الـ “بلاك فرايداي”… العين بصيرة واليد قصيرة

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

يأتي شهر تشرين الثاني دائماً حاملاً معه في أسبوعه الأخير عروض التسوّق الأقوى خلال السّنة. فقد اعتاد العالم إنتظار يوم الجمعة ٢٥ تشرين الثاني من كلّ سنة والذي سمّي بالـ “بلاك فرايداي” أي الجمعة السّوداء، وخلال هذا اليوم تقوم جميع المحال التجارية بأنواعها كافة بحسومات عالية ما يدفع الكثيرين الى التّجمهر أمام أبوابها قبل ساعات من فتحها، ويصل الأمر أحياناً الى التدافع بصورة عنيفة بين الزبائن بغية الحصول على العروض قبل نفادها. هذا اليوم يأتي مباشرةً بعد عيد الشكر في الولايات المتّحدة وتمتد العروض لغاية نهاية الأسبوع.

عربياً، هذا اليوم بات مشهوراً للغاية، ومُتعارفاً عليه بين المتاجر في البلاد العربية وتكون العروض قويّة أيضاً.

أما في لبنان، فلطالما كان هذا النهار منتظراً لدى اللّبنانيين الّذين ومع بداية شهر تشرين الثاني يدخرون مبلغاً من المال لصرفه في آخر الشهر، ولكن مع الانهيار الاقتصادي المتسارع لم يعد هذا الأمر بمستطاعهم.

فعلى الرغم من العروض التّي أعلن عنها الكثير من المتاجر الّا أنّ التّفاعل لم يكن كبيراً، لأنها لم تكن قويةّ لدرجة جذب اللبنانيين، فالأسعار انخفضت بصورة بسيطة، ومع ارتفاع الأسعار الأساسية، ظلت باهظة الثّمن، فالدّفع بالدولار الأميركي، أو بحسب سعر صرف السوق السوداء.

لم يستطع اللبناني هذه المرّة الاستعداد لهذا النهار، فأوّل الشّهر بات الآن عبارة عن ادخار المال لاشتراك الكهرباء، أو الأقساط المدرسية والمستلزمات المعيشية. ولم يعد بمقدوره مع مرتّبه البسيط صرف مبالغ في غير مكانها، حتّى الشاب اللبناني بات يفّضل صرف المال في مكان آخر.

تشير نتالي ص. الى أنّها اعتادت في كل سنة ومع بداية شهر تشرين الثاني وضع نسبة من راتبها جانباً لصرفه وشراء ما تريد في نهار الـ “البلاك فرايداي” فالعروض كانت قوية وكثيرة، أمّا اليوم فهي ليست حقيقية ولم أتمكن من شراء شيء هذه السنة لأنّ الأسعار مرتفعة.

أمّا أحد أصحاب متاجر الألبسة فيقول: “استطعت أن أقدم ٣٠% عروضاً على الملابس، ولا يمكنني أن أقدم أكثر لأنّني الآن لا أربح أصلاً في القطعة بصورة كبيرة، فأنا أحاول أن أبيعها بسعر قريب من السعر الذي أشتريها به، وهو بالدولار الأمركي، أي في الأساس سيكون مرتفعاً”.

شارك المقال