التغير المناخي يؤجج الصراعات العالمية

حسين زياد منصور

لا يزال التغير المناخي محط اهتمام العالم، والدليل على ذلك القمة المنعقدة في شرم الشيخ، اذ يولي القادة هذه القضية اهتماماً خاصاً لما لها من نتائج وتبعات مباشرة على الدول الكبرى واستقرارها واستمرارها.

يلعب تغيّر المناخ دوراً في إذكاء النزاعات حول العالم، خصوصاً مع الارتفاع السريع في درجة حرارة الأرض، وازدياد موجات الجفاف مما يؤدي الى شح المياه والغذاء أيضاً، وهو سبب رئيس في دفع الناس الى الهجرة الى أماكن تتوافر فيها الموارد والغذاء، فضلاً عن التهديدات الأمنية التي يتسبب بها، والأضرار التي تبلغ مليارات الدولارات بفعل الاضرار بالقواعد العسكرية بسبب العواصف والفيضانات، الى جانب التكاليف التي تتكبدها الحكومات في تدريب الجيوش وتأمين المعدات لهم للتكيف مع الظروف البيئية الجديدة والتي تعتبر أكثر حدة.

ويؤكد أحد القادة العسكريين في الجيش الأميركي أنه بسبب أعاصير وفيضانات ضربت ثلاث قواعد عسكرية أميركية، في العامين 2018 و2019، تعرضت لضرر بصورة كبيرة تقدّر كلفته بتسعة مليارات دولار.

ويشير الى أن ازدياد المخاطر يزيد الطلب على العسكر الأميركي المدرب ليخوض تجربة كهذه، في الوقت الذي أوكلت مهمة مكافحة حرائق الغابات على مدار العام لقوات الحرس الوطني لا خلال موسم معين.

ويلفت باحثون وخبراء الى بدء التوتر والنزاع اللذين سيكونان ضمن حدود الدولة الواحدة ويتعديان حدودها أيضاً، وستواجه الحكومات صعوبات مرتبطة بالحر الشديد وارتفاع مستوى البحر والجفاف وشح الماء، والتي ستؤثر على الانتاج الاقتصادي بصورة سلبية فينخفض وما يتبعه من نتائج على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي مثل العاطلين عن العمل والمهاجرين.

ويشير أحد الخبراء الى أن هذه الهجرة ستؤدي الى زعزعة الاستقرار في مختلف مناطق العالم.

ومنطقة الشرق الأوسط تعتبر الأكثر تعرضاً للأخطار أكثر من غيرها لأن شواطئها كثيفة السكان ومهددة بفعل ارتفاع مستوى مياه البحر، ووفق المؤسسة الأوروبية للمتوسط فإن 7% من سكانها يعيشون على ارتفاع أقل من خمسة أمتار من سطح البحر.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هناك ما يقارب 3 ملايين شخص غادروا منازلهم في أفريقيا والشرق الأوسط نتيجة الكوارث الطبيعية المتكررة في العام 2021، والوضع مستمر نحو الأسوأ.

ويقول خبراء اقتصاديون ان هذه الهجرة والتجمعات التي تنتج عنها قد تؤدي الى نزاعات عنيفة خصوصاً أن 22٪ من سكانها يعتمدون على الزراعة، ويدعم كلامه بأمثلة حية لما يجري من نزاعات بين القبائل في السودان حول الماء والأراضي والتي أدت الى وقوع مئات القتلى منذ بداية العام، والى جانب ذلك تشير تقارير الى أنه في حال لم يتمكن العراق من وضع حلول جدية وتطبيقها فسيخسر ما يقارب 20% من مياهه العذبة و10٪ ستكون نسبة انخفاض الأمطار، وكذلك الأردن الذي يعاني الجفاف ما دفعه الى مضاعفة وارداته من مياه إسرائيل.

بحسب “اليونيسف”، هناك 11 دولة من بين 17 الأكثر افتقاراً الى المياه في العالم، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتؤدي ندرة الأمطار وموجات الحر الشديدة والجفاف إلى نزوح ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط واحتمال اندلاع نزاعات على الموارد. ويرى البنك الدولي أنه بحلول العام 2050، ستضطر عائلات بكاملها الى النزوح داخل بلدانها، و19.3 مليوناً في دول شمال أفريقيا، و216 مليون مهاجر نتيجة للتغير المناخي، لذلك يحذر من “بؤر الهجرة المناخية”.

شارك المقال