ميلاد الجنوب… يلبس حلته القديمة

نور فياض
نور فياض

“ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد زينة وناس صوت جراس عم ترن بعيد” هكذا غنّت فيروز للميلاد ولكنها بالتأكيد لم تتوقع يوماً أن تختفي هذه الزينة أو تتقلّص.

سابقاً كانت للعيد نكهة خاصة، بحيث كان الجميع كباراً وصغاراً يتهافتون على شراء الزينة والهدايا الممتلئة بالبهجة والحب، اما اليوم فهو يحمل الغصة والقهر.

لطالما اعتبره المسيحيون والمسلمون على حد سواء من أجمل أعياد السنة لما يحمل من معانٍ روحية سامية تفيض بالمحبة والسلام والتسامح والعطاء، اضافة الى الفرح الذي تضفيه تحضيرات العيد المميزة من تزيين الشجرة بالكرات الملونة والأضواء ومجسمات بابا نويل التي تملأ واجهات المحال في كل مكان وتكتظ الشوارع والأسواق بالمتسوقين.

هذه الظاهرة أصبحت من الذكريات الجميلة، اذ أن الأزمة الاقتصادية التي عانى ولا يزال يعاني منها اللبنانيون كافة، أفرغت جيوبهم وجيوب البلديات وظلت الزينة خجولة ومستعملة.

في السياق، أكد عضو المجلس البلدي في مدينة صيدا ومسؤول النشاطات مصطفى حجازي لـ “لبنان الكبير” أن “البلديات تعاني أزمات مالية جرّاء الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعصف بلبنان من ارتفاع سعر صرف الدولار الى قانون الشراء الجديد وغيره، لذا ستزيّن الشجرة الموجودة في الملعب البلدي بزينة السنة الماضية بعد اعادة صيانتها”، موضحاً أن “الجمعيات الشبابية أبدت رغبتها في اضافة أجواء الى العيد من خلال نشاطات عرضت علينا ووافقنا عليها ستبدأ بها الأسبوع المقبل.”

وأشار الى “أهمية الجمعيات وتعاونها مع البلدية لخلق البهجة والفرح وترفيه الناس لتعويضها عن الظروف الصعبة التي تمر بها. فلطالما كان لها دور أساس في الأعياد والمناسبات كافة.”

والجدير بالذكر أن بلدية صيدا تقيم مهرجان santa’s park في الملعب البلدي من ١٦ الى ١٨ الشهر الجاري.

اما في مدينة صور، فأصحاب المطاعم سيساهمون في زينة العيد، وفق ما أكد عضو بلديتها وليد طويل، وقال: “في صور شجرتان واحدة في الميناء والثانية على ساحة القسم، وعلى الرغم من الصعوبة المالية في البلدية الا أننا سنزيّن كلتيهما بزينة قديمة وستضاءان قبل عيد الميلاد بيومين”.

واعتبر عضو المجلس البلدي في منطقة الكفور خضر سعد أن “زينة هذه السنة ليست كالسنوات السابقة، اذ أن البلدية ستستعمل الزينة القديمة نظراً الى الظروف الاقتصادية والأزمات المالية التي تعاني منها غالبية البلديات، ومن الممكن أن نقيم نشاطات ترفيهية وسحوبات تومبولا للأطفال ولكن كل هذا رهن بأوضاع البلدية.”

على الرغم من كل الأزمات الا أن لعيد الميلاد نكهة خاصة ولا يمكن أن يمر من دون شجرة وزينة قديمة كانت أم جديدة. فهذا العيد الذي ينتظره اللبنانيون على اختلاف ديانتهم بمحبة وايمان لا بد من إحيائه مهما كانت الظروف. وتبقى أمنيتهم الوحيدة التي يتمنون أن يحققها لهم العجوز ذو اللحية البيضاء أن يأتي الميلاد حاملاً معه السلام والرخاء والطمأنينة والأمل بلبنان أفضل.

شارك المقال