إنها “نوة الميلاد” التي تحمل بشائر الخير

زياد سامي عيتاني

تزامنا مع دخول فصل الشتاء، والإنخفاض الملحوظ فى درجات الحرارة، يشهد لبنان وسائر بلدان ساحل المتوسط العديد من “النوات” الشتوية.

تعتبر “النوة” ظاهرة من الظواهر المناخية، فهي عبارة عن رياح شديدة تصاحبها أمطار غزيرة تصل إلى حد السيول مع إرتفاع شديد في الأمواج، ويتم إيقاف أعمال الملاحة والصيد في سواحل المتوسط خلال أيام “النوة”، نظراً لزيادة نشاط الرياح وإرتفاع الأمواج.

“النَوّة” (الجمع: نَوّات) هي ظاهرة طبيعية مُرتبطةٌ بتغيرات الطقس وفصول السنة.

ويشهد لبنان على مدار العام نحو 18 نوة، بينها 11 نوة تعد الأكثر قوة وضراوة تأتي خلال فصل الشتاء، حيث تأتي بأمطار غزيرة ورياح عاتية بعضها يتسبب فى غرق الشوارع.

وفي مثل هذا الوقت سنوياً نكون على موعد مع “نوّة الميلاد”، حيث تهب “نوة” الميلاد في آخر أسبوع من شهر كانون الأول، تحديداً ليلة عيد الميلاد المجيد، وتهب خلالها رياح شمالية غربية مصاحبة لأمطار شديدة، وتترافق مع إنخفاض فى درجات الحرارة.

تم تسمية نوة عيد الميلاد بهذا الاسم، نسبة إلى عيد الميلاد المجيد، لأنها تأتي بالتزامن مع احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد.

وعادة ما تكون هذه “النوة” فأل حسن عند أبناء الطوائف المسيحية الكاثوليكية، الذين يتفاءلون بهطول الأمطار ليلة العيد، لأنها حسب معتقداتهم تحمل بشائر الخير الآتي من الأيام.

ويشهد شهر كانون الأول وشهر كانون الثاني عادة وقوع أربع “نوات”، حسب المواقيت التقريبية الآتية:

١ – “نوة الميلاد” (بين ٢٥ و٣٠ كانون الأول).

٢ – “نوة الغطاس” أو “المقدس” (بين ٢ و٦ كانون الثاني، وتستمر أربعة أيام ورياحها غربية قويّة ممطرة).

٣ – “نوة الفيضة الكبيرة” (موعدها ١٢ كانون الثاني وتستمر ستة أيام ورياحها جنوبية غربية ممطرة).

٤ – “نوة الكرم” (موعدها ٣٠ كانون الثاني وتستمر سبعة أيام ورياحها غربية ممطرة بغزارة).

شارك المقال