كورونا: بين “متلازمة اللقاح” وعزلة “الكهف”

حسناء بو حرفوش

نقلت صحيفة “ليبر بلجيك” (Libre Belgique) البلجيكية مخاوف بعض الأطباء المرتبطة بمخاطر تخفيف الإجراءات الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا بالتزامن مع التقدم الذي تحقق على مستوى تأمين اللقاحات. وحذر المقال من أن الذين تلقوا بعض اللقاحات يشعرون لأول مرة ومنذ فترة طويلة بنوع من الحماية، وذلك على الرغم من عدم استجابة الأجسام المضادة لديهم بشكل كامل بالفعل.

وبحسب المقال، على الرغم من انخفاض الضغط داخل المستشفيات الفرنسية وتطور حملة التطعيم، عبّر الأطباء عن مخاوفهم إزاء عودة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح إلى عنابر المستشفيات وقد ثبتت إصابتهم بالفيروس مجدداً على الرغم من تطعيمهم. كما توقع الأطباء انتشار ظواهر مماثلة في المستشفيات ببلجيكا وبلدان أخرى.

وتحدثت الصحيفة عن تزايد عدد المرضى المصابين بالفيروس في صفوف الذين تلقوا جرعة أولى من اللقاح، في ظاهرة أطلق عليها الأطباء تسمية “متلازمة اللقاح” أو اللامبالاة. وبحسب الأطباء، يميل المرضى بعد حصولهم على الجرعة الأولى من لقاح ما، لإيلاء اهتمام أقل للتدابير الصحية دون انتظار تطوير أجسادهم للحماية من قبل الأجسام المضادة.

ويلحظ المقال أن فرنسا ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة حيث لوحظت “متلازمة اللقاح” لدى البعض ممن تقدموا جدًا في حملتهم للتطعيم، مثل تشيلي وإسرائيل.

تسريع وتيرة التطعيم

ويلفت المقال نقلاً عن أطباء، إلى أن الحماية من الفيروس لا تعمل بشكل فعال فور تلقيح الجرعة الأولى. ويستغرق تطوير الأجسام المضادة ما بين عشرة إلى واحد وعشرين يومًا. بعد هذا الوقت، تصل الحماية من أشكال الفيروس حتى نسبة توازي 80٪ ، حتى قبل تلقي الجرعة الثانية. لكن في هذا السياق، تساعد هذه الفترة الفاصلة على الاسترخاء فقط، وبحسب ما يشرح اختصاصي الأمراض المعدية إيف فان لايثم: “إذا حصلت على جرعتك من اللقاح ثم قمت بعد ذلك بتقبيل شخص ما في الخارج وتعرضت للفيروس، ستطور أعراض كورونا كأي شخص آخر”.

وعلى غراره، يدعو متخصصون آخرون إلى المواظبة على التمسك بكل أساليب الوقاية، كما يسلطون الضوء على خطر ظهور متغير جديد (…) وتقدم “متلازمة اللقاح” حجة إضافية لتسريع وتيرة التطعيم وتأمينه لجميع الفئات العمرية. كما يذكرون بأن العديد ممن يودون تلقي اللقاح، يضيعون الوقت وأحياناً بالأسابيع. يقول أحد الأطباء: “إذا كنت تعتقد أن الأمر يتطلب خمسة عشر يومًا بعد الجرعة الثانية وثلاثة أسابيع بين الجرعتين، هذا إذا كنت محظوظًا بما يكفي للحصول على لقاح الحمض النووي الريبي (ARN)… فهذا يعني أنك إذا حصلت على اللقاح غدًا، فلن تتمتع بحماية قبل خمسة أسابيع”.

“متلازمة الكهف”

وبموازاة “متلازمة اللقاح” المرتبطة بالشعور الوهمي بالحماية، يختبر البعض الآخر متلازمة عكسية، تطلق عليها تسمية ما يعرف بـ”متلازمة الكهف” حيث يبقون رهينة العزلة الاجتماعية، بحسب ما نقل موقع “سيانتيفيك أميركان للعلوم” (scientificamerican) حيث تنعكس التأثيرات النفسية طويلة الأمد على من أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا أو من اختبروا قلقاً كبيراً خلال الجائحة. وأشار إلى تعرضهم لمشكلات نفسية حادّة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطرابات الحالات المزاجية أو القلق.

وبحسب المقال، “بعد عامٍ من العزلة، يخشى العديد من الناس الذين استبطنوا بعمق المغزى من العزل اجتماعيًّا استئناف حياتهم السابقة على الرغم من تلقيهم اللقاح بجرعتيه (…) وبذلك، يتضح أن الخروج إلى الأضواء بعد عام من الاحتجاز في الأماكن المغلقة يشكل نقلةٌ صعبةٌ للبعض وسيستغرق التكيّف مع الواقع الجديد، أيًّا كان، وقتًا طويلا”.

طفرة أخبار كاذبة على “واتس أب”

أخيراً وفي سياق متصل، حذر موقع صحيفة “كورييه انترناسيونال” الفرنسية من أن “جائحة كورونا أثارت طفرة في تطبيق المراسلة “واتس أب” في الهند، حيث تنتشر في المحادثات الجماعية لما يزيد بقليل عن نصف مليار مستخدم، وتحديداً في المجموعات المخصصة للأسر والعائلات، معلومات كاذبة تختلط بالإشاعات العلمية المضللة والمعادية للأجانب أو بالهجمات الطائفية”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً