إنفلونزا الخنازير… ارتفاع الاصابات والحماية باللقاح

تالا الحريري

مرض الانفلونزا H1N1 ليس جديداً لكن هذا لا يعني أنّه قد يقل خطورة عن غيره من الفيروسات الأخرى. يكثر إنتشاره في فصل الشتاء وتصاحبه أعراض قد يصنفها البعض كنزلة برد، لكن هذه السنة ارتفعت الاصابات بالـH1N1 بصورة مختلفة حتى أن العوارض بدت أقسى من عوارض الاصابة في السنوات السابقة. بات المصاب بالانفلونزا يرقد أسابيع ويعاني عوارض أشد من فيروس كورونا حتى، ويرجح أن السبب الأساس للاصابة الحادة هو عدم تلقي اللقاح الذي بات من الصعب تناوله نتيجة ارتفاع سعره.

عراجي: أكثر الاصابات من الأطفال

رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي أوضح لـ “لبنان الكبير” أنّ “هناك إصابات كثيرة بالـH1N1 وحالات الدخول إلى المستشفى وأكثرها من الأطفال. إذ أنّ العوارض تشمل حرارة عالية، سعال، التهاب حلق، رشح، ويبدو على المريض الخمول والتعب وهبوط في الجسم، كما قد يصبح هناك جفاف إذا لم يأخذ سوائل كافية”.

وأشار إلى أنّ من أسباب تكاثر الاصابات بالانفلونزا أنّ “الفيروس يتغير كل سنة، كما أنّنا في السنتين الأخيرتين ارتدينا الكمامات لفترة طويلة من الزمن فتعرضنا للكورونا أكثر، أي لم تكن هناك إصابات مرتفعة بالانفلونزا آنذاك. إلى جانب ذلك، هناك الكثير من الناس لم يتلقوا اللقاح وذلك ربما لأنّ سعره أصبح 500 ألف ليرة لبنانية وهذا ما زاد من مشكلة الـH1N1. ومن الممكن أن يكون هناك STRAIN جديد (سلالة جديدة) أقوى من عواراض الذي سبقه خلال وجود كورونا”.

واعتبر عراجي أنّ “انعدام المناعة بسبب كورونا ليس سبباً أساسياً بل هو إحتمال فقط، لكن السبب الأكبر هو عدم تلقي اللقاح حتى أنّ هناك الكثير من الناس لم يتلقوا لقاح الحصبة، فمنظمة الصحة العالمية حذرت الناس منذ أيام من تراجع نسبة تلقي لقاح الحصبة إلى 40% مقارنة بالسنوات الماضية بسبب الحروب وتراجع قدرة الدول على شراء اللقاح وغيره”.

وعن تطوير اللقاحات، قال عراجي: “يتم تطوير اللقاح سنوياً لأنه تحدث هناك تغييرات في الفيروس ويضيفون إليه معايير جديدة”.

وقد حقق علماء إنجازاً في تصميم لقاح ضد جميع أنواع الانفلونزا العشرين المعروفة. وأطلق اللقاح الجديد مستويات عالية من الأجسام المضادة في الاختبارات التي أجريت على القوارض والفئران، والتي يمكن لها أن تقاوم مجموعة كبيرة من الفيروسات.

وقال مدير معهد الصحة العالمية ومسببات الأمراض الناشئة في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك، أدولفو غارسيا – ساستر، أنّ “لقاحات الانفلونزا الحالية لا تحمي من فيروسات الانفلونزا التي قد تتسبب بحدوث جائحة. لكن هذا اللقاح، إذا نجح في علاج البشر، فسيحقق ذلك. الا أن الدراسات على اللقاح الجديد ما زالت في نماذج تجريبية”.

رمضان: اصابات السنة الماضية صنفت بكورونا

وأشار الطبيب الاختصاصي في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة عبد الكريم رمضان الى أن “الاصابات زادت هذه السنة تحت غطاء أنّ السنة الماضية كانت جميع الاصابات تصنف بفيروس كورونا فقط، وثانياً لأنّ موسم الشتاء بدأ والناس باتت لا تتعالج أو تتدفأ نتيجة غلاء الأدوية والمازوت والغاز والكهرباء أو فقدانها خصوصاً في المناطق الجبلية، إلى جانب عودة الطلاب إلى المدارس بعدما كانوا أونلاين وهذا ما زاد من الاحتكاك. أما عن اللقاح فهو موجود لكن سعره غال ويسعر كبقية الأدوية الأخرى، والناس لم تعد قادرة على شرائه وبات حكراً على الأغنياء وميسوري الدخل”.

وحسب رمضان، فان العوارض تشمل “حرارة قد تصل إلى ٤٠ درجة، زكام وانسداد الأنف مع افراز مخاطي، سعال في بدايته يكون جافاً ولكن بعد ٣ – ٤ أيام يتحول إلى بلغم، وجع في الجسم والمفاصل، واحمرار في العينين”.

وعن علاج H1N1 طرح رمضان عدة أدوية منها Panadol ،Vitamin C – أدوية التهاب zitromax وAugmentin في الحالات الصعبة والمختلطة مع جراثيم وبكتيريا أخرى.

إنفلونزا الخنازير إنتشر في دول الخليج الشهر الماضي، وقال المستخدمون على مواقع التواصل إنّ أعراض إنفلونزا قوية تصيبهم، مع ارتفاع مستمر في درجة حرارة الجسم والتي لا تنخفض بسهولة. وأشاروا إلى أن هذه الأعراض “لا تعتبر اعتيادية” لمرض الانفلونزا الموسمية، لكن الخبراء يقولون عكس ذلك ويؤكدون أن الأعراض طبيعية، ولا يوجد ما يستدعي القلق.

ويرى استشاري الباطنية والأمراض السارية عضو الجمعية الأميركية للأمراض المعدية، غانم الحجيلان، أن انتشار فيروس H1N1 أمر طبيعي ومتوقع. وقال طبيب كويتي: “هذا الانتشار يأتي بعد عامين من الاحتياطات التي فرضتها جائحة كورونا مما قلل من فرص انتشار فيروسات الإنفلونزا الموسمية خلال السنتين الماضيتين”.

أضاف: “الانفلونزا تنقسم إلى ثلاث مجموعات بحسب الجينات والصيغة الوراثية: الأولى A وهي الأكثر انتشاراً والأشد أعراضاً ومنها H1N1، والثانية B وهي أقل في نسبة الإصابات بواقع 30%، والثالثة C التي تشكل أخف الأعراض لدرجة أنها قد لا تؤثر على الإنسان”.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا بالحصول على لقاح الانفلونزا السنوي لكل من يبلغ من العمر 6 أشهر فأكثر، إذ يقلل هذا اللقاح من خطر الاصابة بها وشدتها، فكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة معرضون للخطر. وتبلغ إحتمالية الوفاة بالانفلونزا الموسمية 1% مقارنة مع إحتمال الوفاة بفيروس كورونا التي تشكل 3%.

شارك المقال