سخان المياه على الغاز… سلاح ذو حدين

نور فياض
نور فياض

مع غياب الكهرباء وارتفاع تسعيرة مولدات الاشتراك، اضافة الى عدم القدرة على تركيب الطاقة الشمسية، لجأ اللبناني الى البدائل الأكثر وفرة مادياً ومنها سخان المياه الذي يعمل عبر قارورة الغاز.

هذه الموضة المستحدثة كانت معتمدة منذ الستينيات وعادت اليوم بسبب فاتورة الكهرباء المرتفعة لتصبح المنتج الاقتصادي لهذا الشتاء.

تداولت احدى الصحف المحلية خبراً مفاده أن أكثر من ٢٠ حالة اختناق وحالتي وفاة سجلت في مدينة النبطية جرّاء استعمال سخان المياه على الغاز، ولكن بعد تواصل “لبنان الكبير” مع مستشفى النبطية الحكومي، والهيئة العليا للاغاثة أكدتا أن لا صحة اطلاقاً لهذا الخبر، “لا موت ولا اختناق”.

ربما نُشر هذا الخبر غير الصحيح “لتحطيم سوق السخانات،” كما قال أحد روّاد التواصل الاجتماعي، ولكن في المقابل، أكدت احدى ممرضات مستشفى الشيخ راغب حرب أن حالات اختناق عدة شهدها المستشفى في اليومين السابقين، ووضع تقريراً عنها مفاده أن السخان على الغاز هو السبب الأساس لكثرة هذه الحالات في النبطية وجوارها.

على الرغم من التناقض بين المصادر الطبية، الا أن هذا الخبر المتداول نشر الذعر في صفوف أبناء النبطية وحضهم على أخذ الحيطة والحذر.

وأكد أحد تجار هذه السخانات في بلدة أنصار أن “الطلب عليها كبير وخصوصاً مع بداية الشتاء، لأنّ السخان أوفر من الكهرباء، اذ يحتاج إلى قارورة غاز واحدة تقريباً في الشهر، ويسخّن المياه في دقائق قليلة وحسب مصروف المياه يكون مصروف الغاز. اما أسعارها فتبدأ من 150 دولاراً وصولاً إلى 350 دولاراً بحسب نوعيتها والبلد المصنّع، فالصيني أرخص من الألماني”.

وأوضح أن “الظروف الحالية والأوضاع الاقتصادية لم تترك للمواطن خياراً آخر للجوء اليه، فأسعار فاتورة اشتراكات المولّد مرتفعة، وسعر صفيحة المازوت مرتفع جداً والحطب لمن استطاع اليه سبيلاً، والألواح الشمسية للطبقة الميسورة. كما أن أشعة الشمس تنخفض شتاء وبالتالي تنخفض معها فاعلية الطاقة الشمسية، والبديل هو سخان المياه على الغاز”.

وحذر من أن “الخطأ في التركيب يمكن أن يؤدي الى تسرب في الغاز والذي يتسبب في غالبية الأوقات بحالات اختناق، لذا ليس كل سمكري ملمّ بتركيبه، ويجب اختيار المختص والا ستزداد حالات الاختناق”، مشيراً الى أن “من الأفضل عدم وضع السخان داخل الحمام بسبب اتصاله بداخون يخرج منه الغاز السام، اضافة الى وضع قارورة الغاز في مكان مكشوف لمراقبة أي تسرّب منها قد يؤدي إلى كارثة صحيّة أو حتى حريق منزلي.”

العودة الى العصر الحجري أمر اعتدنا عليه، ولكن الانسان سابقاً كان يعيش برخاء وطمأنينة ووسائله كانت موجودة ولا بديل عنها. اما في عصرنا الحالي، عصر التطوّر والتكنولوجيا فغابت عنه كل وسائل الرفاهية، وبات اللبناني يترحم على عصر لم يعشه حيث لا حسرة على توافر أدوات التكنولوجيا التي أصبحت صعبة المنال.

شارك المقال