H1N1 في مدارس الجنوب… لا داعي للهلع

نور فياض
نور فياض

العام الدراسي “لا تهزه واقف ع شوار”، من إضراب الأساتذة، الى كورونا واليوم يتفشى فيروس H1N1 بصورة سريعة ما يهدد المدارس وطلابها.

تداولت معلومات مؤخراً عن انتشار كبير لفيروس H1N1 في مدارس الجنوب، ما دفع بعضها الى الاغلاق حفاظاً على صحة الطلاب، فيما اكتفى البعض الآخر بغياب المصابين وبقيت المدارس مفتوحة كأنّ شيئاً لم يكن. فهل هذا الفيروس يستدعي القلق أم لا داعي للهلع؟

أوضح النائب الدكتور عبد الرحمن البزري لموقع “لبنان الكبير” أنّ “H1N1 أو ما يسمّى بإنفلونزا البشر وليس الخنازير كما يعرّفه البعض، هو انفلونزا موسمية تظهر شتاءً منذ بداية تشرين الثاني حتى آذار تقريباً، ولا داعي للهلع اذ أن هذا الفيروس موجود منذ ١٠٤ سنوات ولكن في السنتين الأخيرتين لم يلقَ انتشاراً بسبب كورونا واجراءاتها التي حمت المواطنين من هذه الانفلونزا (اغلاق المدارس، ارتداء الكمامات، قلة التجمعات) على عكس اليوم انتشر هذا الفيروس بسبب غياب الاجراءات الوقائية.”

وأشار البزري الى أن H1N1 كما H3N2 موجودان وينتشران مثل كورونا والدواء المخصص لهما هو “اوسيلتاميغير”، اما اللقاح فينصح به دائماً وخصوصاً للمسنين وذوي المناعة الضعيفة، لكنه أكد أنه “على الرغم من أن هذا اللقاح موجود بوفرة الا أن لا اقبال عليه من ذوي الدخل المحدود نسبة الى سعره الباهظ”. وتوقع أن تزداد أعداد المصابين مع حلول الشتاء، معتبراً أن “الوقاية منه كالوقاية من الرشح”.

وأوضح أن “هذا الفيروس لاقى رواجاً لأن احدى المدارس أبلغت عن ظهور بعض الحالات في صفوف طلابها. وبعد الاجتماع الذي عقد الاثنين الفائت مع لجنة الأمراض الانتقالية لم نجد ما يلفت النظر حول الاصابات، ولكن يبقى على الترصد الوبائي من وزارة الصحة التأكد والكشف عن الاصابات المدرسية”.

في الجنوب، أكد مصدر خاص لـ “لبنان الكبير” أنّ “عدد الاصابات في المدارس مرتفع ولم تقفل جميعها أبوابها لكن بعضها فرض وضع الكمامات.” وقال: “من بين كل ١٠ حالات مشتبه بها، تثبت الانفلونزا على ست منها، وبسبب الوضع الاقتصادي لا يمكن فرض اللقاح الذي تبلغ قيمته ٤٥٠ ألفاً على المواطنين والطلاب. فيما الهيئات المختصة لا تتابع الاصابات علماً أن العوارض أقسى من تلك المتعلقة بكورونا.”

في السياق، بعد تداول أخبار عن أن H1N1 منتشر بكثرة في بلدة بنت جبيل، تواصلنا مع رئيس البلدية الذي لم يتجاوب معنا، الا أن أحد الأعضاء شدد على أن “نسبة الاصابات مرتفعة في المدارس ولكنها لم تغلق أبوابها علماً أنه سجل في احداها ١٦٠ حالة غياب، والبلدية أرسلت لجنة صحية للكشف عن الاصابات لكن يبقى أمر الاغلاق متعلّقاً بمدراء تلك المدارس والمهنيات.”

في المقابل، لفت مدير مدرسة “أجيال” في بلدة الدوير الجنوبية داود حرب الى أن “نسبة الغياب في صفوف الطلاب مرتفعة، ونحن في المدرسة نعتمد آلية معيّنة اذ على الأهل حجر أولادهم في حال ظهور بعض العوارض الخاصة بالفيروس”.

أضاف: “قمنا بإحصاء نهاية الأسبوع، ووجدنا عدداً كبيراً من الغياب وقد يكونوا مصابين أو أن أحد أفراد عائلتهم مصاب، ولتفادي انتشار الفيروس أخذنا اجراءً احترازياً بإقفال المدرسة حتى مساء الخميس. ثمّ نتواصل مع الأهل عبر الواتساب، في حال تحسّنت الحالات نفتح المدرسة نهار الجمعة اما اذا ظلت الاصابات كثيرة فتبقى مغلقة الى الأسبوع المقبل، وبذلك تمضي ٧ أيام وهي كافية لشفاء المصاب وتبيّن ما اذا كان حامل العوارض مصاباً أو غير مصاب.”

وأكد أن “الاصابات موجودة في المدارس وفي كل مكان ونحن في أجيال لدينا لجنة صحية تتخذ الاجراءات الوقائية كما حصل في فترة كورونا، ولمنع انتشار الفيروس أغلقنا أبوابنا حرصاً على سلامة الطلاب فالوضع الصحي لهم هو أولويتنا.”

ينتشر فيروس H1N1 في كل لبنان ولكنه لا يزال مستقراً، و”لا داعي للهلع” مختلفة هذه المرة حتى الآن عنها في فترة كورونا. فهل سيزيد عن حده في الأيام المقبلة ويصبح خارج السيطرة ويعود الطلاب الى الأونلاين مجدداً؟

شارك المقال