“العجقة” تسابق العيد… “فريش لوك فريش دولار”

جنى غلاييني

على الرغم من الأحوال المعيشية الصعبة التي تمر بها غالبية اللبنانيين وارتفاع الأسعار الجنوني في القطاعات كافة، بما فيها صالونات الحلاقة ومراكز التجميل والتي يتقاضى معظمها الفريش دولار من زبائنه، فإنّ النساء خصوصاً لم يتوقفن عن الذهاب اليها كما في السابق لأنّهنّ اعتدن على الظهور في أبهى حلة تحديداً في الأعياد، اذ يعتبرن أنّ التغيير أو تحسين المظهر الخارجي سينعكس إيجاباً عليهن في السنة الجديدة.

“فريش لوك… فريش دولار”، هكذا كان جواب أحد أصحاب صالونات التجميل في منطقة فرن الشباك، لدى سؤاله عما اذا كان زبائن صالونه يدفعون بالفريش دولار أو بالليرة اللبنانية على سعر الصرف لأنّ أسعاره كلّها بالدولار. ويشرح لـ”لبنان الكبير”: “صالوني لا يهدأ من كثرة الزبائن، فزبونة تخرج وأخرى تدخل، لدرجة أنّنا لا نستطيع تلبية طلبات الجميع لكثرة الضغط الذي نمر به. وأكثر ما يطلبنه حالياً هو صبغ الشعر أو قصّه أو حجز موعد لليلة الميلاد وليلة رأس السنة لتركيب خصلات شعر وتصفيفه بأحدث اللوكات، اضافة الى أن قائمة مواعيد الميك آب مفولة”.

وعن أسعاره التي يعتمدها حالياً في ظل ارتفاع الدولار المستمر، يقول: “الدولار يجن جنونه، ولكن لا يمكن أن نرفع أسعارنا أكثر من قدرة الناس، لذا نحن أيضاً نراعي أوضاع اللبنانيين، على الرغم من أنني لا أجني الكثير من الربح، وذلك بسبب الدفع لرواتب الموظفين وشراء المازوت للموتور، والمياه للصالون يومياً، إضافة الى شراء معدات الصالون التي تُدفع بالفريش دولار… لذا أرى من الأفضل أن يدفع لي الزبون بالفريش. فمثلاً تسعيرة قص الشعر تبدأ بـ 20 دولاراً وتختلف مع اختلاف طول الشعر، والصبغة 25 دولاراً، والكيراتين 200 دولار، وطلاء الأظافر 3 دولارات”.

وعلى الرّغم من تفاوت الأسعار التي تعتمدها صالونات التجميل بحسب المنطقة المتواجدة فيها والبضائع التي تستخدمها، إلّا أنّ جولة لـ “لبنان الكبير” على عدد من الصالونات، رصدت “عجقة” داخلها بما فيها أيضاً صالونات الحلاقة الرجالية، فالكل يستعد لاستقبال العام الجديد بـnew look. ما تفعله أماني س. قبيل الأعياد وهي المهووسة بتجميل نفسها، يرد لها الروح وتقول: “حجزت 6 مواعيد كلّها للاهتمام بمظهري الخارجي، وأعتبر هذا الأمر فشة خلق آخر سنة 2022 لأكون مستعدّة نفسياً وظاهرياً باستقبال العام 2023 (على نضافة) كما يقولون، لذا قرّرت أن أقص شعري وأصبغه باللون الأحمر، وأن أركّب أظافر صناعية، وقمت بحجز جلسة لتنظيف بشرة، وموعد lifting لرموشي، وآخر للسولاريوم لمدة 15 دقيقة، وأخيراً موعد الميك آب”، كل هذه المواعيد التي حجزتها أماني وهي تعاني كسائر اللبنانيين من أوضاع معيشية صعبة. وتوضح “على الرغم من أنني أتقاضى راتبي بالدولار وباللبناني معاً إلّا أنني أجد صعوبة في تأمين متطلباتي كافة، ولولا ارسال أختي المغتربة لي بعض المال لما كنت اتخذت خطوة الالتفات الى نفسي والاهتمام بأمور التجميل التي كنت أصرف كل أموالي سابقاً عليها، فالأزمة فعلاً غيّرت الكثير فينا وفي طريقة عيشنا واهتماماتنا”.

ليست أماني وحدها من تهتم بنفسها كثيراً، إنّما حبيب م. الذي كان لا يفارق مراكز التجميل، ويصف نفسه بأنّه مدمن اهتمام بمظهره الخارجي، ويقول: “أعمل مدير قسم في محل ملابس مشهور، وكنت في الماضي أمر صباح كل يوم الى صالون الحلاقة لأصفف شعري وأهتم بمظهر وجهي، لكن اليوم لم أعد أستطيع فعل ذلك إلّا مرّة في الأسبوع، ولكن في كل مناسبة أو عيد بالتأكيد أزور عدداً من مراكز التجميل لأهيئ نفسي، ولو كلّفني الأمر راتبي كلّه، ولمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة حجزت موعداً في صالون الحلاقة وأحد مراكز التجميل لتنظيف بشرتي وأظافري والقيام بجلسة تدليك”.

شارك المقال