مفاجآت المونديال: خسائر بالجملة للمراهنين

نور فياض
نور فياض

قليلون من راهنوا على فوز السعودية في مباراتها الأولى ضد الأرجنتين في مونديال قطر، لكن صقور الأخضر حققوا معجزة تاريخية بفوزهم بنتيجة 2 – 1. لم تقتصر الخسارة على المنتخب الأرجنتيني وحسب، انما تعدتها الى العديد من المراهنين بأموالهم وبينهم أحد مشجعي كرة القدم الذي خسر مبلغاً وقدره 160 ألف دولار بعدما راهن على فوز الأرجنتين على المنتخب السعودي، وفقاً لما نقلته صحيفة “ديلي ميل” عن شركة المراهنات الأستراليةTAB .

وكانت احتمالات المراهنات عند 1.13 دولار، ما سيحقق عائداً للمشجع بقيمة 180.800 دولار، أي بربح قدره 20 ألف دولار مقارنة بالمبلغ الضخم الذي وضعه.

وراهن الكثيرون على فوز منتخب الأرجنتين قبل بداية البطولة، ولكن المنتخب السعودي حقق فوزاً تاريخياً في أول مفاجآت مونديال قطر.

مباراة كرة القدم تُلعب في مكانين: الملعب، وموقع أو مكتب المراهنة، مع أن الأخير غير شرعي في لبنان. وتوفر هذه المواقع فرصاً عدة منها توقع المنتخب الفائز ببطولة كأس العالم وتوقع نتيجة المباريات، فيما تزداد صعوبة الاحتمالات من خلال تحديد النتيجة بصورة دقيقة كلياً أو تحديد مسجلي الأهداف والأشواط التي سجلت فيها الأهداف مثلاً أو حتى توقع أول لاعب يفتتح التسجيل في مباراة معينة.

موسم كأس العالم هو الأكثر اتساعاً للمراهنات بحيث تدور مليارات الدولارات في فلك سوق المراهنات الرياضية حول العالم منها ما هو قانوني ومنها غير قانوني.

يؤكد أحد مشرجي الرهانات في لبنان لـ “لبنان الكبير” أن “المراهنات هي مرض العصر بحيث بات الجميع كباراً وصغاراً يراهنون على مباريات كأس العالم. والمراهن عالق في حالتي الربح والخسارة، اذ أنه في الحالة الأولى يطمع بربح مبلغ أكبر، اما في الحالة الثانية فيطمح الى تعويض خسارته.”

ويشير الى أن “لا أحد يربح الا شركات المراهنة بسبب عدم إمكان توقع كل النتائج بطريقة صحيحة، والدليل على ذلك ما حصل في مباراة السعودية والأرجنتين، فهذه المفاجآت غير المتوقعة توقع خسارة فادحة في ملعب الرهانات.”

ويضيف: “في السابق كانت الرهانات تصل يومياً الى حوالي ١٠٠ ألف دولار حينما كان الدولار يساوي ١٥٠٠ ليرة لبنانية، اما اليوم فأصغر المشرجين ذو الـ ١٥ عاماً يشرّج بين ١٥٠٠ ومليوني ليرة تساوي راتب عسكري. الأغنياء يراهنون على كل مباراة على حدة بمبالغ خيالية، اما أصحاب الطبقة العادية فيراهنون على باقة من المباريات بمعنى أنهم يتوقعون فوز عدة فرق ليحققوا اما أرباحاً أكبر من الرهان أو يخسروا كل شيء.”

في السياق، يوضح أحد المراهنين لـ “لبنان الكبير” أنه ليس مدمناً على الرهانات، انما يحبّ تجربة هذه الموضة. ويقول: “راهنت على فوز فريق البرازيل في مباراته ضد صربيا بمبلغ مليون ليرة، وكانت النتيجة فوزه وربحت ٦ ملايين ليرة. الحياة ربح وخسارة لذا سأتابع المراهنة على مباريات البرازيل فقط، فربما أحقق ربحاً أكبر.”

وأعطى القانون اللبناني الحق فقط لكازينو لبنان في الرهانات وغير ذلك يعتبر غير شرعي. ويعاقب القانون رقم 340 وفق المادتين 643 – 644 “من تولى محلاً للمقامرة أو نظم ألعاب مقامرة ممنوعة سواء في محل عام أو مباح للجمهور أو في منزل خاص اتخذ لهذه الغاية، والصرافون ومعاونوهم والمدراء والعمال والمستخدمون وذلك بالحبس من ثلاثة أشهر الى سنتين وبالغرامة من مائتي ألف ليرة الى مليوني ليرة.”

لا تقتصر الرهانات على الخسائر المادية، انما تترتب عليها اصابات نفسية ربما تؤدي الى انتحار، ولاسيما في دولة كل شيء مشرّع فيها ولا أحد يبالي بقانونها فلا حسيب ولا رقيب وكل شخص “فاتح ع حسابه”. ومن جهة أخرى، ربما يعتبر المراهن أن هذه الفرصة تأتي مرة كل ٤ سنوات، ويأمل في أن يربح بمراهنته على فريقه المفضل ليحسّن وضعه الاقتصادي المرير.

ولكن بعد فوز السعودية على الأرجنتين هل ستتغيّر بذلك حسابات الرهان لصالحها في مباراتها الثانية؟ فمن يتغلّب على ميسي لن يجد صعوبة في أن يغلب رونالدو،على أمل أن يفعلها صقور السعودية مرة أخرى.

شارك المقال