التوقيت الشتوي… لماذا لا يلغى في لبنان؟

جنى غلاييني

تأخير الساعة أو تقديمها أمرٌ اعتاد عليه اللبنانيون على مر السنوات، وفي 30 تشرين الأول الحالي عليهم أن يكونوا مستعدين لتأخير الساعة 60 دقيقة وبهذه الطريقة يدخل لبنان التوقيت الشتوي. ولكن ما الفرق بين التوقيت الصيفي والشتوي؟ ولماذا لا يعتمد لبنان التوقيت الصيفي دائماً؟

أوّلاً، يجب معرفة من أين أتت فكرة تغيير الوقت. الرئيس الأميركي بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، كان أول من طرح فكرة تغيير التوقيت الشتوي والصيفي في العام 1784. ولكن لم تبد الفكرة جديةً إلا في بداية القرن العشرين، حين طرحَهَا من جديد عامل بريطاني يدعى وليام ويلت، وبذَلَ جهوداً في ترويجها. وانتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في العام 1909 ورفضه.

تحقَّقت فكرة تغيير التوقيت بين الشتوي والصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حين أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على ايجاد وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلد أعلن التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.

ولم يطُل الوقت كثيراً حتى تبعتهما الدول الأوروبية الأخرى خلال أزمة النفط في السبعينيات من القرن الماضي في محاولة لتوفير الطاقة. ومنذ العام 1996، أصبحت كل دول الاتحاد الأوروبي تغير توقيتها بين الشتاء والصيف بصورة متزامن.ة من بعدها تبعت الولايات المتحدة الأوروبيين في تغيير التوقيت في العام 1918.

عملية تغيير التوقيت، التي أكملت 104 أعوام على اعتمادها في العديد من دول العالم، المقصود منها الاستفادة بأقصى ما يمكن من ساعات النهار خلال فصلي الصيف والشتاء، إضافة إلى توفير الطاقة وترشيدها.

وتأتي الفائدة الاقتصادية من خلال التبكير في أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتا أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجياً منذ بداية الربيع حتى ذروة الصيف، ثم تبدأ بالتراجع حتى ذروة الشتاء.

وطول النهار والليل عبارة عن ظاهرة فلكية تنبع من ميلان محور دوران كوكب الأرض بنسبة 23.4 درجة، مقارنة بمستوى مساره حول الشمس، وهو ما يتضح أكثر كلما ابتعدنا عن خط الاستواء شمالاً وجنوباً. الا أن هذا الأمر لا يتغير في منطقة خط الاستواء، حيث يبقى طول النهار متساوياً معظم أوقات العام.

ويكبر الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجياً بتلاؤمٍ مع بعد الموقع عن خط الاستواء، حيث يلاحظ ازدياد ساعات النهار في البلاد الاستوائية بالكاد فلا تكون بحاجة الى التوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الابتعاد عن الخط.

وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يشرح خبير الأرصاد الجوية المهندس علي جمال جابر لـ”لبنان الكبير”، الفرق بين التوقيت الصيفي والشتوي، قائلاً: “الفرق هو غروب الشمس، فابتداءً من شهر أيلول أو في منتصفه يبدأ الغروب يتغيّر مع ميلان الشمس وانحنائها فيصبح شروق الشمس أبكر وكذلك غروبها، ولهذا السبب يعتمد تغيير الوقت في فصل الشتاء والصيف، للافادة من ساعات النهار لوقت أكبر”.

وعن إلغاء العديد من البلدان اعتماد التوقيت الشتوي فيها وآخرها سوريا، يشير الى أن “معظم البلدان يعتمد التوقيت الصيفي دائماً بسبب عدم وجود أي تأثير في شروق الشمس وغروبها، وهذا ما دفع معظم دول الخليج الى إلغاء التوقيت الشتوي سابقاً، ولكن الأنسب لجميع الدول أن تسير وفق كل من التوقيت الشتوي والصيفي، وهذا الأمر الذي لا يزال لبنان يعتمد عليه وهو الأفضل أيضاً لتوقيت العمل الذي يساعد الناس على انتهاء دوامها قبل حلول الظلام”.

وعن أهمية تغيير التوقيت الصيفي الى شتوي ما يساهم في توفير الطاقة وترشيدها، يؤكد جابر “في لبنان ليست له أي أهمية”.

شارك المقال