تطهير المياه وتعقيمها أولى قواعد الحماية

تالا الحريري

مع تكاثر الفيروسات في البيئة التي نعيش فيها وإنتشار الكوليرا مؤخراً نرى أنّ العامل الأساس للوقاية والمجابهة هو التعقيم والنظافة. لذلك يتوجب على الناس اليوم أخذ حذرها أكثر من أي وقت مضى لناحية تعبئة المياه، فإذا كانت من الصهاريج هل هذه الصهاريج معقمة؟ وهل عملية إحضار المياه ونقلها فيها صحية ونظيفة؟

عدا عن المياه الملوثة التي تسقى بها بعض المزروعات، هناك المياه المعبأة التي يستخدمها الناس للاستحمام وغسل الخضراوات والفواكه وما يحتاج من مأكولاتهم الى مياه، ومنهم من يشرب منها. وتكثر هذه الظاهرة اليوم في ظل إنقطاع المياه عن معظم البيوت وإضطرار العائلات للجوء إلى هذه الطريقة، إضافة إلى غياب الكهرباء وعدم توافر المازوت الذي يساعد على تشغيل محطات تنقية المياه.

تبرز أهمية أخذ الحيطة والتعقيم في الدرجة الأولى، لكن هذه المرة لن يكون التعقيم من خلال المياه بخلاف فيروس كورونا، فالمرض اليوم ينتقل في الأساس عبر المياه أو الماكولات الملوثة وليس كعدوى.

التطهير هو عملية إستخدام الكلور بوضع ملعقتين كبيرتين منه لكل ليتر ماء. الكلور هو أحد أساليب التعقيم الصحية، فإذا كان 2% نحتاج إلى 3/4 ملعقة كبيرة لكل ليتر ماء. وإذا كان الكلور 4% نحتاج إلى ملعقة صغيرة لكل ليتر مياه. أما إذا كان 6% فنحتاج إلى 1/2 ملعقة صغيرة لكل ليتر ماء عند الاستعمال. كما يجب إستخدامه عبر طرق التذويب الصحيحة بحسب الارشادات، ومن ثم الغسل بالماء النظيفة. الطريقة الأخرى المعتمدة في الكثير من البيوت هي وضع ملح أو خل مع المياه ونقع الفاكهة والخضار فيها. كما يمكن استخدام اليود أو عصير الليمون أو بواسطة الغلي.

أمّا تطهير المياه فهو طريقة معالجة ينتج عنها القضاء على الجراثيم وأكسدة المواد العضوية التي تستخدمها الجراثيم كغذاء أي حرقها. يتم القضاء على كل من الجراثيم والفيروسات والطفيليات في المياه عندما يحافظ على تركيز الكلور الحر إلى 5 ملغم لكل ليتر لمدة 30 دقيقة. الكلور المتبقي ذو أهمية بالغة في المحافظة على جودة المياه، ويجب ملاحظة أن كميات المواد العضوية تختلف من مصدر ماء إلى آخر، وتبعاً لذلك فإن جرعة الكلور المطلوبة للتطهير تختلف حسب خصائص مصدر المياه.

وبالنسبة إلى الأمراض المنقولة بواسطة المياه فأبرزها الكوليرا، التيفوئيد، التهاب الكبد والاسهال المعوي.

تخوف من شح المياه والغذاء

وفي تقرير لمنظمة “غرينبيس” البيئية حول الأزمة التي تعيشها معظم الدول حالياً، حذر من شح في المياه والغذاء وموجات حر وآثار سلبية خطيرة أخرى للتغير المناخي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وركز خصوصاً على لبنان والامارات والجزائر ومصر وتونس والمغرب.

وأشار التقرير الى أنه في الدول الست التي تشملها الدراسة “سيكون هناك خطر كبير لشح المياه في جميع المناطق، مما سيؤثر سلباً على الزراعة وصحة الانسان. وتعتمد المنطقة على الواردات الغذائية التي يمكن أن تتأثّر في حال أثّر الجفاف وندرة المياه على المحاصيل في العقود المقبلة”.

ومن بين أكثر المجتمعات تأثّراً، المزارعون الذين عادة ما يكونون أقل استعداداً للتكيف إلى حد كبير بسبب وضعهم المالي، واعتمادهم بصورة غير متناسبة على الزراعة من أجل البقاء.

وبحلول نهاية القرن، من المرجّح أن تعاني 80% من المدن المكتظة بالسكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من موجات الحر لما لا يقل عن 50% من المواسم الدافئة.

شارك المقال