قدرات مدفونة… على أمل اكتشافها!

راما الجراح

في لبنان، يولد جيلٌ ويكبر من اللاجئين السوريين وهو يبحث عن أمل ويجهل المستقبل… معتصم، الفتى الذي بدأ يخط أحلامه ومعاناته على سطور دفتره الصغير، ويحلم بنشرها وإيصالها إلى أكبر عدد من الناس في العالم، لا يزال يعيش اليوم أحلام اليقظة، ولكن لا شيء مستحيل، فمثل هذه القدرات يُمكن أن تتبناها مؤسسة تهتم بشأنه، أو أشخاص حريصون على تطوير أمثاله.

معتصم، لاجئٌ سوريٌ في لبنان، يبلغ من العمر ١٣ عاماً، يعيش مع عائلته في بيت صغير في ضواحي بيروت، لا يعترف بعطل نهاية الأسبوع أو الاجازة الصيفية من المدرسة، يمضي وقته أمام شاشة الحاسوب يُمارس هوايته في الكتابة وينسج بقلمه معاناته وأهله في سوريا على شكل رواية. لم يدخل المدرسة في سوريا بسبب الحرب، ولكن جيرانه في لبنان ساعدوه على تخطي هذا الحاجز لما لمسوه من إرادة قوية لديه، وتنبأوا له بمستقبل زاهر بسبب ذكائه وسرعة بديهته وكتاباته المبدعة مقارنة بصغر سنه.

“بقلم الرصاص أكتب روايتي عن الوجع الذي رافقني تحت نيران الحرب في بلادي”، قال معتصم عبر موقع “لبنان الكبير”، أحاول اليوم من خلال القدرة التي وهبني اياها ربي أن أكتب كل التفاصيل التي واجهتنا في سوريا، أن أوثق لكل الأجيال إلى أي مدى كانت الحرب صعبة علينا وكيف هجرنا من منازلنا، وبعد سنوات من ذلك نجهل مصيرنا بعدما شتت شمل الشعب السوري في كل بقاع الأرض”.

“ترددت في صياغة عنوان مناسب لروايتي، وأُفضل أن تكون الصياغة النهائية بعد الانتهاء من الكتابة”، بحسب معتصم الذي أضاف: “كنت أفكر بعنوان (الرحلة من الظلام)، ثم رأيت أن (أشياء غريبة) مناسب أكثر، وبعدها رسوت على (المأساة) لما تحتويه هذه الكلمة من معنى للصعوبات والتحديات في الرواية، ولا أخفي أنني بحاجة الى تطوير هذه القدرة لدي وأطمح الى أن يفتح أحدهم الفرصة أمامي للبدء بكتابة مواضيع عدة ونشرها بإسمي، عندها أشعر أنني بدأت بأول خطوة جدية في طريق النجاح، على أمل أن أنتهي من كتابة روايتي الأولى ونشرها ليقرأها العالم أجمع”.

خضر، والد معتصم، يعمل ليلاً نهاراً لتأمين قوت أولاده الخمسة وتعليمهم، وقال: “منذ صغري أحب العلم، وكنت من المتفوقين في مدرستي، ولكن ظروف أهلي الاقتصادية حالت دون قدرتهم على الاستمرار في تعليمنا، ولذلك أسعى جاهداً اليوم الى تعليم أولادي وبناء مستقبلهم بعدما حُرمت أنا من ذلك”.

لا أحد يعرف معتصم، أو يعلم عن قدراته، ويحتاج اليوم إلى المساعدة في تعزيزها وتسليط الضوء عليه، على أمل أن تلقى قصته اهتماماً في مجتمعنا ويجد مَن يقف إلى جانبه ويدعمه ليستمر في طريق النجاح.

شارك المقال