الضغط النفسي يؤثر على السلوكيات الغذائية

لوتشيانا سعود

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً يوضح أن الضغط النفسي والتوتر، يزيدان من دهون البطن، إذ أن الجسم يفرز هورمون الـcortisol بصورة تلقائية ليحمي الجسم من أي تهديد فوري ليصبح في وضع fight or flight، إنما الضغوط اليومية وظروف الحياة تزيد هذا التوتر ليصبح إعتيادياً مُكرراً، ما يؤدي إلى إرتفاع نسب الـcortisol المزمن الذي يضعف حساسية المخ على الـleptin الهرمون الذي ينظم الشهية والشبع، إلا أن أي عقل متوتر يجعلنا نتناول الطعام أكثر ليصل الأمر إلى حد الأكل المفرط. ومن الأعراض الجانبية لهذا الهرمون تزايد دهون الجسم خصوصاً في منطقة البطن ما يصبح مضِراً عملياً بالصحة.

إن الوضع الاقتصادي العالمي متردٍ نظراً الى الظروف العالمية الراهنة، كما أن الأوبئة بدورها ساهمت في زيادة التوتر في البلدان كافة، وفي لبنان خصوصاً مع جميع أزماته المتتالية لوحظ خلال جائحة كورونا وبعدها إرتفاع نسب الأشخاص المصابين بإضطراب غذائي.

وكان لـ”لبنان الكبير” حديث مع الاختصاصية النفسية في السلوكيات والاضطرابات الغذائية جوانا جليلاتي، التي أوضحت أن “العلاقة الطبيعية مع الطعام تترجم بحصرها بإشارات الجوع التي يعطيها الجسم لتلبيتها والشعور بالشبع، إنما الأمر ينتابه خلل معين حين يلجأ الشخص الى الطعام خارج تلك الاشارات أو العكس حينما يرفض تلبية حاجة إشارات الجوع خوفاً من الأكل وما يمكن أن يسببه من تداعيات صحية وشكلية بنظره، حينها نعلم أننا أمام علاقة مضطربة مع الطعام أو حالة إضطراب نفسي كانت بدأت بسلوكيات مضطربة مع الطعام ولم تعالج فتفاقم الوضع ليصل الى إضطراب نفسي”.

وعن العوامل التي تنذر بالإضطراب الغذائي، قالت جليلاتي: “ان العوامل عديدة ومنها التوتر والعواطف كما العادات الغذائية السيئة سواء الإفراط أو قطع الطعام وأيضاً الشراهة والشهية الخارجة عن السيطرة أو العكس التمنع عن الأكل. من هنا نوضح أن السمنة عموماً غير متعلقة بالارادة، إنما ضبط السلوكيات المضطربة مع الطعام أمر صعب يستلزم علاجاً. في معظم الأحيان تكون العلاقات السيئة مع الطعام نتيجة تداعيات إضطراب نفسي وهو أمر غير إرادي يجب معالجته لأنه أصل المشكلة، إضافة الى معالجة نتائجه وهي الوزن الزائد عند أخصائيي التغذية. الأمر لا يعمم فهناك حالات سمنة تلعب دوراً فيها العوامل الجينية والتاريخ العائلي والقابلية على زيادة الوزن، لذلك من يخضع لعلاج نفسي من الإضطراب الغذائي إذا تبين تأثير الوزن على صحته يُطلب منه إجراء فحوص مخبرية”.

وعن كيفية السيطرة على العلاقات المضطربة مع الطعام وأحد مراحله الابتدائية الأكل العاطفي، أشارت الى أن “المساعدة لعلاج الأكل العاطفي تتم على مراحل من خلال تعليم الفرد على مواجهة مشاعره بعيداً عن الأكل، وكيفية الحد من المشاعر السلبية التي يمر بها من غضب أو توتر والتي يبدأ عندها الأكل العاطفي وينتهي بزيادة تلك المشاعر السلبية إذ يبدأ بلوم نفسه. وأيضا هناك العلاج النفسي المتخصص بالإضطراب الغذائي الذي يوجهه ويعرفه الى كيفية الحد من الطعام المفرط المتناول ليأكل بوعي أكثر كميات غير مبالغ بها”.

أضافت جليلاتي: “ان ما يساعد على عادات سليمة أكثر مع الأكل هو الإدراك بأن كل جسم مميز وفريد، وكل منّا لديه درجة جوع وشبع مختلفة وأن شهيتنا حتى تتبدل من يوم الى آخر، وأن طريقة الأكل ونوعيته تتبدلان لتتناسبا مع الأجسام وحاجاتها المختلفة”.

وشددت على أن “علاج الاضطراب الغذائي هو أمر في غاية الأهمية للصحة الجسدية والنفسية خصوصاً وأن نظرة المجتمع قد تزيد الوضع تعقيداً، غير أن أي علاج نفسي متخصص أو علاج غذائي بحمية يكون مهماً لكنه في معظم الحالات يعالج النتيجة وهي الوزن الزائد أو الناقص، إنما إكتساب السلوكيات السليمة مع الطعام يعالج السبب”.

www.joannajleilaty.com

شارك المقال