لا داعي للهلع… اللقاح وصل

حسين زياد منصور

اقترب فصل الشتاء، وبدأ العام الدراسي، وخلال الفترة المقبلة في ظل الطقس البارد المنتظر، سنشهد تفشياً للانفلونزا أو الـ “grippe”، وبسبب الأزمة الاقتصادية والاهمال المنتشر الى جانب الكوليرا وكورونا ستنتشر هذه العدوى وتتنقل بين الناس ولا سيما في المدارس والجامعات في غياب أدنى معايير السلامة.

قدوم موجة إنفلونزا خلال الفترة المقبلة ليس أمراً غريباً أو جديداً، فهو ما تشهده البلاد كل عام وعلى فترات متقطعة، ويعود الانتشار السريع لها الى إهمال وضع الكمامة على سبيل المثال كحال كورونا، على الرغم من أخذ اللقاحات اللازمة والضرورية.

وانطلاقاً من ذلك، أعلنت رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية في وزارة الصحة الدكتورة مادونا مطر أنّ لقاح الانفلونزا أو ما يعرف بالـ”grippe” وصل الى لبنان، وسعره سيتراوح بين ٤٠٠ و٥٠٠ ألف ليرة.

وتشير مصادر في وزارة الصحة الى أن لقاح الـ “grippe” ليس من ضمن اللقاحات المعتمدة في الروزنامة الوطنية للوزارة، لكنها في الوقت نفسه تنصح بعض فئات المجتمع بأخذه خصوصاً من يعانون من أمراض مزمنة، والعاملون الصحيون والأطفال وكبار السن.

وعن ذلك، يقول عضو لجنة الصحة النيابية الدكتور عبد الرحمن البزري: “لقاحات الانفلونزا أو الـ grippe أو الرشح هي لقاحات قديمة معروفة منذ سنوات وتستخدم بصورة دورية سنوياً، وفي كل سنة يُعدّل على اللقاح ليشمل آخر أنواع الانفلونزا التي كانت موجودة في السنة التي سبقتها، لذلك هذه اللقاحات تعطى سنوياً وتكون في العادة مختلفة عن الأخرى”.

وينصح من لديهم أمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب والقصور الكلوي والفشل الكبدي بأن يأخذوا هذا اللقاح، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة ومن لديهم مشكلات في الطحال أو فقدوه، وكذلك من يأخذون الأدوية التي تقلل من مناعة الجسم وتضعفها الى جانب من تجاوزوا الستين من العمر.

ويضيف البزري: “ليس كل شخص في لبنان بحاجة الى طعم الـ grippe ولكن هناك مجموعة من الأشخاص معرضة للاصابة الشديدة بالانفلونزا ويضاف اليها من يعانون من أمراض رئوية مزمنة ويدخنون بصورة مستمرة ومنذ فترات طويلة. اللقاح متوافر في لبنان منذ بداية شهر أيلول والفترة التي يعطى فيها عالمياً هي خلال شهري أيلول وتشرين الأول، وفي لبنان يمكن اعطاؤه خلال تشرين الأول وتشرين الثاني لأن الشتاء والبرد في لبنان يتأخران عادة، وهو لقاح موسمي ومتوافر في الصيدليات”.

وكما التخوف في السنة الماضية من انتشار مرض فلورونا وهو عبارة عن عدوى مزدوجة لفيروسي كورونا والانفلونزا معاً، وله عوارض شديدة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب عضلة القلب، وارتفاع درجات الحرارة مع وجود سعال وآلام حادة في الصدر، يشير خبراء طبيون الى ضرورة الوقاية من كوفيد والانفلونزا والأمراض التنفسية الحادة عن طريق التباعد الاجتماعي والتزام الكمامة، فضلاً عن غسل اليدين بالمياه والصابون بصورة متكررة ودائمة بعد السعال والعطس وملامسة الأدوات والأسطح الملوثة وتجنب الاختلاط بمن يعانون من مشكلات وأمراض تنفسية حادة.

ولكن تبقى المهمة صعبة، فحتى لو اتخذ المواطنون التدابير الموصى بها، يجب على الدولة التحرك بأقصى سرعة كي تجابه هذه المشكلة قبل وقوعها، بما أنها أمّنت اللقاحات اللازمة، فمن جهة يجب تخصيص جزء منها لطلاب المدارس وخصوصاً الصغار، والتشجيع على أخذ اللقاح، ومن جهة أخرى عدم نسيان المواطنين في المناطق شديدة البرودة خلال هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والقاسية، فالتدفئة لاعب أساس في عدم تفشي الانفلونزا وتضاعف عوارضها، لذلك يجب تأمين وسائل التدفئة قبل اشتداد البرد والصقيع خلال الأسابيع المقبلة اذ تتدنى درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في كثير من المناطق الجبلية، فما هو حل التدفئة في ظل الارتفاع المتواصل والجنوني لأسعار المحروقات خصوصاً المازوت والغاز، فضلاً عن أسعار الحطب؟.

لذلك، على الرغم من تأمين اللقاحات فالحل لن يقف هنا بل يجب مواصلة العمل من أجل تخفيف الضرر عن المواطن اللبناني الذي يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية صعبة لن تمكنه من تأمين العلاج اللازم وتحمل كلفة الدخول الى المستشفيات.

شارك المقال