ابن عكار يُنشد فرحاً في الشارقة… وبغصّة في لبنان! 

إسراء ديب
إسراء ديب

لم يُخفِ أبناء برقايل العكارية فرحتهم بفوز ابن بلدتهم عبد الله العمري بالمركز الثاني في مسابقة إنشادية تنافست من أجلها 12 دولة عربية منها لبنان الذي مثله العمري بعد مشاركته في برنامج “منشد الشارقة” الذي نظمته “قناة الشارقة” التابعة لهيئة الشارقة للاذاعة والتلفزيون، فكان فوزه حلماً تحقّق بعد أعوام من الجهود المتتالية والمحاولات المتكرّرة. 

وكانت بلدة برقايل استقبلت العمري بعد عودته إلى لبنان بأجواء مفرحة حمل فيها على الأكتاف، وعلى وقع قرع الطبول والزغاريد مع المفرقعات النارية، رحب أهالي ضيعته بحضوره، في محطات رئيسة أوّلها كان في بلدة برج العرب وثانيها في مسقط رأسه برقايل.

في الواقع، لم يستسلم عبد الله (30 عاماً) يوماً للظروف أو للحظات فشل أو تراجع مرّت عليه، بل كان يُحاول مراراً الوصول إلى مركز يستحقّه. فهو يهوى الإنشاد، وبدأ بتطوير موهبته التي اكتشفتها شقيقته الكبرى منذ أن كان بعمر السبع سنوات، فانخرط في دورات صيفية وشرعية إضافة إلى انتمائه إلى كشافة البرقايل سعياً إلى تطويرها. ويقول العمري لـ “لبنان الكبير”: “بدأنا مع فرقة إنشاد تأسست منذ أكثر من 30 عاماً في برقايل، واستمريت في العمل معها 22 عاماً، كنّا نتوجه لاقامة حفلات إنشادية، موالد، مجالس قرآنية، لنصل إلى العام 2011 حين حصلت مسابقة على مستوى لبنان وسمّيت حينها بفرسان الشعر والانشادية التي كانت أقامتها جمعية الاتحاد الاسلامية في طرابلس، وأخذت المركز الأوّل على مستوى لبنان، إضافة إلى جوائز أخرى”. 

لم تكن هي المرّة الأولى التي يتقدّم فيها العمري للمشاركة في هذه المسابقة، إذْ شارك في العام 2017 في المسابقة عينها، ولكن لم يُحالفه الحظ نظراً الى تعرّضه لوعكة صحية أثرت على جهازه التنفسي. أمّا عائلته والمقرّبون منه فقد شجعوه على المشاركة من جديد لكنّها “نقشت” معه في العام 2022 أيّ منذ شهرين بعد إعادة المحاولة مجدداً، عبر إرساله مقطعاً مصوّراً مع السيرة الذاتية الخاصّة به عبر الانترنت الى البرنامج، ليُخبره المعنيون فيما بعد بأنّه مؤهل لهذه المسابقة. 

وتوجه العمري في 27 تشرين الثاني 2022 إلى الشارقة، و”بقينا 30 يوماً في فندق واحد مع المتدرّبين وكانت أيّاماً جميلة مع أنّها كانت رحلة شاقة وصعبة، لكنّنا وصلنا في نهاية المطاف إلى نتيجة مرضية بعد جهد وإرهاق، ولا أبالغ في القول إنّ الوقوف على هذا المسرح للإنشاد أمام الملايين من لبنانيين وعرب، لم يكن أمراً سهلاً لكنّه كان سبباً يُشعرني بالفخر والفوز في الوقت عينه حتّى لو لم أكن من الرابحين”. 

وفي ثلاث حلقات، تمّت تصفية 12 منشداً، وفي الحلقة الأخيرة استقرّت المنافسة بين 6 متسابقين، ويصف العمري بأنّ المرحلة الأصعب كانت في أمرين رئيسين: “أوّلًا التصويت الذي كان صعباً للغاية لكنّه كان جيّداً على المستوى الاسلامي والعربي، والأمر الثاني يكمن في المنافسة التي كانت شرسة بين موهوبين وأقوياء من بلاد مختلفة، وهم تعبوا كثيراً أيضاً في التدريبات والتقديم وهذا أمر نفخر به أساساً لكنّني لم أتوقّع فوزي أبداً بين المتسابقين. أمّا على الصعيد اللبناني فقد أكرمنا الله بهذه الجائزة لأكثر من مرّة، إذ أذكّر بيوسف الديك من طرابلس (ثاني مركز)، كما خالد منجّد مدير جمعية (راحمون) الذي فاز بالمركز الثالث عام 2011”. 

ويُبدي العمري غصّة كبيرة من تجاهل الجهات الرسمية، معتبراً أنّ هذا الإنجاز لا يُمثل عكار أو الشمال فحسب، بل هو نجاح يطال كلّ لبنان “إذْ عملنا كثيراً لنصل إلى هذا المركز، لذلك كنا نتوقع رعاية أكبر من الدّولة التي امتعضنا من عدم اكتراثها لهذا النجاح وكأنّ شيئاً لم يكن، حتّى أنّ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لم تردّ علينا ولم تهتمّ بما وصلنا إليه على الرّغم من اتصالات كنّا نجريها لتسليط الضوء على هذه المسابقة التي لم أمثل فيها طائفة أو نطاقاً جغرافياً معيّناً، بل لبنان كلّه”. ويشكر عائلته والمقرّبين منه على مساعدتهم وتعاونهم معه دعماً لهذه المسيرة التي بدأها منذ طفولته حتّى هذه اللحظة، مؤكّداً تمسكه بطموحه ورغبته في تحقيق المزيد من الانجازات المختلفة.

شارك المقال