في شهر الراية الوردية… التوعية ضرورية

جنى غلاييني

يحتل شهر تشرين الأول من كل عام مكانة خاصة في قلوب الكثيرين، وخصوصأ أولئك الذين أصيبوا بسرطان الثدي، فهو الشهر الوطني للتوعية حوله، وكان الهدف في البداية زيادة الكشف المبكر عن المرض من خلال تشجيع النساء على إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية.

ويزداد كل عام إيلاء المزيد من الاهتمام للتوعية بشأن هذا المرض، الذي يرمز اليه بالشريط الوردي أو الراية الوردية. وتكمن أهمية هذا الشهر في زيادة التوعية حول هذا المرض المدمر، اذ تشير التقديرات إلى أن واحدة من كل 8 نساء في لبنان تصاب بسرطان الثدي في حياتها، وهذا ما يجعل الوعي والوقاية المبكرة أمراً بالغ الأهمية.

عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي، من المهم للغاية معرفة العلامات للكشف المبكر عن أي نوع من النمو. وفقاً لمراكز علاج السرطان في لبنان، فإن أكثر أعراض سرطان الثدي شهرة هي وجود كتلة في أنسجة الثدي.

وتتكون العلامات المبكرة من تغيرات جلدية، زيادة في شكل الثدي، تغيرات في مظهر إحدى الحلمتين أو كلتيهما، إفرازات من الحلمة، احمرار أو تنقر في الجلد.

وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يشرح الدكتور أسامة جرادي، اختصاصي أمراض سرطانية، لموقع “لبنان الكبير” أن “سرطان الثدي منتشر حالياً بصورة كبيرة، وهو من أكثر أنواع السرطان التي تشخص في لبنان، ولا يعد صعباً في حال شخص في مراحل مبكرة لأن طريقة العلاج تعتبر شافية، ولكن تكمن الخطورة حين تتأخر المرأة عن التشخيص وأخذ العلاج اللازم الأمر الذي يتسبب بانتشار الخلايا السرطانية في الثدي وبالتالي يسبب خطراً على حياتها، مع العلم أنه حتى في المراحل المتقدمة من سرطان الثدي أصبحت هناك أدوية حديثة توقف انتشار المرض، اضافة الى وجود عوامل أخرى تساعد على زيادة خطورة هذا النوع من السرطان، وهي في حال تشخيصه للفئات العمرية الصغيرة، أو وجود جينيات وراثية، أو حتى مع تلاعب الهرمونات”.

ويؤكد جرادي أنّ “كل النساء فوق سن الأربعين معرضات للاصابة بسرطان الثدي اكثر من غيرهن، الى جانب النساء اللواتي لم يتزوجن ولم ينجبن ولم يرضعن رضاعة طبيعية، فهن معرضات أيضاً من سن الثلاثين وما فوق. اضافة الى ذلك هناك النساء اللواتي أصبن بنوع معين من سرطان الثدي فهن معرضات الى الاصابة بنوع آخر منه، والنساء اللواتي يعانين من السمنة خصوصاً في القسم الأعلى من الجسم معرضات للاصابة بصورة كبيرة”.

وعن عدد حالات سرطان الثدي في لبنان، يقول جرادي: “إنّ عدد النساء المصابات بسرطان الثدي في لبنان يصل الى حوالي 4500 حالة سنوياً وهذا لا يشمل النساء فقط، فهناك 1% من الرجال معرضون للاصابة به”.

وفي السياق، يحذر الدكتور رهيف جلول، اختصاصي أمراض سرطانية من أنّ “خطورة سرطان الثدي تبدأ بعدم الاكتشاف المبكر له والقيام بالفحص، فالمهم هو أن تسرع المرأة الى إجراء فحص الثدي في حال شعرت بشيء غريب في ثدييها”.

ويلفت الى أن “أكثر النساء عرضة لسرطان الثدي هن اللواتي يتناولن حبوب منع حمل، أو يتعرّضن للأشعة، وهناك فئة معرضة لسرطان الثدي بالوراثة، أو في حال كانت تعاني من السمنة، لكن أكثر ما قد يؤدّي الى سرطان الثدي هو الأدوية التي تلعب بالهرمونات النسائية”.

وعن شهر التوعية للحماية من سرطان الثدي، يشير الى أن “الحملات التي تقام في لبنان للتوعية وتشجيع النساء على الكشف المبكر لسرطان الثدي ساهمت بالفعل في جعل النساء يسرعن الى إجراء الفحص، والدليل هو ظهور المرض في مراحله الأولى لدى غالبية المصابات. فمنذ 15 عاماً عندما لم يكن للتوعية أهمية حول سرطان الثدي كانت الحالات بأعداد كبيرة والمرض يظهر في مراحله الأخيرة وبالتالي يهدد حياة النساء”.

ويضيف جلول: “لا يوجد إحصاء دقيق لنسبة المصابات بسرطان الثدي في لبنان، ولكن يمكن القول أنّ من بين كل 8 نساء هناك واحدة مصابة بسرطان الثدي، وغالبية المصابات اللواتي يظهر عليهنّ المرض في مراحله الأولى نسبتها بين 70 و80%”.

وعن سعر تصوير الثدي بالأشعة السينية حالياً، يوضح أنه يتراوح بين ثلاثين وأربعين دولاراً، ولكن دائماً في شهر التوعية حول سرطان الثدي يخفض السعر بنسبة 50%.

ما هو الكشف بـ”التصوير الاشعاعي” للثديين؟ هو فحص تستخدم فيه جرعات منخفضة من الأشعة السينية للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية.

وتسجل النتائج على أفلام الأشعة السينية أو مباشرة على الحاسب الآلي الخاص بالطبيب، لكي يقوم بتحليلها وفحصها.

ويستخدم الكشف بالتصوير الإشعاعي جزءاً من خطة الفحص الخاصة بالكشف عن سرطان الثدي لدى النساء اللواتي لا تظهر عليهن علامات أو أعراض المرض. ويعتبر عموماً آمناً وسريعاً وغير مؤلم نسبياً. وهو من أفضل الوسائل للكشف المبكر عن سرطان الثدي، عندما يكون في مرحلة يسهل فيها علاجه، وقبل أن يصبح كبيراً بالدرجة التي يحس بها أو يسبب أعراضاً.

شارك المقال