صيدا تنهض من “كورونا” فتعلق بشباك الغلاء

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

مع بداية الصيف وتراجع حالات كورونا، بدأت صيدا تعيش حياة شبه طبيعية، وإن كانت مخاوف هذا الوباء لم تغب كلياً. كما أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية تركت آثارها على حياة العائلات الصيداوية، التي تحاول إدارة أمورها بانتظار بارقة فرج، سواء بتشكيل الحكومة أو تراجع سعر صرف الدولار أو تحصيل الودائع وعدم خسارة جنى العمر في دهاليز السياسات الاقتصادية والمالية وعض الأصابع الدائر في صراع لا يستفيد منه اللبنانيون وإنما القابعون وراء حدوده.

تحاول بلدية صيدا أن تقوم بواجبها تجاه أهل المدينة التي تشهد حيوية ظاهرة في أسواقها القديمة ومؤسساتها، رغم الخسائر التي تصيب بعضها والتي تعمل بالحد الأدنى الممكن للبقاء على قيد الحياة والعمل في الظروف الصعبة.

سجلت لجنة كورونا في صيدا ومنطقتها في تقاريرها الأخيرة انخفاض أعداد الإصابات إلى ما دون الـ250، وزيادة أعداد من تلقوا اللقاح وارتفاع عدد المسجلين للتطعيم، وهي تعمل على تنظيم عمليات التلقيح لتشمل كل القطاعات، إلا انها أشارت إلى تفلت من إجراءات الوقاية لا سيما في المدينة القديمة، مشددة على أهمية التزام التدابير الوقائية من ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي والحد من التجمعات تلافياً لتفشٍّ جديد للفيروس.

السعودي: الأمن الصحي يشمل المخيم

في حديث إلى “لبنان الكبير” يقول رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي حول تأمين الحماية الصحية أن البلدية “كثفت حملات التلقيح في المدينة، وسعت للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، هذا إلى جانب المناشدة الدائمة لاستمرار اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وخاصة في الأماكن التي تشهد كثافة في الحضور. كما قمنا باجراء حملات إعلانية تحفز المواطنين على أهمية أخذ اللقاح وضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية اللازمة”.

ولا يمكن لنا الحديث عن صيدا وأمنها الصحي دون الحديث عن مخيم عين الحلوة، فهو يعتبر جزءاً لا يتجزأ من مدينة صيدا، ولذلك يقول السعودي: “قامت البلدية بالتنسيق مع الأخوة الفلسطينيين من منظمات وشخصيات فاعلة داخل المخيم باتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات الوقائية لمواجهة فيروس كورنا والحد من انتشاره من خلال القيام بحملات تعقيمية دورية  وتوزيع  مواد التنظيفات والتعقيم”.

السياحة والمسبح الشعبي

صيدا مدينة سياحية، إلا أن نهوض القطاع السياحي يتطلب الكثير من الجهد هذه الأيام، ويفيد السعودي في هذا المجال، أنه من المعروف ان “البلدية تقوم بدعم جميع النشاطات السياحية في المدينة، وهي تنسق لهذه الغاية بشكل دائم مع أصحاب المطاعم والمقاهي لتقديم أفضل الخدمات السياحة لروادها من داخل المدينة وخارجها، بالإضافة إلى قيامها بفتح المسبح الشعبي أمام هواة السباحة مع تشديد الرقابة لضمان سلامة الرواد، وتكثيف دوريات شرطة بلدية صيدا على الكورنيش البحري للمدينة بهدف ضبط الأمن ومنع أي تجاوزات كونه يكاد يكون المنفس الوحيد لشريحة كبيرة لسكان المدينة وقرى الجوار. كما تقوم بفتح الحدائق العامة أمام أهالي المدينة والسياح الوافدين إليها. وتفعّل الانتقال إلى جزيرة شاطئ صيدا، تحت إشراف جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا”.

ويوضح أن بلدية صيدا اليوم في المرحلة التحضيرية لافتتاح المسبح الشعبي في المدينة، “وكما كنا دائماً نحن حريصون كل الحرص على سلامة رواد المسبح ويتم اليوم الاستعانة بعدد من المنقذين، حتى يتواجدوا بشكل دائم خلال ساعات استقبال الوافدين للمراقبة حفاظاً على سلامتهم”.

مساعدات للعائلات الفقيرة

لا شك أن الأزمة المعيشية طاولت العديد من العائلات الفقيرة في صيدا، إلا أن البلدية حاولت تخفيف العبء، ويفيد السعودي في هذا الإطار، أن البلدية “خصصت مساهمات مالية لتقديم مساعدات غذائية بمبلغ يفوق الـ 3 مليارات ليرة لبنانية للسكان المقيمين في المدينة، كما قامت مع بعض الجمعيات الأهلية بتقديم المساعدات لعوائل محتاجة”، مشيراً الى قيامها أيضاً “بدور مهم في وضع خطة اقتصادية شاملة للمدينة، بالشراكة مع نواب المدينة وبالتنسيق مع ممثلي القطاعات الاقتصادية، ومع الجمعيات الأهلية التي تلعب دوراً اجتماعياً بارزاً في المدينة”.

أزمة الأسواق وتأجيل المشاريع

على الرغم من أن معظم المحلات التجارية عاودت فتح أبوابها، إلا أن الحركة خفيفة، “لا بل شبه مشلولة” على حد تعبير السعودي الذي يعيد السبب إلى “الارتفاع الجنوني لسعر الدولار وتدني القدرة الشرائية لمعظم المدينة الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية”.

وقد أدت أزمتا الكورونا وارتفاع الدولار الى تأجيل مشاريع حيوية كانت على جدول أعمال البلدية، ويفسر السعودي أن “الكثير منها توقف نتيجة الأزمة الاقتصادية التي ألمت بالبلاد مؤخراً، وبسبب تدني العملة الوطنية مقارنة بالدولار الأميركي الأمر الذي أدى الى عدم قدرة البلديات على القيام بأي إجراء تلزيم أو شراء، واقتصار الأمر على الخدمات اليومية الضرورية والملحة، وهذا ما يسري على كافة البلديات بانتظار انتظام الأمور واستقرار سعر الصرف”.

أما عن مشروع  السوق الجديد لبيع الأسماك في المدينة، فيفيد بانه مشروع مقترح من وزارة الأشغال العامة وبلدية صيدا بتمويل من برنامج الأمم المتحددة UNDP وقد أقر إقامته في مكانه الحالي في مرفأ الصيادين، بعد اقتراحات عدة بأماكن أخرى لم تكن ملائمة، اذ تم الأخذ بالاعتبار ملاحظات واحتياجات الصيادين”.

وعن العودة إلى المدارس فيقول: “هذا أمر عائد الى وزاة التربية والتعليم، وما يراه وزير التربية مناسباً لتنفيذ آلية العودة الآمنة أمر يقرره هو مع ادارات المدارس التي تلتزم بالتوجيهات”.

صيدا مدينة آمنة

وعما إذا كان يمكن اعتبار صيدا مدينة آمنة مع تصاعد عمليات السرقة والنشل والتحذيرات بشأن تفلت أمني مرتقب نتيجة الأوضاع، يوضح السعودي أن البلدية تشدد إجراءاتها “عن طريق جهاز شرطة البلدية بتكثيف الدوريات ضمن نطاقها الجعرافي والتنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية بالقدر المستطاع، حيث يمكننا القول إن مدينة صيدا ما زالت أكثر أمناً من المناطق الأخرى”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً