امتحانات اللبنانية بين اللقاحات وضبط الغش

آية المصري
آية المصري

لا تنتهي مشكلات الجامعة اللبنانية. دائماً نسمع صرخات مُحقة أكانت من الأساتذة أو من الطلاب. لا حوار. فقط تشبث بالرأي وقرارات غير عادلة، بحسب ما قاله الطلاب. منذ عامين والدروس والحصص تعطى أونلاين، لكن الامتحانات تكون حضورياً. نعم هناك مخاطرة كبيرة، فكورونا ما زالت موجودة بيننا ونسبة التلقيح لا تزال ضئيلة في لبنان، فكيف فرضت الجامعة اللبنانية على الطلاب الحضور في المجمعات لإجراء بالامتحانات؟ لماذا لم يتلق معظم الأساتذة اللقاح حتى الآن؟ وماذا عن الطلاب، اذ إن جامعة الوطن حصرت عملية التلقيح الاختيارية المجانية وفقاً للتراتبية بين الأساتذة والموظفين والطلاب؟ وما هي الإجراءات الوقائية التي ستتبع خلال فترة الامتحانات هذا العام؟

بو شاهين: تموز شهر اللقاحات

في حديث مع ممثل الجامعة اللبنانية في وزارة الصحة الدكتور نزيه بو شاهين لــ”لبنان الكبير” يفيد بأنه “في الفترة الأولى لم نحصل على أعداد كافية من اللقاحات وكان هناك أولوية للأساتذة فوق 64، ولكليات الطب أي الذي لديه تواصل مباشر مع مرضى كورونا”.

ويشدد على أن ” الجامعة اللبنانية حجزت كمية كبيرة من لقاح فايزر واشترته على حسابها الخاص وفي مطلع شهر تموز من المفترض أن تبدأ عملية التلقيح لأكبر عدد ممكن والجرعة الثانية ستعطى في شهر أيلول استعدادا لبدء العام الدراسي، ما سيمكننا من العودة حضورياً إلى الجامعة. طبعاً هذه العملية اختيارية فلا يمكننا إجبار أحد على اخذ اللقاح نتيجة تخوف البعض منه في ظل الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام”.

طلاب الجامعة لماذا المخاطرة؟

ما هو رأي الطلاب؟ تعليقاً على اجراء الامتحانات حضوريا، تقول الطالبة في كلية الاعلام غنوة فهد: “منذ العام السابق ونحن نعاني من القرارات المتخذة من قبل الجامعة اللبنانية فيما يتعلق بموضوع كورونا فأعداد الإصابات كانت مرتفعة وكنا نقوم بالامتحانات حضورياً ولم تتخذ التدابير الوقائية اللازمة. المختلف هذا العام هو أن عدد الإصابات أقل ولكن هذا لا يزيل خوفنا من الإصابة نتيجة عدوى غير منتظرة، وإمكانية التقاط الفيروس ونقلها لذوينا موجودة ومن هنا لا يحق للجامعة فرض الحضور علينا خلال فترة الامتحانات وهي لم تؤمن لنا اللقاحات بعد”.

وتسأل: “الجامعة فرضت علينا التعليم عن بعد فلماذا الامتحانات حضورياً؟، معتبرة أن “الجامعة تحمل الطلاب مسؤولية ما سيحدث وتفرض عليهم التشدد بالإجراءات الوقائية لأنها عاجزة تماماً عن تأمين أدنى حقوقنا، ناهيك عن التأثير والضغط النفسي الذي نتعرض له كل يوم”.

أما الطالبة في كلية الزراعة عبادة الجبلي فتقول: “خضنا منذ أسبوعين تقريباً تجربة الامتحانات حضورياً في مجمع الحدث لأنه يمتاز بالصالات الكبيرة. في الصالة كنا ما يقارب الخمسين شخصاً وكانت الامتحانات تجري كل يومين، فمثلا السنة الأولى مع السنة الثالثة مع الماستر أي مقسمين وليس الطلاب مجموعين ككل. نعم حافظوا على المسافة الآمنة، لكن في المقابل لا إجراءات وقائية 100% وكل شيء يعتمد على مسؤولية الفرد من الكمامات إلى المطهر. وفي الوقت نفسه جميع طلاب صفي مسجلون عبر المنصة لتلقي اللقاح، لكن مكانك راوح فلم يأت حتى الآن اسم شخص واحد. تجربة ليست ناجحة حتى إن الطالب البقاعي يتكبد الكثير من الأموال ليصل إلى المجمع، فالنقل العام لم يُعد مقبولاً كنت أفضل القيام بالامتحانات عن بعد لان الحصص تُعطى عن بعد، فلماذا نخاطر بصحتنا وبحصة عائلتنا واللقاح لم نحصل عليه بعد”.

جمّال: لا إمكانية لمراقبة الطلاب

يوضح الأستاذ في الجامعة اللبنانية ناجي جمّال أن “عدد طلاب الجامعة ما يقارب 80 ألف ولم نحصل على 80 ألف جرعة لقاح، فالدفعة الأولى كانت 25 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا. وتم إنشاء منصة خاصة تابعة للجامعة اللبنانية ليتم التسجيل عبرها، وهناك أعداد من الأساتذة والموظفين تلقوا اللقاح وفي الوقت عينه، هناك جزء لا يريد أخذ اللقاح خوفاً من الأخبار المتداولة حول الاسترازينيكا وطبعاً الجامعة هي من اشترت اللقاح على حسابها الخاص وعملية التلقيح بدأت تدريجاً من الأكبر سناً إلى الأصغر”.

وبلفت جمّال إلى أن “الجامعة اللبنانية بحاجة إلى 170 ألف لقاح لتغطية جميع الموظفين والأساتذة والطلاب، حاولنا شراء الفايزر مباشرة لكن شركة فايزر لا تبيع مؤسسات عامة أو خاصة وكل هذا يتم عبر وزارة الصحة وحصة اللبنانية تؤخذ أيضاً من الوزارة مباشرة”.

أما في ما يتعلق بالاجراءات المتبعة خلال فترة الامتحانات الحضورية، فيشير إلى أن “الصالة التي يمكنها احتواء 20 طالباً سنضع فيها 5 طلاب والتي يمكنها احتواء 300 طالب سنضع بداخلها 50، وبهذا نكون قد حافظنا على المسافة الآمنة بين الطلاب 10 أمتار تقريباً ومن لا يمكن الدخول إلى الصالات من غير الكمامات والطالب سيضع ورقة الإجابات داخل الملف وسيترك هذا الأخير لليوم التالي ويسلم إلى أستاذ المادة، فليس أمامنا حل آخر”.

ويؤكد: “إمكانية أن تكون الامتحانات أونلاين لا تضمن أن تكون النتائج صحيحة أي من دون أي عملية غش ليس متواجدة لدينا، فنحن لا نملك التجهيزات الكافية ولا نملك المال الكافي، فلا موازنة كاملة ولا تجهيزات تمكننا من مراقبة الطلاب حيث هم “.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً