الكوليرا يقلق عرسال… والعين على المخيمات السورية

آية المصري
آية المصري

أزمات تلو الأخرى تعيشها منطقة عرسال، فبعد قرار “اليونيسف” خفض شفط مياه الصرف الصحي وتسرب تلك المياه الى الشوارع والمنازل، وبعد حالات الجرب التي عمت معظم المخيمات السورية في أواخر شهر أيلول الماضي، بدأت موجة الكوليرا تنتشر في المخيمات التي يبلغ عددها أكثر من مئة مخيم وتضم ما يقارب 70 ألف نازح سوري.

وكانت وزارة الصحة العامة أعلنت في وقت سابق عن تسجيل أربع إصابات بالكوليرا في عرسال البقاعية، مطمئنة السكان الى أن هذه الحالات أوضاعها مستقرة وجميعها في الحجر المنزلي.

لكن من يعرف عرسال يعي جيداً أن الأوضاع لن تبقى على حالها، خصوصاً بعد رصد هذه الحالات المصابة بالكوليرا، فالأراضي السكانية في المنطقة ليست شاسعة وواسعة، والمخيمات تتداخل ضمن الحي الواحد، وتراها ممتدة أمامك لدى الخروج من المنزل، وبالتالي الخطر يداهم كل عرسالي. فماذا عن الاجراءات المتخذة؟ وكيف يصف الأهالي واقعهم اليوم؟ وهل هذه الحالات متفشية في مخيم واحد؟ وهل وزارة الصحة تتابع المستجدات في عرسال؟

الأبيض يزور البقاع ولا حاجة لعزل أي منطقة

مصادر وزارة الصحة أوضحت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن هناك جولة لوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض اليوم الأربعاء في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل يرافقه فيها وفد من المنظمات الدولية للاطلاع ميدانياً على الوضع الوبائي والاجراءات المتخذة للاستجابة لتفشي الكوليرا ومن أجل تقويم الأوضاع وتحديد الاحتياجات.

وأكدت المصادر أن هناك العديد من جلسات التوعية التي ستقام في الفترة المقبلة في مختلف المناطق من أجل نشر التوعية للمسؤولين عن المخيمات السورية وللمواطنين، مشيرة الى أن “هذا الوباء ظهر بصورة مفاجئة ونعمل على تخطي هذه الأزمة ولا حاجة حتى هذه اللحظة الى عزل أي منطقة”.

الحجيري: الاصابات ليست في مخيم واحد

المسؤول في بلدية عرسال والمشرف على المخيمات السورية أحمد الحجيري أكد أنه “يحكى عن أربع أو خمس حالات مصابة بالكوليرا حتى هذه اللحظة، لكن الأزمة الحقيقية أن هذه الحالات منتشرة في مخيمات عدة وليست محصورة بمخيم واحد، وبعد إجراء عدد من الفحوص المخبرية تأكدت هذه الأعداد”، متسائلاً “كيف لم ترصد هذه الحالات في مخيم واحد؟”.

وقال: “لدينا اجتماع عند العاشرة من قبل ظهر غد (اليوم) الأربعاء مع معالي وزير الصحة فراس الأبيض في مقر بلدية عرسال”. وأشار الى أنه “كانت لدينا كارثة بيئية واليونيسف أوقفت المياه وخفضت شفط مياه الصرف الصحي عن المخيمات، وسرعان ما سُجلت لدينا إصابات بوباء الكوليرا”، مناشداً كل الجهات المعنية “ضرورة تأمين كل سُبل النظافة للاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم حوالي 70 ألفاً أو ربما أكثر”.

ولفت الى أن “اليونيسف تقول اليوم انها لم تعد تملك التمويل وبالتالي ستوقف المياه في أواخر الشهر الحالي عن المخيمات السورية، وهنا تقع الكارثة وبالتالي التوعية على النظافة لا تفيد طالما أنه لا توجد لديهم مياه”، موضحاً أنه “كانت لدينا حالات جرب ضمن المخيمات في أواخر شهر أيلول، والمخيمات مندمجة بالمنازل والمناطق السكنية، فعرسال جغرافياً بين السوري والعرسالي لا توجد مساحات واسعة او أراضي شاسعة تفصلهما عن بعضهما البعض على عكس عكار وغيرها، لذلك وجب التحلي بالحذر الشديد وتأمين كل المستلزمات الأساسية لهم لتجاوز هذه الأزمة وعدم تفاقم الأوضاع أكثر”.

أهالي عرسال: إجراءات استثنائية وحذر شديد

وأكد أهالي عرسال أن وحدة الرصد التابعة لوزارة الصحة كانت متواجدة صباح أمس في عرسال الى جانب خلية الأزمة التي جرى تشكيلها لمكافحة الأوبئة، والمدارس إتخذت اجراءات إستثنائية مع الطلاب والأساتذة للسيطرة على هذا الوباء، ومنها: وضع الكمامات، غسل اليدين بصورة مستمرة، كما عاودوا توزيع معقم لليدين ووضع مسافة بين التلاميذ، وشرحوا العديد من الارشادات المتعلقة بالنظافة قبل الخروج من المرحاض.

وشدد الأهالي على “أننا نمارس حياتنا الطبيعية بروتينها المعتاد، لكن الحذر شديد لأن الأوضاع خطرة جداً ولا يمكننا الاستهزاء بها خصوصاً وأننا نعيش بالقرب من المخيمات السورية التي تنتشر فيها مختلف أنواع الفيروسات والأوبئة في هذه الآونة”.

الكوليرا بدأ ينتشر في عدد من المناطق اللبنانية لذلك وجب التحلي بالحذر الشديد وعدم الاستخفاف به، كما يتوجب على الجهات المعنية متابعة هذا الوباء بصورة مستمرة والتواصل مع البلدات لمواجهته والتغلب عليه.

شارك المقال