خطر البدانة… لبنان يقترب من النسب العالمية

تالا الحريري

في الآونة الأخيرة بات الناس يشجعون على البدانة باعتبارها ليست عيباً، ودائماً ما يُنسب الخجل منها إلى الفتاة على عكس الشاب، كونها يجب أن تتحلى بجسم منحوت حسب المعايير التي حددتها المجتمعات. وأطلقت بعض الدعايات والحملات التي تشجع الفتيات على تقبل أجسادهن كما هي وعدم الخجل من معالمها، الا أن ما يجب الاشارة إليه أنّ البدانة الزائدة مرض مثل النحافة الزائدة يمكن أن تسبب مضاعفات وفي بعض الأحيان تصل إلى الموت.

فالبدانة هي تراكم مفرط وغير طبيعي للدهون، وحسب آخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية، فان أكثر من 1.9 مليار بالغ، من سن 18 عاماً فأكثر، زائدو الوزن، في العام 2014. وكان أكثر من 600 مليون شخص منهم مصابين بالسمنة، و41 مليون طفل دون سن 5 سنوات زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة. مع العلم أنّ الأطفال في هذا العمر لديهم خطر بنسبة 30% في أن يبقوا بدناء حتى الوصول إلى سن المراهقة، وكذلك يمكن للمراهقين أن يبقوا بدناء حتى الوصول إلى سن الرشد، ما يعني أنّ البدانة لا تقتصر على فترة عمرية معينة وتنتهي، حسب ما يعتقد البعض، إنّما تختلف تماماً عن تغير معالم الجسم عند الدخول في سن المراهقة أو الرشد. وتقاس البدانة من خلال استخدام مؤشر كتلة الجسم “BMI” لقياس مستويات السمنة وهو عبارة عن ناتج قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر.

ووفقاً لتقرير التغذية العالمي للعام 2018 الصادر عن منظمة الصحة العالمية حلّ لبنان في المركز 25 عالمياً، من حيثُ عدد البالغين (فوق 18 سنة)، الذين يعانون من وزن مفرط. وجاء في المرتبة السادسة (32.5%) في المنطقة بعد الكويت (37.9 %) والأردن (35.5%) والمملكة العربية السعودية (35.4 %) وقطر( 35.1%) وليبيا (32.5%). ومع اقتراب لبنان من النسب العالمية للبدانة، التي تقدّر بـ30% حسب منظمة الصحة العالمية، يفترض دقّ جرس الإنذار والعمل على المزيد من التوعية على هذا “الوباء” بحسب ما صنّفته منظمة الصحة.

وتظهر النتائج أن إنتشار السمنة بين البالغين في منطقة الشرق الأوسط، قد تضاعف 3 مرات تقريباً منذ العام 1975، مما أدّى إلى زيادة أعداد مرضى القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض بحسب موقع “forbesmiddleeast”.

وحسب تقديرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية في العام 2019، تطالُ البدانة من 18 إلى 32 % من المجتمع اللبناني، وأن أكثر الأسباب التي قد تدفع اليها غير الأسباب الوراثية أو الصحية هي الخمول الزائد أو الاستهلاك المفرط للطعام من دون إتباع نظام صحي، إذ نرى أنّ الأطفال يميلون كثيراً إلى تناول الحلويات وكل أنواع السكريات ويبتعدون تماماً عن تناول وجبات الطعام، وهذا السبب أساس للبدانة مما قد يسبب مشكلات أيضاً في ضعف المناعة من جهة بسبب عدم الحصول على الغذاء اللازم والسليم، وبين البدانة التي قد تسبب مشكلات في القلب والمعدة وغيرها من جهة أخرى. ولا يقتصر الأمر على الاطفال أو المراهقين، بل هناك الراشدون أيضاً الذين قد يعانون من أمراض مزمنة ومخاطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين وأهمها إرتفاع ضغط الدم وارتفاع في نسب السكر في الدم، أو حتى الاصابة بالسكري من النوع الثاني. كذلك فقد تتسبب البدانة بمشكلات في المفاصل وأوجاع في الظهر والديسك، عدا عن المشكلات النفسية التي قد يتعرض لها الاطفال والمراهقون بالدرجة الأولى إذا كانوا بدناء نتيجة التنمر أو رفضهم لشكل جسدهم وعدم وجود مراقبة ومساندة من أهلهم.

شارك المقال