هل سيفقد “تويتر” اللبنانيون الموثّقة حساباتهم؟

نور فياض
نور فياض

استحوذ ايلون ماسك على “تويتر” الخميس الماضي مقابل 44 مليار دولار بعد أشهر طويلة من الشد والجذب. وسرعان ما بدأ بتغيير اجراءات في الشركة التي لطالما سخر منها لعدة أشهر بسبب البطء في إدخال تغييرات على منتجاتها أو حذف حسابات البريد العشوائي. ومؤخراً أعلن إيلون ماسك أن خاصية توثيق الحسابات ستكون مدفوعة مقابل التالي: 8 دولارات شهرياً متغيرة حسب القوة الشرائية لبلدك، ستكون لك الأولوية في الردود، الاشارة والبحث، خاصية التغريد بڤيديو وصوت أطول، انخفاض ظهور الاعلانات الى النصف، إضافة إلى توزيع مكافآت لمنشئي المحتوى.

فكيف سيتماشى اللبنانيون مع هذه الرسوم وخصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها اضافة الى عدم ثبات سعر صرف الدولار؟

يرى الناشط الاجتماعي عماد بزّي في حديث لـ “لبنان الكبير أنّ “ما طرحه ايلون ماسك هو مجرّد دعاية ليبيّن أنه يزيد من أسهم تويتر وليصبح تراند، وأتوقّع ألا يتم هذا الموضوع، ومن الضروري أن يجدوا طريقة لتفريق حسابات البلوغرز والـ public figure عن الحسابات العادية”.

ويضيف: “لم أطلب التوثيق، بل أتى وحده، لذا لا يهمني ولا يؤثّر عليّ ولن يزيد أو يحد من وجودي على منصة تويتر. واذا كان الموضوع صحيحاً فلن أدفع الرسوم الا اذا كانت بسيطة وبمقدار 1 الى 2 دولار باعتبار أنني أبيع منتجات أونلاين وأحاول أحياناً أن أكون مؤثّراً على مواضيع تتعلق بحقوق الانسان”.

ويوضح بزي أنه يبتعد شيئاً فشيئاً عن “تويتر” ويلجأ الى “فيسبوك” و”انستغرام”، لأن “تويتر” اجتاحته الجيوش الالكترونية ولم تعد الناس تستطيع التعبير عن رأيها من دون أن تتعرّض لكمّ من الشتائم، كما أنه لم يعد منصة لنقل الأخبار والتفاعل بطريقة منظّمة.

اما الناشط والاعلامي أحمد ياسين فيؤكد أن “تويتر هويتي وعملي، لن أتخلى عن التوثيق وسأدفع المبلغ المفروض لأن التقديمات التي أعلن عنها ايلون ماسك كنا نطالب بها دائماً وهي التخفيف من عدد الاعلانات، والوصول الى الـ mention والـ replies بصورة أسرع، والحصول على أداة لتحليل الأكاونت بصورة دقيقة ومحترفة وامكان تحميل فيديو مدته عشر دقائق. اليوم ندفع لـ netflix عشرة دولارات مقابل خدمات، وتويتر سيقدّم لنا خدمات أيضاً وسيأخذ المال، اذاً المعادلة نفسها.”

ويشير ياسين الى أن “العديد من الحسابات غير قادر على دفع الرسم المحدد بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان باعتبار أن الـ 8 دولارات تساوي تقريباً 320 ألف ليرة وخصوصاً الحسابات التي هي عبارة عن أخبار موثوقة، وفي الوقت عينه سيفتح تويتر مجالاً للذين يملكون المال أن توثّق حساباتهم ويصبح لديهم منبر لنشر ما يريدون في الوقت الذي لا يمتلكون محتوى مفيداً. اذاً كما يحمل هذا الموضوع ايجابية، يحمل سلبية أساسية وهي فتح باب التوثيق لأيّ كان.”

ويلفت الناشط عباس زهري الى أن “ايلون ماسك اتخذ العديد من القرارات وليس فقط مبلغ الـ 8 دولارات، ومن هذه القرارات لا اقفال للحسابات، وهذا أفضلها، ففي السابق أغلق حسابي الذي يحوي على مليون متابع، ثم الحساب الثاني 550 ألف متابع، والثالث 350 ألفاً. لذلك كنت أبقى قلقاً على مصير حسابي اذا تعرّضت للتبليغ ان كان سيغلق أم لا.”

ويعتبر زهري أن “الناشط رأسماله حسابه وفي حال أغلق يصبح الناشط مجهولاً”، مؤكداً دعمه هذه التغييرات “التي ستمكّننا من نشر فيديوهات طويلة المدة، وتعديل التغريدة وغيرها من التحسينات. الـ 8 دولارات (ما رح نتشردق فيهن) وهناك سعر خاص للدول حسب القدرة الشرائية، لذا من المتوقع أن تكون في لبنان 5 دولارات”.

ينوي ايلون ماسك إعادة إحياء تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة المعروف باسم “فاين”، بعد إغلاقه عام 2016، إذ نشر استطلاعاً على حسابه في “تويتر” يتساءل فيه عما إذا كان يجب على الشركة إعادة تشغيل التطبيق؟ فهل مع كل احياء سيفرض رسوماً على المستخدمين وتتقلّص أعدادهم وخصوصاً اللبنانيون منهم؟

شارك المقال