رفع الدعم عن حليب الأطفال… ما سر توافر الايراني؟

راما الجراح

أزمة الحليب ليست جديدة، ففي الفترة الماضية كان الرقمان ١ و٢ للمولود الجديد غير متوافرين في الصيدليات كافة، ولدى سؤال الصيدلي عن السبب كان يجيب: يبدو أننا ذاهبون الى رفع الدعم الكلي حتى يعود ويتوافر في الصيدليات. وهذا ما حصل، فقد أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أمس، رفع الدعم عن جميع أنواع حليب الأطفال لعدم توافر خطة قادرة على ضبط التهريب والبيع في السوق، مشيراً إلى أن “الكميات المدعومة تكفي بلدين وعلى الأرجح كنا نشتري الحليب لبلدين”، في إشارة إلى تهريبه إلى سوريا.

وفضّل نقيب الصيادلة جو سلوم عدم التعليق على هذا الموضوع الآن، مكتفياً بالقول: “لن نتناول هذا الموضوع قبل الاطلاع على حيثيات القرار وتفاصيله كافة”. يبدو أننا دخلنا في نفقٍ مظلم ضحاياه من الأطفال الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يحصل، وذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في لبنان. وأوضح مصدر خاص لموقع “لبنان الكبير” أنه “لا تزال هناك كميات من الحليب الايراني، ولكن لا يُنصح به، ولما كان الحليب مقطوعاً في كل الصيدليات، بقي الايراني متوافراً، وتضاربت المعلومات حول عدم تسليم أنواع أخرى من الحليب حتى انتهاء كمية الحليب الايراني من السوق، ويبدو أنه عندما أصبحت كمياته قليلة قررت الوزارة رفع الدعم وتوزيع جميع أنواع الحليب على الصيدليات بأسعار مضاعفة، ترتفع وتنخفض بحسب سعر صرف الدولار”.

وبحسب المصدر فان “الحليب مقطوع بصورة كاملة منذ أكثر من شهر، وهناك نقص كبير في أدوية الصيدليات، وكذلك أدوية السرطان، وكلما ارتفع الدولار انعكس سلباً على الصيدليات وتسليم الأدوية وغيرها، ويجب أن يعلم الجميع أنه في غالبية الأحيان الشركات المستوردة للأدوية تتخلف عن سداد فواتيرها للخارج بسبب عدم استقرار الدولار ما يهدد الصيدليات بالافلاس”.

وقال الصيدلاني ريان غطمي لموقع “لبنان الكبير”: “إن سعر عبوة الحليب ٤٠٠ غرام الذي كان ١٥٠ ألف ليرة، اليوم بعد رفع الدعم أصبح ٣٤٠ ألف ليرة، وهذا يكفي الطفل حوالي ٣ أيام كحد أقصى، أما العبوة الكبيرة ٩٠٠ غرام فأصبح سعرها حوالي ٧٧٥ ألفاً وطبعاً سيرتفع أو ينخفض بحسب سعر الدولار. وفي حساب سريع يحتاج رب الأسرة شهرياً الى أكثر من مليونين و٥٠٠ ألف فقط لتأمين الغذاء لطفله الرضيع”.

أضاف: “المشكلة الكبيرة أننا لا نعلم حتى الآن ما إذا سيتم تسليم الصيدليات بسبب العرقلة في الاعتمادات ومشكلات المصارف مع الشركات، كما حصل تماماً مع حليب الحساسية وحليب التقيؤ الحاد الذي رفع عنه الدعم الكلي منذ فترة ولكنه ليس متوافراً في الصيدليات إلا بكميات محدودة جداً”.

ورأت رنيم. س، وهي حامل في الشهر الثامن أنه “إذا ترافق قرار رفع الدعم مع تواجد الحليب في الصيدليات فهذا يعد أمراً جيداً لغالبية الأهالي حتى تستطيع تأمين عبوات الحليب لأطفالها ولو كانت بسعر مرتفع، ولكن ذلك يبقى أفضل من بقاء أطفالنا من دون غذاء لأنها كارثة كبيرة”.

أما وفاء. د وهي أم لمولود حديث فأكدت أنها لا تستطيع إرضاع إبنها، وفي ظل إنقطاع الحليب من السوق اضطرت الى الاستعانة بجارتها لترضعه، ولو توافر الحليب اليوم في السوق فلن تستطيع شراءه بسعره الجديد بعد رفع الدعم الكلي بسبب وضعها المادي الصعب.

يمكن أن ينعكس قرار رفع الدعم الكلي عن الحليب سلباً على الأطفال في لبنان، ويؤدي إلى سوء تغذية خطير، وخصوصاً أن مؤشرات الفقر مرتفعة جداً وأصبح أكثر من ٧٠٪ من اللبنانيين تحت خط الفقر. فهل سنشهد في الأيام المقبلة أي تغيير يمكن أن ينقذ أطفالنا أم ستعلو الصرخة من دون بوادر حل قريبة؟ الله يستر.

شارك المقال