السكري مرض العصر… حذار من مخاطره ومضاعفاته

جنى غلاييني

في اليوم العالمي لمرضى السّكري، لا بدّ من تسليط الضوء على خطورة هذا المرض على صحة الانسان خصوصاً في لبنان، بسبب ارتفاع نسبة المرضـى المصابيـن به.

ما هو السكري؟

هو مرض يرتفع فيه مستوى السكر في الدم عن المعدل الطبيعي وذلك نتيجة نقص كلي أو جزئي في انتاج هرمون الانسولين من خلايا البنكرياس و/أو ضعف في فاعلية الانسولين على مستوى الخلايا والأنسجة.

وللمزيد من المعلومات، يشرح الطبيب الاختصاصي في الصحة العامة الدكتور وليد غلاييني لـ “لبنان الكبير” عن هذا المرض، الذي يعتبر “مرض العصر”، بحسب ما يقول، “ويمكن أن يصيب الأطفال والأشخاص دون سن الـ 30 وهذا ما نسمّيه النوع الأوّل، أمّا النوع الثاني فيصيب الأشخاص فوق سن الـ30 سنة، سواء كان نوعاً أوّلاً أو ثانياً، فهو مرض من المفترض أن ننتبه بشدّة الى علاجه وأن نبذل جهدنا لنجعل مستويات السّكر في جسمنا طبيعية، فهذا المستوى الطبيعي تحدّده عدّة أشياء منها أن يقوم مريض السكّري من النوع الأوّل أو الثاني بفحص دمه كل يوم”.

ويشدّد على أن “مرض السكري يصنّف بأنه مرض خطير جدّاً من الممكن أن يؤدي في غالبية الأحيان الى حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة المزمنة من جلطات دماغية، عجز فـي الكلى… والعديد من المضاعفات التي تؤثر على صحة المريض وحياته”.

ويلفت غلاييني الى أسباب مرض السكري “فإما يكون وراثياً، أو يتسبب به العامل المناعي من خلال خلل في عمل الجهاز المناعي فيؤدي الى إفراز مواد تسبب تلفاً لخلايا موجودة في البنكرياس والمنتجة لهرمون الانسولين، أو العامل الالتهابي أي الاصابة ببعض الالتهابات الفيروسية التي قد تسبب تلفاً لخلايا موجودة في البنكرياس والمنتجة لهرمون الانسولين أيضاً”.

ويشير الى أن “البنكرياس هو الجزء المتكوّن من جهازنا الهضمي والمسؤول عن إفراز الأنسولين من الطعام الذي نتناوله، وبالتالي يوازن مستويات السكر في جسم الانسان الى المستوى الطبيعي”.

المضاعفات

يوضح غلاييني أن هناك مضاعفات تصيب مريض السكري، وهو معرّض لنوعين منها “النوع الأول قصير المدى، أمّا النوع الثاني فهو طويل المدى وينتج المضاعفات التالية: أمراض القـلب والشراييـن، خلل في شبكية العين، خلل في وظيفة الأعصاب، وخلل في وظيفة الكلى”.

ويحذر من أنه “في حال كان مريض السكري في حالة متقدّمة منه وغير مراقب ولا معالج وغير مهتم برجليه اللتين هما عرضة لعدم وصول الدم اليهما بطريقة جيّدة أي ترويتها بالدّم، فأي جرح لهما من دون المعالجة مع نسبة عالية من السكر في جسمه يؤدّي الى بتر أطرافه السفلى لما قد يتعرّض له من غرغرينا”.

العلاج

يقول غلاييني عن علاج السكري: “طالما لدى المرضى ارتفاع في نسبة السكري فهم بحاجة الى إبر أنسولين ولكن ليس لكل الحالات إنّما بعضها، بالطبع مع وجود الأدوية المتعارف عليها اليوم والمستحضرات التي تخفف أيضاً نسبة السكري في الدم. أمّا الأنسولين فنتستخدمه عندما تكون خلايا المريض غير قادرة على التعامل معه ولا تفرز الأنسولين فنضطر الى إعطائه إبر أنسولين لتخفيف نسبة السكر في الدم، والأنسولين يعتبر علاجاً مؤقّتاً بالتأكيد”.

وعما إذا كانت هناك محاولات لايجاد علاج جذري لمرض السكري، يؤكد أن “أطباء العالم يحاولون بالخلايا الجذعية أن يصنعوا علاجاً وكأنّهم يفبركون خلايا بنكرياسية جديدة تنتج كميات أنسولين جديدة تفيد جسم الانسان”.

وينبّه غلاييني مريض السكري على ضرورة “تناول الطعام الصحي بطريقة مدروسة للمحافظة على الوزن ضمن المعدلات الطبيعية، وعلى الفحص اليومي لمستوى السكر في الدم، وممارسة الرياضة، ومراقبة نفسه جيّداً”.

شارك المقال