مرضى غسيل الكلى في خطر

آية المصري
آية المصري

لم يكن ينقص المواطن اللبناني اليوم سوى مواجهة أزمة انقطاع المواد الاستشفائية، فإلى جانب الذل الذي يعيشه، يتزايد الهم بسبب النقص الحاد في المستشفيات والقطاع الصحي، ما أدى إلى تقليص عدد حالات الدخول إلى المستشفى، والتوقف عن إجراء المعاينات والفحوصات المخبرية. فهل ستتحول العمليات الجراحية إلى حلم من الأحلام؟

المريض أصبح اليوم يخاف من تعرضه لأي أزمة صحية مفاجئة، فالموت لن يكون هذه المرة على أبواب المستشفيات، بل ربما في داخلها أيضاً، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات لا سيما غسيل الكلى الذي يهدد حياة المرضى، إذ كيف سيتمكن من يقوم بهذه العملية مرتين في الأسبوع من تقبّل هذا الواقع؟ وكيف ستكون عليه حال وضعه الصحي، إذا لم يتمكن من إجرائها؟ كيف ستواجه وزارة الصحة هذه الازمة وهل من حلول تنقذ مرضى غسيل الكلى من موت محقق في حال لم يتم تأمين ما يجب لعلاجهم؟

هارون: المستشفيات خط أحمر

يوضح نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”لبنان الكبير” أنه “لا يمكن التوقف عن إجراء عمليات غسيل الكلى للمرضى بسبب وضعهم الصحي الذي يمكن أن يسوء في أي لحظة، والمشكلة اليوم أن البضاعة متوفرة ولكن ليس على السعر المدعوم ويريدون من المستشفيات شراءها على سعر السوق السوداء وهذا من سابع المستحيلات”.

ويضيف هارون “هناك مشكلة بين مستوردي تلك المستلزمات وبين مصرف لبنان، وعلى الجهات المعنية التحرك فوراً للتوصل إلى حل، فالطبابة على السعر المدعوم ولكن كيف يمكننا شراء المواد اللازمة على غير ذلك؟ هذا ما دفع بعض المستشفيات للتوقف عن إجراء فحوصات مخبرية معينة ولكن لا طبابة ولا تشخيص من دون هذه الفحوصات وهنا تقع الكارثة”.

ويقول: “وزارة الصحة تعمل كثيراً لحل هذه المشكلة ولكن حتى هذه اللحظة لم نتوصل إلى نتيجة واضحة ومطمئنة للمريض. فنحن نرفض رفضاً قاطعاً تحميل مريض غسيل الكلي أي فروقات مادية والمطلوب واحد إستلام البضائع على السعر المدعوم. لا خيار آخر أمامنا فلتتحرك الجهات المعنية وليتحرك رئيس حكومة تصريف الأعمال وليتحرك رئيس الجمهورية، المستشفيات خط أحمر ولا يمكننا الاستخفاف بها”.

المرضى يتخوفون من الموت

السيدة كريستل سلامة والتي تقوم بعملية غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً تفيدنا أنها “علمت هذا الأمر من طبيبي الخاص، فالوضع صعب جداً وفي حال توقفت المستشفيات عن القيام بهذه العمليات، سنشهد ارتفاع عدد الوفيات لدى المرضى، فهناك من ينقطع الأوكسيجين عنه ومن يتعرض جسمه لتسمم، وفي حال قرروا زيادة الفروقات المادية وهذا ما يحكى اليوم، سنكون أمام حليّن لا ثالث لهما: إما التوقف عن غسل الكلى، وإما تقليص العدد أي بدل ثلاث مرات يصبح مرتين أو مرة واحدة أسبوعياً”.

وترى أن “المطلوب هو الإسراع في إيجاد الحلول المنطقية واللازمة، فهناك كبار السن ممن ليس بإستطاعتهم تحمل هذا الوضع وسينعكس ذلك سلباً على وضعهم الصحي والجسدي”.

وبقول أحد المرضى من كبار السن: “لا أمل في هذا البلد، فلا أحد يعير الشعب المسكين أهمية، لماذا المواطن اللبناني في نظر حكامه بلا قيمة، كنا ننتظر ساعات في غرف الطوارئ لإجراء عملية غسل الكلى التي نحتاجها، اليوم حتى الطوارئ لا تفيدنا لو بقينا فيها 10 ساعات. في هذا البلد كل شيء غالٍ إلا الإنسان”.

يبدو “لم يعد الموت مرعباً، فهذه الحياة أشد رعباً”. فالوضع من سيئ إلى أسوأ، ولا نعلم المصيبة الجديدة التي ستحل على رأس المواطن اللبناني غداً. لا يمكننا الاستمرار على الوتيرة نفسها، فمتى تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ لبنان حتى لا تتكاثر خساراتنا.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً