انفجرت المرأة الشرقية… فكانت شيرين عبد الوهاب

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

انشغل العالم العربي مؤخّراً بقضية الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب الّتي انفجرت بعد معاناةٍ مع طليقها حسام حبيب الّتي كان الجميع على علمٍ بها.

الجميع قرأ، شاهد وانتقد جرأة شيرين في عرضها لحياتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. قسم كبير اعتبر أنّها من أوصلت نفسها الى هذه الحالة، وهذا الحكمُ ليس مستغرباً من مجتمع ذكوريّ لا يُنصف المرأة، ويعتبر أخطاء الرجل طبيعية، فيما قسم آخر ساندها ودعمها. هي الّتي تختصر معاناة كثيرات في هذا المجتمع. أحبّت، وخسرت. تنازلت، وجرحت.

وفي عرضٍ سريع للقضية، تمكث الفنانة المصرية حالياً في مستشفى لعلاجها من المخدرات. بعيداً عن الشعبوية، الجميع يلومها، فالمخدرات “تابو” وحكم بالاعدام في مجتمعنا، متناسين سبب إقدامها على تصرف كهذا، ومن المسؤول.

هل كان عليها أن تنتظر أن يطلق عليها طليقها رصاصةً تنهي حياتها لكي يتضامن الجميع معها؟ هي الّتي تنازلت عن جميع حقوقها وجميع القضايا ضده ربما خوفاً من بطش رجلٍ له نفوذ.

شيرين ضحية جديدة في قافلة ضحايا الرجال المعنوية. فعلى الرغم من شهرتها العالمية وثروتها، وجدت نفسها وحيدةً، ينظر اليها الجميع نظرة شفقة أو اشمئزاز.

لم تكن المخدرات يوماً حلّاً، وعلاجها هو الخطوة الأمثل لكي تعود الى جمهورها، ولكن على المجتمع العربي أن يهدأ قليلاً وينظر نظرةً انصافٍ الى المرأة الشرقية.

تعنّفت من طليقها، من عائلتها وأخيها، وهذا نموذج شرقي بحت يحصل كل يوم، في مجتمعاتنا، لتبقى المرأة بانتظار انهاء حياتها ولا تفكر في إيجاد حلٍ لأنّها محاصرة من الجميع.

ربما أساءت شيرين الى نفسها، وتعاملت مع اضطراباتها بصورة خاطئة، ولكن “من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر”.

فنانون من مختلف الجنسيات تعاطفوا مع شيرين وأكدوا دعمهم لها على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبين منها التّحلي بالشجاعة والقوة لكي تعود من جديد الى الساحة الفنية.

شارك المقال