيرة في جب جنين، مع المطالبة بإقفال مكب النفايات المحاذي له والذي انتهى عقد الاستفادة منه منذ فترة، لما يسببه من روائح تطال بلدة غزة والجوار، والآثار الكارثية التي تنعكس على الأراضي الزراعية الميحطة به”.

شارك المقال