دار نقاهة للفنانين… هل تعيد النور لعيني جورجيت صايغ؟

نور فياض
نور فياض

بينما ينشغل ساسة الوطن بالمونديال، ينشغل بال المرضى بكيفية تأمين كلفة علاجهم، والبعض الآخر يقرر عدم إكمال النصاب للجلسات الوزارية المخصصة للحالات الصحية الطارئة مختلقاً أعذاراً عدة.

فلماذا ستكون أولويتهم تأمين حاجات من أوصلهم الى السلطة؟ الجواب هنا مستتر كضميرهم. لا يقتصر السؤال على السياسيين وحسب، بل حتى على النقابات ومنظمي حفلات الجوائز الذين يكرمون الفنان حين يموت، اما في حياته فيقولون انه قدير من دون تقدير له مادياً أو حتى معنوياً وفق ما يتردد دائماً على ألسنة الشعب، فهل هذه المعادلة صحيحة؟

من منا لا يتذكر ما حصل مع العديد من النجوم الكبار الذين تربّينا على فنهم الراقي وأدائهم الرائع وكنا نتغنّى بهم وبكل ما يحققونه في مجالهم؟ البعض منهم قبل التمثيل في أدوار صغيرة جداً لا تناسب حجمه وقيمته كي لا ينام من دون طعام، وآخرون ظهروا على الشاشات متحسرين على وضعهم وزمنهم.

في الفترة الأخيرة، انطفأت عين جورجيت الصايغ، الفنانة القديرة التي أصبحت من دون سند. وقالت يوم كرّمت في أحد المهرجانات :”تكريمي الحقيقي هو عندما تلتفت إلينا الدولة كفنانين لا ضمان شيخوخة عندنا، ومن دون اهتمام معنوي ومادي واجتماعي.”

وصل هذا اليوم، وبات همّ جورجيت تأمين كلفة علاجها فقط.

يوضح وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى لـ”لبنان الكبير” أن “وضع الفنان في لبنان اليوم، كوضع المواطنين كافة، وحتى الوزير والصحافي… فكل شخص مقيم في لبنان يمر بظروف صعبة وسيئة.” ويؤكد أن “احدى الانعكاسات السلبية لهذه الأزمة، أن شخصاً مثل جورجيت صايغ تعاني من مشكلات جراء الوضع الاقتصادي، فهي تنتمي الى نقابة تسعى جاهدة مع وزارة الثقافة الى إنشاء دار نقاهة للفنان الذي لا عائلة له، الكبير في السن، والذي لا مدخول له غير التمثيل.”

ويشير مرتضى الى أن “هذه الدار بدأنا بها منذ ٦ أشهر، بمواكبة الممثل الراحل شوقي متى والنقيب نعمة بدوي وغيرهما، اذ نلمس تضافر الجهود بين النقابة المعنية والوزارة وهذا المشروع بحاجة الى وقت لينجز”، لافتاً الى أن “الخزينة العامة في هذه المرحلة، ليست في وضع جيّد، ولا حتى ميزانية وزارة الثقافة، ما ينتج عن ذلك عدم أخذها أي مبادرة، انما ننتظر الحل الجذري وان شاء الله قريباً… الله يوفقنا.”

اما نقيب الممثلين نعمة بدوي، فيصف جورجيت بـ “صاحبة الصوت الجميل، الدلوعة، التي اكتشفها الرحباني، جورجيت العينين السود”، معتبراً أن “كل انسان يمر في ظروف صعبة، وليس الفنان فقط، كما أن النقابة التي تُرجم دائماً لا تقصّر. فعلى الرغم من الأزمات التي تضرب البلد مثل كل المؤسسات وحتى النقابات، الا أننا نسعى للوصول الى جورجيت ومساعدتها، لكنها لا تجيب على هاتفها، ولا نزال نحاول الوصول اليها أو حتى الى المستشفى الذي ستجرى فيه عمليتها.”

ويشدد بدوي على أن “وضع جورجيت الصحي ضمن السيطرة والكثيرون يسارعون الى مساعدتها”، آملاً أن “لا تأخذ الصحافة سكوب وترجم النقابة دائماً، بل عليها أن تذهب الى المسؤول لمعرفة ما اذا كان مقصّراً أم لا.”

ويؤكّد الاعلامي اندريه داغر لـ “لبنان الكبير” أن “جورجيت في حالة مزرية صحياً ومادياً، عينها الأولى انطفأت بصورة شبه كلية، والثانية تعاني من المياه الزرقاء، اما مادياً، فلا مدخول لها ولا حتى يمكنها العمل لجني المال.”

ويوضح داغر أنه بعدما تحدّث في برنامجه الاذاعي عن حالة جورجيت، تهافت العديد من الاعلاميين والأطباء على مساعدتها ومنهم الدكتور هراتش، ريكاردو كرم وغيرهم “وهي بانتظار الفحوص الطبية لمعرفة كيفية علاج عينيها”.

“أهم شي عندي محبة الناس” هكذا تقول القديرة جورجيت صايغ التي لم يخذلها الناس وسارعوا الى إظهار محبتهم لها من خلال تقديم المساعدة، آملين أن يعود النور الى عيني من غنّت للعينين السود.

شارك المقال