إقبال على العلاجات الطبيعية للبشرة… والتكلفة صادمة!

راما الجراح

لم تمنع الأزمة الاقتصادية المرأة اللبنانية من الاهتمام بنضارة بشرتها ومظهرها الخارجي. فالأجواء السلبية التي نعيشها تؤثر على بشرتنا وصحتنا النفسية وكل هذا ينعكس على وجوهنا، لذا، استمرت اللبنانيات في إبقاء الاهتمام بعناية بشرتهن في سُلّم الأولويات، وهناك إقبال كبير على شراء المستلزمات والمستحضرات الأساسية للعناية وخصوصاً في فترة الأعياد بسبب الحسومات والعروض التي لا تُفوّت، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال منصات التجميل على مواقع التواصل الإجتماعي.

في هذا الصدد، لدى سؤال “لبنان الكبير” عدداً كبيراً من الشابات عن أهمية اهتمامهن ببشرتهن، أجبن بأن ذلك يأتي قبل طعامهن وشرابهن، وعلى الرغم من أن الأسعار “نار” وكلفة دخول مراكز التجميل تحتاج الى أكثر من نصف الراتب، ولكن تبقى للبشرة الحصة الأكبر لأن هذه الطريقة الوحيدة برأيهن التي يمكن أن تخفف من شدة الأزمات المحيطة بهن.

تقول زينب. ف (٢٦ عاماً): “أتقاضى راتباً قدره ١٠٠ دولار من مكتب المحاسبة الذي أعمل فيه، وكل شهر أُخصص ٣٠ دولاراً تكلفة الجلسة التي أقوم بها لوجهي في أحد مراكز التجميل، وتتضمن تنظيف بشرة كاملاً على البخار للتخلص من اللحم الميت والبثور والرؤوس السوداء، ثم كاربون ليزر لتوحيد لون البشرة، وبعدها ماسكات لتحت العين وللوجه كاملاً ليستعيد نضارته، وبهذه الطريقة أُقنع نفسي بأن هناك شيئاً جميلاً يحصل معي أقله مرة كل شهر”.

وتؤكد خبيرة التجميل أميرة أحمد صالح، من البقاع الغربي عبر موقع “لبنان الكبير” أنها تقوم بمعالجة البشرة من الكلف والنمش واللحم الميت والزؤان بطُرق طبيعية خالية من أي مواد كيماوية وبكلفة أقل بكثير من مراكز التجميل التي وبرأيها نتيجتها لا يمكن أن تكون مثل نتيجة العلاج الطبيعي للبشرة، مشيرة الى أن “هناك شريحة كبيرة من الناس تُفضل العلاج بالمستحضرات الطبيعة وتبتعد عن الكيماوية المضرة للبشرة أساساً وتعتبر أسعارها غالية كثيراً”.

وتوضح أن “السيدة أو الشابة عليها أن تغسل وجهها بصابون طبيعي وتضع تونر وكريماً نهارياً وليلياً حتى تحافظ على نضارة بشرتها، ولتبسيط الأمور وبتكاليف أقل يمكن تصنيع المواد في المنزل، على سبيل المثال، كريم الحماية من الشمس، يمكن أن نستبدله بزيت السُمسُم الذي يعتبر واقياً شمسياً ويمنع التجاعيد، وكريم الليل هناك خياران، فيُمكن أن يكون جامداً من خلال وضع النشاء ولُبان الذكر، أو سائلاً من خلال خمس حبات من اليانسون، مع نقطتين من زيت اللوز الحلو، وهذا مفيد لكل أنواع البشرة”.

بالنسبة الى عملها والتكاليف في هذه الظروف، تقول صالح إن لديها مركز عناية صغيراً في بلدتها المرج البقاعية، وفي بعض الأحيان تُلبي طلبات زبائنها بالذهاب إلى منازلهم والقيام بجلسات تنظيم بشرة، لافتة الى أن “هناك إقبالاً كبيراً على العناية بالبشرة، ولدي زبائن قاموا بجلسات عدة في مراكز تجميل ولدى أطباء مشهورين وعادوا إلي لعلاجهم من الكلف والزؤان خصوصاً، لأنني أعالج بالطريقة الطبيعية، والنتيجة رائعة ولا تُصدق مقارنة بالمستحضرات البسيطة التي يمكن أن نصنعها من مواد موجودة في منازلنا جميعاً، والجلسة عندي تكلفتها ٢٠٠ ألف ليرة فقط، وأُلزم الزبائن بشراء مستحضرات طبيعية مما لدي ملائمة لبشرتهم للاستمرار في العلاج الطبيعي بالصورة الصحيحة وتكلفتها لا تتعدى الـ ٥٠٠ ألف ليرة، بما معناه أن الجلسة مع كريمات العلاج تكلف ٧٠٠ ألف ليرة أي ١٦ دولاراً تقريباً”.

مهما اشتدت الأزمة يبقى إهتمام المرأة ببشرتها أولاً، ويمكن أن تكون العلاجات الطبيعية المعروفة بمكوناتها بديلاً جيداً من الوسائل العلاجية الأخرى باهظة الثمن، ففي النهاية جمال البشرة نعمة ولها حق علينا في الاعتناء بها والحفاظ عليها.

شارك المقال