تأهيل المدارس المتصدعة… كي لا تتكرر الكارثة!

راما الجراح

البنى التحتية المهترئة في كل لبنان، والانفجارات والحروب على مر الزمن والتي كان آخرها إنفجار مرفأ بيروت الذي هز لبنان وأصبح الركام في محيطه أكواماً، خلخلت أبنية كثيرة، وصدعت أخرى، الافلاس الضميري عند جميع المسؤولين كان رادعاً لعدم اكتراثهم بترميم الأبنية القديمة وخصوصاً الرسمية منها، وإصلاحها كما يجب، حتى بدأت تنهار على رؤوس أصحابها وطالبي العالم في المدارس.

بعد إنهيار سقف مدرسة “الأميركان” في جبل محسن في طرابلس الذي أدى إلى مقتل تلميذة وسقوط جرحى، أصبح هناك تخوف كبير لدى الأهالي من وجود المشكلة نفسها في مدارس أطفالهم وخصوصاً الرسمية منها، التي وكما هو معلوم لا تحظى باهتمام من الدولة كما المدارس الخاصة التي تهتم بها مؤسساتها المالكة. من هنا وحرصاً على سلامة التلامذة والأساتذة، وفي خطوة استباقية، قامت إدارة “مدرسة المرج الرسمية” باستدعاء مهندسين للكشف على أبنيتها الثلاثة وفحصها من كل الجوانب في حال كانت تعاني من أي مشكلة صغيرة أو كبيرة للمباشرة بتأهيلها تفادياً لأي طارئ يمكن أن تتعرض له المدرسة في حال الاهمال.

وأكد مصدر مقرب من إدارة المدرسة فضّل عدم ذكر اسمه عبر موقع “لبنان الكبير” أن “سلامة التلاميذة أولوية، وهذه الخطوة مهمة جداً لكي نَطمئن ونُطمئن الأهالي الى أن أولادهم في أمان ولا مشكلة في الأبنية. وبالفعل تم التواصل مع البلدية كخطوة أولى للكشف على المدرسة، وبعدها مع وزارة التربية التي بدورها أبدت تجاوباً سريعاً وأرسلت أكثر من ٢٠ مهندساً من شركة (سبكتروم) المتعاقدة مع الوزارة للكشف على جميع أبينة المدرسة ومعاينتها، وتبين معهم أن هناك تصدعاً خفيفاً جداً لا يشكل أي خطر وهو نتيجة خسف الأرض قليلاً، مع ذلك ولسلامة التلامذة أكثر أخلي هذا المبنى (على صحة السلامة) وبدأنا بإصلاحه تحت اشراف مهندسين مختصين كي لا نواجه أي مشكلة مستقبلاً”.

وأشار المصدر الى أن “البناء حديث، ولكن بسبب قربه من الطريق العام وبفعل مرور الكثير من الشاحنات خسفت الأرض قليلاً وأدت إلى تصدع خفيف جداً، وأكد المهندسون أنه عادي وطبيعي ولا يشكل أي خطورة، وقد جهزت صفوف للتلامذة في المبنى الثاني يتابعون فيها دروسهم بصورة طبيعية حتى تنتهي ورشة الاصلاحات”.

ووجه المصدر رسالة إلى جميع المدارس في لبنان بأن تقوم بما قامت به مدرسة المرج الرسمية، ويجب الكشف على جميع المدارس ولو لم تكن هناك أي مشكلة في الأبنية، ولكن لضمان سلامة الطلاب الحذر واجب، وهذه المدرسة مثال يجب أن يقتدي به الجميع.

وأوضح رئيس بلدية المرج منور جراح “أننا قمنا بالاجراءات القانونية من حيث تصوير بعض التشققات العادية التي تحتاج الى تدعيم بسيط للحفاظ على سلامة التلامذة والأساتذة، بإشراف مهندسين من قبلنا، ثم أرسلنا كتاباً رسمياً الى قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، والى محافظ البقاع ووزارة التربية. وبعدها قمنا بإرسال إحالة إلى المدرسة أننا قمنا بمهامنا كبلدية. ومن هنا يصبح التواصل بين المدرسة ووزارة التربية مباشرة”.

ما قامت به المدرسة الرسمية في بلدة المرج البقاعية لافت جداً، ويدل على إهتمامها وحرصها على سلامة طلابها، وعليه يجب على كل المدارس في لبنان أخذ الحيطة والحذر كي لا تتكرر الكارثة.

شارك المقال