الأشخاص ذوو الاعاقة الذهنية… “بدنا حقوقنا”

ليال نصر
ليال نصر

التأخر الذهني حالة تشير إلى جوانب قصور ملموسة في الأداء الوظيفي الحالي للفرد، وتوصف الحالة بالأداء العقلي أو الذهني دون المتوسط. وبصورة واضحة هناك تلازم مع جوانب القصور ذات الصلة في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية: التواصل، العناية الذاتية، الحياة المنزلية، المهارات الاجتماعية، التوجه الذاتي، الصحة والسلامة، المهارات الأكاديمية، استخدام المصادر المجتمعية وقت الفراغ ومهارات العمل. وتتضمن الفئات التالية: التأخر الذهني البسيط، المتوسط، الشديد والشديد جداً.

وتقول مديرة “مؤسسة شملان الاجتماعية” هادية جابر مرعي لموقع “لبنان الكبير”: “إن المؤسسة لا تعمل مع الفئات غير القابلة للإفادة، إلا أنها تلحظ بعض الحالات الخاصة من فئة التأخر الشديد جداً ربطاً بأوضاعها الأسرية”.

أهداف “مؤسسة شملان الاجتماعية”:

– تأمين حق ذوي التأخر الذهني بالرعاية التربوية – النفسية – الصحية -الأسرية والاجتماعية.

– تنمية قدراتهم وتشجيعهم على إستعمالها مع التنبه للقدرات الفردية.

– تدريبهم وتأهيلهم مهنياً ضمن مشاغل مجهزة ومتخصصة.

– مساعدتهم على توفير فرص العمل وانصهارهم في المجتمع.

– تحقيق الدمج الاجتماعي لهم.

وتسدي المؤسسة خدمات وبرامج متنوعة منطلقة من إحتياجات المجتمع وخصوصاً للأشخاص ذوي الاعاقة الذهنية والصعوبات التعلمية. كما تمدّهم بالتدريب المهني ومتابعة التشغيل، وتقدم البرامج الأسرية، والتوعية المجتمعية والإرشاد والعون وبعض الأنشطة الثقافية والتنموية لأبناء منطقتها.

تخدم المؤسسة سنوياَ ما يقارب 350 طفلاً وأسرة، ويعمل فيها جهاز عمل متخصص ومتكامل من أبناء المنطقة والجوار من خلال أقسامها التالية:

قسم الرعاية الداخلية – القسم التربوي التأهيلي – قسم الرعاية الأسرية والتنمية المجتمعية – التدخل الأسري والنفس إجتماعي – التدخل المبكر والدعم المدرسي – العون الاجتماعي – مؤسسة شملان المهنية – الرعاية الصحية – قسم العلاجات المساندة – نادي العمر المديد لكبار السن من غير العجزة.

وتسعى إلى تعزيز مفهوم المشاركة الواسعة بين المؤسسة، الأبناء، العاملين، الأسر ومكونات مجتمعها المحلي مما له الأثر في ضمان حقوق مستفيديها وتفعيل أواصر التفاعل مع محيطها أفراداً وهيئات وكل ما يسهم في التنمية المجتمعية .

إنجازات مشرقة

تلفت جابر مرعي إلى المواهب المميزة لمسعفي المؤسسة من ذوي التأخر الذهني على الرغم من كل الصعوبات والتحديات، وهي مواهبهم في الرسم وحصولهم على بعض الجوائز، بطولاتهم الرياضية المحلية والدولية، مواهبهم الفنية المتعددة ومن ضمنها تقديم العديد من المشهديات (المسرحيات)، وقدراتهم في التعبير عن حقوقهم والمشاركة في العديد من اللقاءات والمنتديات مع أقرانهم طلاب المدارس.

وتشير الى أن المؤسسة تعتمد هذا المنهج التربوي التأهيلي المتخصص لمسعفيها من ذوي التأخر الذهني والذي يضم أكثر من 6000 مهارة مرتكزةَ في عملية التأهيل على الخطة التربوية الفردية IEP.

كما أن هذا المنهج المتخصص يراعي القدرات والحاجات دون الفئة العمرية بل إنطلاقاً من قدراتهم ومهاراتهم، ناهيك عما يتعلق بالمرحلة التحضيرية والتهيئة المهنية للمتأخرين ذهنياً قبل تحويلهم الى التأهيل المهني مروراَ بالتحضير لسوق العمل وصولاً الى تخرجهم ومتابعتهم بعد التوظيف وانخراطهم الاجتماعي والمهني، بالاضافة الى البرامج الداعمة للمنهج من التربية الحقوقية والبيئية والجنسية والمواطنة.

وفي موازاة هذه البرامج التربو – تأهيلية توفر المؤسسة لمسعفيها:

– الدمج الإجتماعي.

– برامج وقائية وصحية.

– التأهيل والتدريب المهني.

– برامج التوظيف والمتابعة بعد التوظيف.

– البرامج الثقافية والتنموية.

– البرامج الترويجية.

– البرامج الأسرية والتدخل النفس إجتماعي.

– التوعية المجتمعية والإرشاد والعون.

– إكتشاف المواهب وتنميتها.

وتهدف المؤسسة إلى:

– تثقيف الأشخاص ذوي الاعاقة الذهنية وتوعيتهم على حقوقهم وواجباتهم في المواضيع كافة التي تواجههم.

– تدريب أسرة ذوي التأخر الذهني وتثقيفها حول أهم الأساليب التي يجب إتباعها معهم بالإضافة إلى الاعتراف بحقوقهم.

– تثقيف المجتمع لاحتضانهم وتقبلهم والاعتراف بحقوقهم.

– تحقيق الدمج المعاكس عبر تدريب الحالات المتسربة دراسياً في المؤسسة من خلال مركز شملان المهني.

– رصد القوانين الخاصة بالأشخاص ذوي الاعاقة والمساهمة في وضعها موضع التطبيق.

– تقديم برامج أسرية متنوعة لغير الأشخاص ذوي الاعاقة من أبناء المحيط.

– إقامة أحسن الصلات مع المحيط والمساهمة في تحقيق التنمية الإجتماعية بما يتوافق مع أهدافها وبرامجها.

وتضيف جابر مرعي: “ان قطاع التنمية الفكرية المتخصص بخدمة الأشخاص ذوي الاعاقة الذهنية، أعدّ منهاجاً متخصصاً لضمان حقهم في التعليم والتدريب ينطلق من مبدأ تلبية إحتياجات الطفل المعوق ذهنياً، آخذاً في الاعتبار نواحي النمو والمبادئ التربوية العامة التي تتضمن بعضها مناهج التعليم العام ولكن مع ربطها بخصوصية ذوي التأخر الذهني وما يعانون من قصور وظيفي وقدرات محددة في بعض المجالات متضمناً مجالات النمو كافة من عاطفية، إدراكية وبما فيها المواد الأكاديمية، الاجتماعية، الاستقلالية، التواصلية، والنفس حركية، والمراحل التحضيرية للتأهيل المهني للوصول الى الانتاجية والمساهمة في تطوير المجتمع”.

مقابل كل هذه الانجازات المضيئة والمميزة من ذوي التأخر الذهني والتي تحرص المؤسسة دوماً على تحقيقها والحفاظ على مستوى خدماتها ورقيها، تلفت جابر مرعي إلى أن المؤسسة كما جميع المؤسسات الاجتماعية في البلد، تعاني جداً في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تحيط بالبلد والتي تركت آثاراً كبيرة جداً وخصوصاً في ظل الانهيار الكبير والشامل، ما شكل ضغطاً كبيراً، فأصبح هناك شح في مصادر التمويل وبالتالي فقدت المساعدات من وزارة الشؤون قيمتها الشرائية وفي الوقت نفسه، حصل تراجع في بعض التبرعات التي تعتمد عليها، فهي تستند الى الأيادي البيض وأهل الخير في استمراريتها بالعمل.

وتأمل في أن يتم تطوير وتفعيل وليس فقط تحسين تطبيقات حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة عموماً، ولا سيما ذوي الاعاقة الذهنية الذين لا يتمكنون من الحصول على أدنى الحقوق وأيضاً المؤسسات الاجتماعية المتخصصة التي تقدم لهم هذه الخدمات المتخصصة، فهي تعاني أيضاً لتستطيع أن تستمر لأنها حريصة على تأدية رسالتها الاجتماعية والانسانية، الرسالة السامية تجاه هؤلاء الأشخاص الذين من أدنى حقوقهم أن يؤمن لهم اللازم.

وتتمنى جابر مرعي الوصول الى الأمن الاجتماعي والانساني لأبناء الوطن كافة وخصوصاً الأشخاص ذوي الاعاقة الذين يعانون من الحصول على حقهم أكثر من غيرهم على صعيد اندماجهم وانصهارهم ضمن المجتمع وتحقيق حقوقهم كافة وتوفير كل احتياجاتهم اللازمة وتحقيق أمنياتهم التي يتوخونها، مشددة على ضرورة تطوير مضامين القانون 220/2000 وتفعيل تطبيقاته، لأن القوانين لا تكفي، ووجوب تطويرها وتحديث التشريعات وتفعيل تطبيقاتها.

شارك المقال