الموسيقيون بلا عمل.. والنقابة تكافح

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

كسائر القطاعات، تلقّى القطاع الموسيقي في لبنان صفعة كبيرة، منذ بدء الثّورة في 2019 مروراّ بأزمة كورونا والانهيار الاقتصادي. الموسيقيون في لبنان بلا عمل، وإن عملوا، فأجرهم أصبح زهيداً. لا حفلات، لا مهرجانات ولا دولة تعوّض عليهم الخسارة.

في حديث لـــ “لبنان الكبير” يصف لنا نقيب الموسيقييّن والغناء فريد بو سعيد عن الوضع بجملة تلخص المعاناة: “الموسيقيون أوّل عالم بيوقف شغلن، وآخر عالم بيمشي شغلن”.

ويقول: “إن معاناة القطاع ظهرت في آخر عشر سنوات مع ظهور الموسيقيين الأجانب غير اللبنانيين الّذين يعملون بطريقة غير شرعية ويتقاضون أجراً أقل من اللّبناني ما قلّل فرص العمل. ثمّ ومع ثورة 17 تشرين والوضع الأمني غير المستقر في البلد سكرّت المقاهي والملاهي الليّلية أبوابها لأسابيع، والبعض اكتفى بيوم أو يومين عمل في الأسبوع. لتأتي أزمة كورونا وتقضي على ما تبقى منا وتقتلنا. فأصبح الموسيقيّون والمغنّون بلا عمل نهائياّ وطبعاً لا ننسى تأثير تفجير المرفأ الّذي دمّر عدداً كبيراً من أماكن السهر والمطاعم في بيروت”.

وبأسى يضيف بو سعيد: “إذا قلت إنّ الموسيقيّ في لبنان أصبح ينتظر كرتونة الإعاشة والمساعدات المالية الّتي نحاول أن نؤمّنها له لا أكذب. فالنّقابة نجحت في تأمين أدوية، حليب، مساعدات مالية من مصادر لا علاقة لها بالدّولة. ولكن هذا ليس حلاّ فالموسيقيّ والفنان لا يريدان المساعدة من أحد وعلى مرّ السنين هما كانا دائماّ مصدر ادخال مال إلى خزينة الدولة”.

ويوضح: “النّقابة تنتظر تشكيل حكومة لتعود بمراسيم تضمن حقوق القطاع الموسيقي”، آملا أن “تعود الأمور الى طبيعتها فيعود الازدهار الى القطاع”.

وتعقيباً على كلام بو سعيد، يقول ربيع حسن، مايسترو فرقة وعازف: “تسعيرة الموسيقيّ تغيّرت. لا تعامل بالعملة الأجنبية في لبنان، أصبح الموسيقيّ يتقاضى مبلغاً زهيداً ما يدفع الكثيرين للاتّجاه إلى إحياء حفلات في الخارج وتقاضي أجرهم دوبل وبالدولار”.

يختصر حسن الكلام بالقول: “وضع الموسيقيّ صعب جداّ، حتّى الحفلات في الخارج بظل أزمة كورونا ضئيلة، وفي ظل هذا الوضع، الكثير من الموسيقيين أصبحوا في منازلهم بلا عمل، وإن عملوا، فأجرهم قليل”.

في بلاد الخارج، أمّنت الدولة للموسيقيين تحديداً معاشات شهرية لتعوّضهم عن خسارتهم.. نحن في لبنان.. نسأل أين الدولة؟.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً