الكوليرا يضرب دار المسنين في طرابلس… و”الصحة” تتصدّى!

إسراء ديب
إسراء ديب

لم يرحم وباء الكوليرا المسنين الذين يعيشون في المركز التابع لجمعية الخدمات الاجتماعية في منطقة أبي سمراء – طرابلس، إذْ لم يتوقّع أحد أن يُحدث هذا الوباء “بؤرة” جديدة في هذا المكان حيث شهد على تدخل صحي طارئ من وزارة الصحة العامّة التي لم تتساهل أو تتهاون مع هذه الأزمة التي لم يُدرك القائمون على معالجتها ومتابعتها مصدرها وأسبابها بعدما أدت إلى نقل 14 مسنّاً إلى مستشفى طرابلس الحكوميّ في القبّة إثر إصابتهم بحالات إسهال وتقيؤ.

إنّ هذا المركز الذي افتتح منذ الخمسينيات كدار للمسنين، تطوّر طبّياً واجتماعياً خلال الأعوام الماضية ليفتتح أقساماً جديدة منها نفسية وأخرى فيزيائية وغيرها من الأقسام التي صدمت بهذه الاصابات التي ظهرت بصورة مفاجئة في المستشفى الذي لم يكن متأكّداً منذ البداية من طبيعة هذه العوارض التي توقّع أن تكون ناتجة عن تسمّم غذائي قبل التأكّد من إصابتها بالكوليرا.

ومع أنّ حال هذه الاصابات ووفق بيان “الصحة” مستقرّة، أجرى “لبنان الكبير” اتصالًا بمديرة المستشفى جنى العكاري للتحدّث بصورة مفصّلة عنها، فأوضحت أن “الموضوع بدأ يوم الجمعة بعد إصابة حالة بالاسهال وأرسلنا الفحوص الطبّية الى أحد المستشفيات والمختبرات المعروفة، ويوم السبت ازداد عدد هذه الحالات، الأمر الذي دفعنا مسرعين إلى التواصل مع خبراء وأطباء متخصّصين بالأمراض الجرثومية وعقدنا اجتماعاً أشاروا فيه إلى أنّ العوارض تلفت إلى الاصابة بوباء الكوليرا وأنّ من الأفضل وضع وزارة الصحة في الصورة”.

وأكدت العكاري أنّ “الصحة” لم تُقصّر أبداً لا سيما وزير الصحة العامّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض الذي “طلب إدخال أيّ مصاب إلى المستشفى حتّى ولو كانت حاله مستقرّة حفاظاً على صحة المرضى، خصوصاً أنّ هذا المستشفى يُعدّ مكاناً متخصّصاً بالرعاية فلا يملك الامكانات الكافية صحياً لعلاج المصابين، ولكن تتمّ فيه إجراءات للحفاظ على صحة المريض قدر الامكان كوضع الأمصال والأدوية…”.

وأشارت الى “تلقيح كلّ من الطاقم الإداري، الموظفين وكبار السنّ وعزل بعض الحالات مع إجراء تقويم للوضع”، مشدّدة على أنّ المياه في المركز تتبع للحصول عليها إجراءات وقائية، “ففي الشهر العاشر من هذا العام، أرسلنا إلى مختبر الجامعة اللبنانية فصحاً للمياه لدينا وأكد لنا أنّها نظيفة، فخزانات المياه مفلترة وتوضع فيها مادّة لتعقيمها، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن مصدر المرض، ولهذا السبب أخذت عيّنات الى المختبر والترصد الوبائي لنعرف مصدر الوباء الذي قد يأتي من الطعام أو الخضار لكنّنا نعقّم الخضروات وقد نتوقّع دخول المرض أحياناً بسبب الديليفري”. ولفتت إلى وجود تعاون إيجابي يُبديه مستشفى الحكومي بكلّ طاقمه.

أضافت: “بعض وسائل الإعلام والأخبار صوّر الوضع في المستشفى بأنه مزرٍ وأنّ الوفيات التي تُسجّل يومياً بطبيعة الحال حدثت بسبب الكوليرا وهذا لا يُعدّ صحيحاً على الإطلاق، اذ تُسجّل لدينا يومياً وفيات لأنّهم من كبار السن وهو أمر طبيعي، لكن لا بسبب الكوليرا والمقرّبون منهم يُدركون هذه الحقيقة”.

في السياق، أشار مصدر طبّي لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “دار العجزة التي يعيش فيها المسنون الذين دخل بعضهم العناية الفائقة خوفاً عليهم وعلى حالهم الطبّية التي بات مستقرّة، تتبّع معايير النظافة، وقد يكون سبب المرض مرتبطاً بالطعام، وأنّ نتائج الفحوص كان من المفترض أن تصدر منذ ساعات لكنّها تأخرت (حتّى اللحظة)”.

شارك المقال