المياه الساخنة… الغاز حل مناسب ولكن!

جنى غلاييني

غياب كهرباء الدولة حرمت اللبنانيين من أمور عدّة، أهمها تأمين مياه ساخنة للاستحمام أو الغسيل أو غيره، ومقابل ذلك اتجه معظمهم في فصل الشتاء الى تسخين المياه في أوعية على الغاز، أو على الصوبيا في الجبال، الا أن استخدام الغاز يؤدي الى استهلاك أكثر من جرّة واحدة في الشهر، وقد بلغ سعرها اليوم 521 ألف ليرة. فهل هذه المعاناة تنتهي بوجود سخان مياه يعمل على الغاز، وكم سيكون استعماله مكلفاً؟ وماذا عن مخاطره؟

في جولة لـ “لبنان الكبير” على بعض المحال التجارية في بيروت، التي تبيع سخان المياه على الغاز أو ما يعرف بـ “القازان”، والحديث مع أصحابها، أكد أحدهم أنّ طلب المواطنين ازداد في الآونة الأخيرة على هذه السخانات بصورة كبيرة، وحين يدخل الزبون باحثاً عن سخان مياه يعمل على الغاز يجد عدداً وفيراً منها بعلامات تجارية متعددة وبأسعار مختلفة.

ولدى سؤالنا عن صفات السخان وسعره، قال أحدهم: “إنّ ما يميّز هذا السخان الذي يعمل على الغاز أنّ لا حاجة الى تشغيله قبل مدة للحصول على المياه الساخنة، إنّما يمكن الحصول عليها مباشرةً بعد فتحها”.

وفي ما يخص الأسعار، أوضح أن “سعر أي سخان يختلف باختلاف علامته التجارية وحجمه، فالسخان ذو المنشأ الصيني أرخص من غيره، ويتراوح سعره ما بين 120 و200 دولار، أمّا باقي العلامات التجارية ذات المنشأ الأوروبي فيبدأ سعرها من 250 دولاراً وما فوق”، لافتاً الى أن “الصيني يعد الأكثر مبيعاً نظراً الى سعره الرخيص، ولكن يبقى السخان الأوروبي أكثر ضماناً وأمناً”.

سخان المياه على الغاز يعد بالنسبة الى معظم اللبنانيين الحل الأنسب لتوفير مياه ساخنة، ولكن هذه الوسيلة التي يعتبرها الكثيرون بمثابة كنز لهم في فصل الشتاء، قد تؤدي الى هلاكهم! فبعد تسجيل عدد من حالات الاختناق في الفترة السابقة بسبب سخان المياه هذا، يجب الحذر من مخاطره، وأشار أحد أصحاب المحال التجارية، الى أن “الخطأ الأكبر الذي قد يرتكبه أي زبون يشتري سخان مياه على الغاز هو تركيبه داخل الحمام، فهذا الأمر في منتهى الخطورة وبالتأكيد قد يتسبب بحالة اختناق، وذلك لسحبه كمية الأوكسيجين الموجودة وانبعاث كمية أوكسيد الكربون السام الذي يؤدي الى الاختناق. لذا من الأفضل عدم تركيب السخان في الأماكن المغلقة ووضعه على شرفة المنزل لانبعاث رائحة كريهة بعض الشيء منه أثناء عمله أيضاً، وأنصح كل من يشتري هذا النوع من سخانات المياه بعدم وضعه في مكان مغلق”.

قال خالد حمود، الذي يسكن في عرمون: “كنّا نسخّن المياه للاستحمام أوّلاً على الغاز، ولكن الجرّة تنفذ بسرعة وبالكاد نستطيع أن نكمل الطبخ عليها في شهر واحد، ومع بدء البرد القارس أصبحنا نشغّل الصوبيا للتدفئة، واستغلّينا الأمر بوضع أوعية المياه عليها، لكن أيضاً جرّة الغاز تنفذ بسرعة، لذا لجأت الى شراء سخان مياه يعمل على الغاز، بعلامة تجارية صينية بلغ سعره 195 دولاراً، وهو مكلف بالنسبة لي، لكن كلّفني أكثر مما أظن حينما استعنت بالسنكري الذي قال لي إنّه لا يوضع في الحمام لخطورة تسرّب الغاز منه، وبقي مصرّاً على الأمر حتّى تم تركيبه على الشرفة ولكن احتاج الى امدادات كلّفتني 155 دولاراً، أي السخان كله كلفني 350 دولاراً، وكنت غاضباً من كلفته الباهظة، لكن بعدما وجدت أنّ هناك رائحة تنبعث منه وسمعت بحصول حالات اختناق كثيرة بسببه، قلت من الجيد انني وضعته في الخارج وإلّا لعرضت صحة عائلتي للخطر”.

أمّا يحيى بدران، الذي يستعد لشراء سخان مياه على الغاز، فأوضح أن “الاستحمام بمياه معتدلة الحرارة غير ممكن في هذا الطقس البارد، وإلّا سيمرض جميع أفراد أسرتي خصوصاً أطفالي، لذا سأشتري سخاناً أوروبي المنشأة لأضمن استمراريته وجودته وليكون أكثر أماناً، وبالتأكيد سأضعه على الشرفة نظراً الى خطورته”.

شارك المقال