طقس تشرين… غدار

حسين زياد منصور

منذ بداية شهر تشرين الأول وتوقعات هطول الأمطار تصدح بين الحين والآخر، لكن ما وعدنا به لم يتحقق، فلا مطر ولا حتى رعد وبرق. الكثير من اللبنانيين على سبيل المثال أجل قطاف الزيتون وأخره بانتظار تساقط الأمطار علها تفيد الحبة وتشكل عنصراً مهماً الى حين القطاف، لكن النتيجة كانت خلافاً لكل التوقعات، فلم تهطل الأمطار.

وللاستيضاح أكثر عن حال الطقس، يؤكد رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية عبد الرحمن زواوي أن ما يحصل ليست له علاقة بالتغيير المناخي.

ويقول: “بالنسبة الى توقعات هطول الأمطار في لبنان منذ أيام ولم تهطل، ففلسطين وسيناء شهدتا أمطاراً ورعداً، والمنخفض يعتبر ضعيفاً والمناطق الأكثر تأثراً به هي الواقعة جنوب لبنان، كالأردن وفلسطين وتشهد أمطاراً متفرقة وفي بعض الأحيان برقاً ورعداً، لذلك لم نشهد حصة للبنان من هذه الأمطار خلال هذه الفترة”.

ويضيف زواوي: “خلال تشرين الأول وفصل الخريف وأحياناً في الربيع، تكون الكتل الهوائية متداخلة، فتختفي الكتل الدافئة وتحل مكانها الكتل الباردة وهو ما يؤدي الى عدم توازن هذه الكتل فنشهد بسبب ذلك طقساً متقلباً، وهذا المنخفض الجوي الواسع الاطار يؤدي الى بعض الأخطاء أحياناً في التقدير وخصوصاً أن لبنان مساحته صغيرة ويشهد أمطارا في مناطق وأخرى لا”.

ويشير الى أنه “كلما اقتربنا من تشرين الثاني، زادت احتمالية تساقط الأمطار، والمنخفضات الجوية التي تتشكل، تكون دائماً ممتزجة برياح دافئة مصدرها شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. لم نلحظ منخفضات جوية كبيرة تضرب لبنان، لكنها أثرت في اليونان وتركيا، ويتوقع مع نهاية هذا الشهر أن يكون هناك تغيير فعلي في الكتل الهوائية، فعلى الرغم من غياب الأمطار الا أن درجات الحرارة في انخفاض مستمر وهو ما يسمح بتأثير أكبر للمنخفضات الجوية”.

“عندما تكون منطقة حوض شرق المتوسط تحت تأثير منخفض جوي، تصبح الأجواء في لبنان مهيئة لتساقط الأمطار، خصوصاً أنه بلد صغير، لذلك عندما يكون هذا الحوض عرضة للكتل الهوائية المعتدلة التي تؤدي الى الأمطار وتغيرات في الطقس قد يكون للبنان حصة في ذلك وفي بعض الأحيان لا يحصل على أي شيء، وأحياناً تتساقط في مناطق الشمال فقط، أو في مناطق الجنوب فقط، اما هذه المرة فلا الشمال كان له حصة ولا الجنوب، والاتجاه كان لفلسطين والأردن”، بحسب زواوي.

شارك المقال